لبنان: تأجيل الانتخابات البلدية لمدة سنة... و"القوات" تتحضر للطعن

بيروت ـ من عمر البردان:

في مهزلة ما بعدها مهزلة، عمدت المنظومة النيابية الفاسدة إلى تعطيل الانتخابات البلدية والاختيارية، بتأجيلها سنة، ليضاف ذلك إلى المسلسل التعطيلي في البلد، بينما يرفض هؤلاء النواب أنفسهم، تأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، متذرعين بحجج واهية، لم تعد تنطلي على أحد من اللبنانيين، وفي تأكيد فاضح على الإساءة على سمعة لبنان الخارجية، بإصرار مسؤوليه وقياداته السياسية على تجاوز كل الاستحقاقات الدستورية.
وقد صادق المجلس النيابي، خلال الجلسة الشريعية التي عقدها، وقاطعها نواب كتلة "الجمهورية القوية" ونواب التغيير، أمس, على قانون تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية مدة اقصاها سنة. كما أقرّ المجلس، بند تعديل قانون الشراء العام، المقدم من النواب علي حسن خليل وجهاد الصمد وألان عون.
وفيما تتجه كتلة "الجمهورية القوية"، لتقديم طعن بقانون التأجيل الذي صادق عليه البرلمان، قال ، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إن حضورة للجلسة من باب المسؤولية ولمنع الفراغ في البلديات والمخاتير.
ولم تخلُ جلسة مجلس النواب من مشادات عنيفة بين النواب مع بعضهم البعض، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعدما اتخذت طابعاً طائفياً في جانب منه. فقد وقع سجال حاد بين الرئيس ميقاتي ونواب "التيار الوطني الحر" على خلفية تصريح الأول الذي قال فيه "لو كان اللبنانيون يريدون الانتخابات لما اكتمل نصاب الجلسة، تحت عنوان تشريع الضرورة، ولما شفنا كتل حضرت واكملت النصاب".
ورد النائب سليم عون على كلام الميقاتي، فاعتبره هجوماً على نواب التيار، ليتدخل النائب احمد الخير ويقول له"أنتم لستم أقوياء إلا على رئيس الحكومة وعندما تهاجمونه سنرد نحن عليكم". ومن ثم تجدد الخلاف بين النائب الخير ونائب التيار غسان عطا الله على خلفية أن الأخير ذكّر بكلام لوزير الداخلية يقول فيه "نحن مش قادرين نعمل انتخابات" ليطل بعدها عبر الإعلام ويقول "فينا نعمل انتخابات"، وتوجه الى النائب الخير بالقول "أتحداكم اذا قادرين تعملو انتخابات". كذلك حصل سجال بين النائب اسامة سعد والرئيس ميقاتي خلال الجلسة، عندما قال سعد، "الحكومة كذبت عاللبنانيين وقالت أنا جاهزة وهيي ما بدها انتخابات" ليرد ميقاتي عليه: "إنتوا كلكن عم تكذبوا عاللبنانيين"، ليعلو الصراخ في القاعة وسط امتعاض النواب ويرد سعد: "ما فيك تحكي عن البرلمان هيك!" . وقد هاجم الرئيس ميقاتي "الوطني الحر" من دون أن يسميه، وقال: "لي ما بدو يمدّد ما بيجي بيحضر الجلسة التشريعية وعنا كان ملفات أهم وما حضرتو".
وفي الخصوص، دانت "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات بشدة القرار النيابي مشيرة إلى انه يقوض العملية الديمقراطية ومبادئ الحكم الرشيد، ويؤشر مجددًا إلى النهج الذي تكرّسه السلطة، بشقّيها التنفيذي والتشريعي، في التعاطي مع العملية الديمقراطية وحرمان اللبنانيين من حقهم في اختيار ممثليهم.
إلى ذلك، بدا واضحاً بعد عودة رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل إلى بيروت، إثر لقائه في باريس مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، أن الأمور باتت أصعب من أي وقت أمام مرشح "الثنائي الشيعي" سليمان فرنجية .وكشف الجميّل أنه عاد إلى بيروت بذهنية توحيد الجهود والمواجهة والمعارضة حفاظاً على سيادة لبنان واستقلاله. ورأى أن "موقف الكتائب معروف وهي باقية عليه، وأي مرشح يتبنى سياسة حزب الله نرفضه وهذه قضية خيارات كبرى نختلف مع فرنجية عليها".