لبنان: جبهة من المعارضة و"التغيير" لمواجهة مخططات "حزب الله"

بيروت ـ من عمر البردان

في ما يمكن وصفه بأنه رد على تصعيد "حزب الله" في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية، تتجه قوى المعارضة ونواب "التغيير" إلى تشكيل جبهة موسعة للوقوف في مواجهة مخطط الحزب وحلفائه، لمنعه من إيصال مرشحه سليمان فرنجية إلى منصب رئيس الجمهورية.
وتمثل اصطفاف قوى المعارضة في الاجتماع النيابي الموسع الذي عقد، أمس، وشارك فيه أكثر من ثلاثين نائباً معارضاً وتغييرياً، وذلك تزامنا مع دخول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بقوة على خط الاستحقاق الرئاسي، بعدما أعرب عن تمنياته أن يكون فرنجية رئيساً للجمهورية، داعيا إلى سرعة الانتهاء من انتخاب الرئيس من أجل انتظام العمل السياسي، واكد في الوقت ذاته على ضرورة أن يكون الرئيس الجديد مقبولًا من الجميع، وألا يكون "رئيس تحدٍ لأحد"، حسب تعبيره.
في سياق متصل، أكد النائب وائل أبو فاعور خلال لقائه ميقاتي أن اللقاء الديمقراطي منفتح على التسوية ولديه مرشحا يدعمه، معربا عن اعتقاده بأن النائب ميشال معوض مطابق للمواصفات التي يأمل اللقاء أن تتوفر في رئيس الجمهورية، داعيا الفريق الأخر إلى طرح خياراته بدلا من التصعيد الإعلامي.
وأشار إلى أن الهاجس الأساسي والألوية التي لا تتقدم عليها أولوية أخرى هي انتخاب رئيس جديد، وأي منطق يستسيغ الفراغ او يجافي فكرة التسوية، هو منطق غير مقبول وغير مسؤول، ولا يأخذ في عين الاعتبار حجم المعاناة التي يعيشها المواطن اللبناني.
في هذه الأثناء، أكدت مصادر نيابية معارضة لـ"السياسة"، أن "الجهود منصبة لمنع حزب الله من تحقيق هدفه بانتخاب فرنجية أو غيره من قوى الثامن من آذار"، مشددة على أن وصول أي شخص من هذا الفريق، يعني أن لبنان سيبقى 6 سنوات أخرى على ما هو عليه من تراجع على مختلف المستويات.
على صعيد آخر، ردّ رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم على المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، بعد اتهامه بكركي بالتخلي عن السيادة اللبنانية، قائلاً: "هيدي كبيرة"، ولا يحق له اتهامنا بالخيانة وليتفضل بالقيام بواجباته لإنجاح الحوار المتعثر داخليا". وأضاف، "بكركي أكبر من أن تُتهم بالخيانة، فالبطريرك بشارة الراعي طرح موضوع الحياد وفكرة المؤتمر الدولي لأن لبنان عضو بالأمم المتحدة، ولأن الحوار لا ينجح في لبنان، وكل هدفنا جمع اللبنانيين". وفيما لا زال ملف ال"كابيتال كونترول" يراوح في جلسات اللجان النيابية المشتركة، في ظل استمرار غياب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، علم أن النائب جميل السيد الذي رفض الدخول في مناقشة قانون "الكابيتل كونترول"، في جلسة، أمس، قبل معرفة مبلغ الإحتياطي في المصرف المركزي، فجاء الجواب من وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل الذي أكد ان الإحتياطي وصل الى 10 مليار دولار.
إلى ذلك، وفي خطوة مهمة تأتي بعد الاتفاق بين لبنان وإسرائيل على الترسيم البحري، وقّعت مجموعتا "توتال إنيرجيز" الفرنسية و"إيني" الايطالية اتفاقية إطارية مع إسرائيل بشأن حقل الغاز المشترك مع لبنان.
وذكر البيان أن لبنان وإسرائيل توصّلا، من خلال وساطة أميركية، إلى توقيع اتفاق في 27 أكتوبر لتنفيذ اتفاق الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان الذي يضمن توزيع حقول الغاز البحرية القيّمة في شرق البحر المتوسط ويخفف التوتر في المنطقة.
وتشمل هذه الحقول البلوك 9 حيث ستتمكن المجموعتان من الحفر في مساحة تمّ تحديدها وقد تمتدّ إلى البلوك 9 والمياه الإسرائيلية جنوبي الحدود البحرية التي تم تحديدها مؤخرا.
ولفتت المجموعة الفرنسية إلى أنها مشغّلة منطقة الاستكشاف في البلوك 9 في لبنان وأنها تملك 60% من حصة المشاركة فيه إلى جانب شريكتها مجموعة إيني الايطالية (40%)".
في سياق أخر دعا لبنان الأمم المتحدة إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل لكبح ممارساتها العدائية، وشدد الجانب اللبناني خلال اجتماع ثلاثي عقد في مقر القوة الدولية "يونيفل" في رأس الناقورة، جنوباً برئاسة رئيس البعثة ارولدو لازارو، على ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة كافة.