لبنان: انفلات الدولار مع قرب انتهاء ولاية سلامة وغموض مصير نوابه

بيروت ـ من عمر البردانمع بدء العد العكسي لانتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة آخر الشهر الجاري، بدأت تداعيات الانفلات في سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، وبدا واضحا أن الهبة الصاروخية التي شهدها سعر الدولار الذي وصل إلى عتبة مئة ألف ليرة ثم عاد للانخفاض إلى نحو 95 ألفاً، لا يمكن فصلها عن التداعيات المتوقعة وغير المفاجئة في السوق المالية والنقدية. ومع عودة سعر الدولار للارتفاع، وسط غموض يكتنف مصير نواب حاكم المركزي الأربعة وكذلك ما يتصل بمنصة "صيرفة" التي أنشأها سلامة، كشفت مصادر لـ"السياسة" عن اجتماع نيابي اليوم لتقييم المرحلة السابقة، موضحة أنه لا استقالة للنواب ولا نية للاستقالة في الوقت الحالي، بل محاولة لاجتماعات مكثفة في الايام المقبلة لمحاولة الضغط للبدء بالاصلاحات. وسط هذه الأجواء، وفي حين غادر سفراء "الخماسية" بيروت إلى الدوحة للمشاركة في اجتماعها المقرر اليوم، كشف النقاب عن أن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان سيحمل افكارا لحوار وتوحيد المسار في اللقاء الخماسي والاتفاق على الافضل، وسط تعويل على دور قطري وسعودي في مساعدة لودريان بإيجاد الحلّ، كما علم أن الفرنسيين لم يطرحوا اسم المرشح سليمان فرنجية بل كان الطرح موجودًا وهم أيدوه، واتضح ان لا فرنجية ولا اي اسم آخر يمتلك الغالبية، ما يفتح الأبواب باتجاه السير نحو مرشح تسوية وسطي. وكشفت أوساط ديبلوماسية خليجية لـ"السياسة" أن مهمة لودريان تحظى بدعم خليجي كامل، سعياً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الأمر يتطلب من اللبنانيين السعي لمد الجسور فيما بينهم من أجل التوافق على مرشح وسطي، يخرج لبنان من مأزقه، بعد أن أصبح انتخاب فرنجية أو جهاد أزعور صعباً للغاية. وفي عظته أمس، وصف البطريرك بشارة الراعي تعطيل الانتخاب وتدمير المؤسسات بانه جريمة نكراء ترتكب بحق الدولة ومؤسساتها وبحق الشعب اللبناني.قائلا "ليعلم جميع المعنيّين أنّهم مدانون من الله والناس. ومهما فعلوا ونشطوا في عمليّات الهدم منذ شغور سدّة الرئاسة وقبلها، فلن يبلغوا مشتهاهم، التي يقابلها الشعب اللبناني الطيّب باخلاقهوصموده ودفاعه عن قدسيّة الوطن من دون أيّ سلاح. في حين شدد المطران إلياس عودة، على أن الفساد المستشري في المؤسّسات العامّة بحاجةٍ إلى اقتلاعٍ من الجذور، لأنّه من غير المقبول أن يتحكّم أزلام الزّعماء بحياة النّاس، فيمتنعون عن تسهيل معاملاتهم من أجل تحصيل رشوةٍ، عوض السّهر على المصلحة العامّة، مؤكداً أن التهاون في المحاسبة أوصل كثيرين إلى الاستشراس. من جانبه، كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه تطرق إلى موضوع انتخابات رئاسة الجمهوريّة مع البطريرك الراعي بشكل مطول، وقال إن المسألة لها حل واحد وبسيط وطبيعي ومنطقي ودستوري هو أن يقوم النواب بمجلس النواب بانتخاب رئيس، مشيرا إلى أن اللبنانيين لن يقبلوا أبداً بحلول "خنفشاريّة" ولن يتم ليهم تحت ضغط الأزمة التي يتسبب بها الفريق الآخر الذي يتسبب بالأزمة ولا يهمه ما يتكبده الناس من أزمات.على صعيد آخر، ورداً على ما ذكر عن عدم رغبة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب برئاسة الوفد الوزاري المؤلف للتباحث مع السلطات السورية بمعالجة أزمة النزوح، قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن دور وزير الخارجية بما يتعلق بالنازحين السوريين في لبنان هو التواصل والقيام بالاتصالات الديبلوماسية والسياسية مع الاشقاء العرب وبالاخص السوريين وسائر الدول الصديقة، وهو الامر الذي يقوم به حاضرا ومستقبلًا وبالتنسيق مع رئيس الحكومة، مشيرة إلى أن المسائل التقنية تعود صلاحية متابعتها للوزراء والاجهزة المختصة، بما يتكامل ولا يتعارض مع الشق المناط بوزير الخارجية والمغتربين.