لبنان: تحذيرات من فتنة طائفية والمخاوف الأمنية تتصاعد بعد "الكحالة"

المعارضة تتحضر لمواجهة "حزب الله"…"والكتائب": البلد مخطوف… و"القوات": لن يصل رئيس من الممانعة

بيروت ـ من عمر البردان

مع تصاعد المخاوف على مستقبل لبنان بعد جريمة الكحالة، وما سبقها من أحداث أمنية يشتم منها محاولات حثيثة لإيقاظ فتنة طائفية بين اللبنانيين، أجمعت المواقف المسيحية على تحميل "حزب الله"مسؤولية ما يحصل من توترات أمنية قد تأخذ البلد إلى المصير القاتم، الأمر الذي دفع الجيش إلى اتخاذ إجراءات احترازية في عدد من المناطق من أجل مواجهة أي محاولة للعبث بالاستقرار الأمني، وسط دعوات إلى التعاطي بأقصى درجات المسؤولية مع الأحداث التي يشهدها لبنان، لأنها قد تأخذه إلى منعطف بالغ الخطورة إذا لم يحسم الجيش الأمور ويفرض سلطته على جميع المناطق، منعاً لتفاقم الوضع على نحو قد لا تنفع معه المعالجات في حال خرجت الأمور عن السيطرة .
وفي حين يثير ما يحصل في لبنان قلقاً بالغاً على الصعيدين العربي والدولي، فإن التداعيات للجرائم التي جرت تنذر بما لا يحمد عقباه، حيث إن مجريات التطورات الأمنية مقلقة للغاية في حال اتساع نطاقها، ولم تتخذ الإجراءات المطلوبة لكل هذه الظواهر المخلة بالاستقرار الداخلي إذا بقي الوضع على ما هو عليه.
وفي وقت يتوقع عقد اجتماعات مكثفة لقوى المعارضة لوضع خارطة طريق لمواجهة هيمنة "حزب الله" وممارساته، أكدت مصادر في حزب "الكتائب" أن البلد بات مخطوفاً وكل الاستحقاقات الدستورية أصبحت رهينة إرادة الحزب، في حين طالب عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد حواط "حزب الله" بأن يعي جيدا ان سلاحه لا بيئة حاضنة له ولا يمكنه فرض سيطرة وهيمنة بقوّة السلاح، مؤكداً أن المواجهة معه أصبحت علنية وسيتم العمل على منع وصول رئيس للجمهورية من محور الممانعة.
بدوره، اعتبر رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض أنّه آن الأوان لإزالة احتلال ميليشيا ايران من لبنان بعد زوال الاحتلالين الاسرائيلي والسوري، مشدداً على أنه لا توجد استحقاقات يجب أن تتقدم على تحرير لبنان.
في المقابل، نشر الإعلام الحربي التابع لحزب الله مشاهد تعرض للمرّة الأولى عن منظومة "ثأر الله" للصواريخ الموجهة، وذلك ضمن تدريبات عناصر الحزب على السلاح المضاد للدروع. وبحسب ما أورد موقع الإعلام المركزي للحزب فإن المنظومة الجديدة تتضمن سلاحا مضاداً للدروع مخصصاً لرماية صواريخ "كورنيت" وتتألف من منصتي إطلاق، وتتمتع بدقة إصابة الأهداف بتوقيت متزامن وتدميرها وتستخدم في الرماية النهارية والليلية وتتميز بسهولة التحرك والمناورة.
إلى ذلك، انشغلت مختلفة الأوساط اللبنانية بتجاوزات حاكم البنك المركزي السابق رياض سلامة، لجهة الخسائر والدفوعات المالية والقروض والتحويلات الى الخارج والتي شملت الفترة ما بين 2015 و2020، والشخصيات التي استفادت من الفوائد والهندسات المالية والقروض والمنح، وكيف اتخذت من جانب حاكم مصرف لبنان دون اللجوء الى مواقف اعضاء المجلس المركزي أو مفوض الحكومة لدى المصارف.
وكشف تقرير لشركة "الفاريز اند مارسال" للتدقيق الجنائي أن كلفة الهندسات المالية بلغت 115 تريليون ليرة، وقيمة القروض 15 مليون ترليون ليرة، وتضمَّن التقرير تلقّي حسابات تابعة لسلامة في سويسرا أرصدة مالية بالعملات الأجنبية بلغت قيمتها 98.8 مليون دولار خلال ست سنوات، بمتوسّط تحويل يبلغ 16.5 مليون دولار سنويا، ومن أجل إخفاء آثار التفريط بالأموال، تلاعب سلامة بالوثائق ليظهر أن مصرف لبنان مؤسسة رابحة، وأرسل لوزارة المال 40 مليون دولار بوصفها أرباحاً محققة، وتضمّن تقرير التدقيق الجنائي لائحة بأسماء شخصيات سياسية وإعلامية ومؤسسات وجمعيات، استفادت كلها من غير وجه حق بدعم مالي يفوق 100 ألف دولار، بين العامين 2015 و2020.
وفي السياق، وبعد العقوبات الجديدة التي طالت سلامة ومعاونيه، تواترت الأنباء بشأن عقوبات أميركية جديدة يجري الاعداد لها بحق عدد من كبار المصرفيين اللبنانيين، قاموا بتسهيل دخول أموال لمقربين من النظام السوري وشبهات تبييض أموال.