بيروت ـ "السياسة":بعث المجتمع الدولي، وفي مقدمه الولايات المتحدة، برسالة حازمة إلى قتلة المعارض لـ "حزب الله" لقمان سليم، بأنهم سيحاسبون، وأن لا مفر من العقاب، من خلال المشاركة الديبلوماسية الحاشدة في مراسم تشييع المغدور، أمس، في منزل والده المحامي الراحل محسن سليم، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، التي دخلت بحراسة مشددة من الجيش اللبناني إلى منطقة حارة حريك، معقل "حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي المرة الأولى التي يدخل سفير أميركي هذه المنطقة منذ سنوات طويلة جداً، إضافة إلى مشاركة سفيري ألمانيا وسويسرا، وسياسيين وناشطين من المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والحقوقية ورجالات دين وأصدقاء الراحل.وجرى التشييع وسط إجراءات أمنية مكثفة، حيث قطعت الطرقات المؤدية إلى منزل العائلة من كنيسة مار مخايل إلى ساحة الغبيرة ومحيطها. وأكدت مصادر ديبلوماسية، لـ "السياسة"، أن "دخول السفيرة الأميركية إلى قلب نفوذ حزب الله، إنما هي بمثابة رسالة تحمل الكثير من المعاني للحزب وحلفائه، بأن إحقاق العدالة في جريمة سليم أمر حتمي، وأن من ارتكبوا العدالة سيحكمون، وأن يد الإجرام ستقطع مهما طال الزمن، وأن سلطة الدولة ستمتد على كامل أراضيها، وأن لا منطقة محرمة عليها بعد الآن". من ناحيتها، ألقت السفيرة الأميركية، كلمة قالت فيها "أننا سنقوم بما في وسعنا لإكمال إرثه، وسنحمل ذكرى لقمان في داخلنا".وأضافت، "لقد سُرق منا رجل عظيم، وما حصل هو تصرف بربري غير مقبول، ولا يمكن مغفرته"، مؤكدة أن "قتله كان عملاً بربرياً وغير مقبول، وسندفع باتجاه العدالة وسنقوم بالمستحيل لإستكمال مسيرته ورؤيته".أما السفير الألماني أندرياس كيندل، فأكد "نريد تحقيقاً شفافاً".
وبعد الصلاة، ألقت والدة الراحل سلمى مرشاق كلمة قالت فيها، "أمنيتي ان تحكموا عقلكم وتتناقشوا وتتحاوروا، لمعرفة إن كنتم تريدون بناء وطن يليق بتضحيات لقمان"، مشيرة إلى "أننا ننتظر التحقيق في ما يخص هوية القاتل ونحن مع الفكر والعقل ولسنا مع قوة السلاح، وإذا كان القضاء لا يستطيع إرضاءنا فلماذا لا نجعل القضية دولية؟".وأكدت، "باقون هنا فهذه منطقتنا وهذا منزلنا ولكن نريد الحوار والنقاش بين الناس وليس استخدام وسيلة حقيرة لإسكات الآخر".من جهتها، اعتبرت رشا الأمير، شقيقة لقمان، أن "التحقيق الدولي يتطلب آليات معينة ويتناول قضايا دولية وكل ما أريده أن يتم تقبل الرأي الآخر".وفي السياق، علق رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، على كلام " والدة سليم، قائلاً، إن "والدة لقمان تعطي درساً لكل اللبنانيين بتخطي الذات والإيمان بالحرية ولبنان".واعتبر، أن "الشرط الاساسي للحوار والسلام هو العدالة وتطبيق القانون وفرض سيادة الدولة على كامل الاراضي"، مضيفاً إنه "طالما هناك ميليشيات مسلحة تخوّن وتضطهد لن تقوم هذه الدولة، ولن يكون هناك حوار جدي". وأكد، أن "كل من لم يرضخ لرغبة حزب الله بالترغيب أو بالترهيب، هو مهدد، واذا كانوا حقيقة أحراراً فليستقيلوا من المجلس، وأي بقاء على كراسيهم هو غطاء للقتل وخطف لبنان".وقال، إن "هناك شبكة أمنية اسمها حزب الله تنتشر، وموجودة داخل الأجهزة الامنية وتضغط على القضاء وتشوه معالم الجريمة في كثير من الأحيان وتمنع القوى الأمنية من الدخول إلى بعض الأماكن ما يعطل أي وصول إلى الحقيقة".أما الوزير السابق أحمد فتفت فأكد أن "القتل والإرهاب لن يوقف مسيرة من يؤمن بحرية الرأي والسيادة"، موضحاً أن "أي اغتيال في لبنان لا يمكن أن يتم من دون علم حزب الله، وهذا ما أعرفه من لسان نصرالله شخصياً".