الدولية
لبنان: تأليف الحكومة أسير "المعادلات الإقليمية" المتحوّلة
الخميس 27 ديسمبر 2018
5
السياسة
بيروت- "السياسة":مع انسداد أفق ولادة الحكومة وتوقع بقاء أزمة تأليفها في حال مراوحة حتى السنة المقبلة، علمت "السياسة" من أوساط ديبلوماسية أن "الموضوع خرج من أيدي اللبنانيين، وبات أسير المعادلات الدولية القائمة، على وقع جملة تطورات فرضت نفسها في المنطقة، وخشية من أن تصيب شظاياها لبنان"؛ وهذا ما أشار إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يدل إلى أن لا حكومة في المدى المنظور، على أمل تغيّر مناخات المنطقة في إطار ما يرسم لها من سيناريوهات، لن يكون لبنان في منأى عنها. وفي وقت انكفأت مساعي الحل كلياً، بعدما أدرك الجميع أن الأمور أصبحت على درجة كبيرة من التعقيد والتأزّم، أكد نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي أن "المبادرة الرئاسية لاتزال قائمة، برغم كل الأجواء السلبيّة التي تحيط عملية تأليف الحكومة"، مشيراً إلى أن هذه المبادرة "تحتاج اليوم إلى ديناميكية جديدة لإيجاد الحل". ورفض فرزلي تحميل كثرة الطباخين مسؤولية فشل إعداد الوليمة الحكومية، معتبراً أن "كلام رئيس الجمهورية ميشال عون عن الأعراف الجديدة، هو للاستفادة منه، من دون أن يكون موجّهاً لجهات محددة". في المقابل، رأى الوزير مروان حمادة أن هناك "عناصر عدة، داخلية وخارجية، تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة"، مشدداً على ضرورة "التوصّل إلى تسوية بعد رأس السنة لإيجاد ممثل بديل عن اللقاء التشاوري والانطلاق بعملية إصلاحية عاجلة". ودعا حمادة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إلى "الجلوس معاً بعيداً من ضغوط المقرّبين، ووضع الخطوط العريضة للحكومة، بعد وقف الدلع السياسي الحاصل من قبل البعض، ومطالبتهم بهذه الحقيبة أو تلك"، محذراً من "فراغ حكومي أطول قد يؤدي إلى صدامات في الشارع، أو مؤتمر تأسيسي قد يدخل لبنان في أتون خطر". وغرّد الوزير السّابق أشرف ريفي أمس قائلاً: "حزب الله يهوّل ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاماً؛ وهو تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية". كذلك كتب رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض على "تويتر" أمس: "الحرص على إبقاء تحالف مارمخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وبذل الجهد لعدم إسقاطه، يقابله استسهال واضح لتدمير المصالحة التي توجّت في معراب والتي أوصلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وعلى الرغم من عرقلة الحزب إطلاق حكومة العهد الأولى، فإن لا جرأة للتيار كي يسمي هذا المُعرقل". وقال محفوض: "إن فتح معركة رئاسة الجمهورية باكراً من بعض الطامحين والطامعين، زاد الوضع الداخلي تقهقراً، وسمح للمتضررين من الدستور والساعين للإطاحة بالنظام أن يضعوا العصيّ في دواليب كل الاستحقاقات الدستورية، وجزء من عرقلة تشكيل الحكومة اليوم يندرج في هذا السياق"، متسائلاً: "هل بدأت مؤامرة ضرب المناصفة تسلك طريقها، عبر تعطيل المؤسسات الدستورية، ومنها قيام حكومة؟".على صعيد آخر، التقى وزير المالية علي حسن خليل وفداً زائراً من البنك الدولي برئاسة ساروج كومار جاه، وناقش معه أهمية الاستقرار السياسي المتمثل بتشكيل حكومة تبدأ بإنجاز الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ليتسنى للبنان الاستفادة من فرص التمويل للسنة المقبلة. وأكد كومار جاه استعداد البنك الدولي، خلال العام 2019، لتمويل مشاريع اقتصادية واستثمارية جديدة، لاسيما في قطاعي الكهرباء والاتصالات، وتمويل المؤسسات المتوسطة والصغيرة، مع التركيز على دعم البلديات والاقتصادات المحلية. كما شدد الجانبان على أن أي تمويل للمشاريع الاقتصادية الجديدة يجب أن يكون دافعاً فعلياً لنمو الاقتصاد، بمعنى أن يتم تحديد الأولويات بناء على هذا الأساس.