84 نائبا حضروا و63 صوتوا بالثقة و20 حجبوها وواحد امتنع عن التصويتدياب للنواب: نحن وأنتم نواجه اعتراضاً شعبياً ومخطئ من يعتقد أنه سينجو اتهامات للحكومة بالتأسيس لخلافات سنية- شيعية والمعارضون يستهدفون "الكهرباء"بيروت ـ"السياسة":بشق الأنفس، وفي مشهد مخز ومهين للديمقراطية، ولكل اللبنانيين، بما يحمله من ممارسات استفزازية إلى أقصى الحدود، رافقت تسلل النواب من بين الكتل الأسمنتية، وإدخالهم، بوسائل بوليسية، إلى المجلس النيابي، بدأت أمس، جلسة منح الثقة لحكومة حسان دياب، والتي نالتها بحضور 84 نائبا، صوت منهم 63 بالثقة، وحجبها 20 نائب، وإمتناع واحد عن التصويت.وعلى وقعِ الإحتجاجات العارمة التي شهدها محيط مجلس النواب في وسط بيروت، لمنع النواب من الوصول إلى مبنى البرلمان، عقد المجلس النيابي جلسته بالتوازي مع مواجهات حامية كانت تدور بين الثوار والجيش والقوى الامنية في محيط البرلمان، استخدمت فيها قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، لتفريق المعتصمين الذين حاولوا منع النواب من الوصول إلى مجلس النواب، حيث أصيب العشرات من الأشخاص بجروح، نتيجة الالتحامات المباشرة مع القوى الامنية التي رفعت من وتيرة عنفها على نحو غير مسبوق، مما أثار استياء واسعاً في أوساط المعتصمين الذين تمكنوا من إحداث ثغرات في الجدار الإسمنتي الذي تم وضعه على مداخل المجلس النيابي، ما دفع القوى الامنية إلى استحضار المزيد من التعزيزات لمواجهة المحتجين الذين كانوا نداً شرساً على مدى هذه المواجهات . وفي المقابل، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، على "أننا أبدينا جميعًا الحرص على الحراك الحقيقي وتنفيذ مطالبه، واليوم المطلوب منه أن يبرّر لنا وللقضاء هل يرضى عن الاعتداءات التي حصلت على الجيش وقوى الأمن؟ والاعتداء وتكسير نحو 5 سيارات تابعة للنواب، عدا عن سيارات عددٍ من الوزراء".وأكّد، أنّ "هذا المجلس سيبقى للجمع وليس للفتنة ولن ننجر إلى الفتنة على الإطلاق".وأوضح بري، أنّ "الجلسة افتتحت بحضور 67 نائبًا، وليس كما قال بعض السادة الزملاء خارج المجلس". وحضر الجلسة، نواب: تكتل "لبنان القوي"، "الوفاء للمقاومة"، "التنمية والتحرير"، "المردة"، "اللقاء التشاوري"(بإستثناء النائب جهاد عبد الصمد)، فيما بقي نواب تكتل "الجمهورية القوية" و"اللقاء الديمقراطي"، في مكاتبهم إلى حين تأمين النصاب.وفيما منح الثقة للحكومة كتل ونواب الثامن من آذار الذين حضروا الجلسة، حجبتها كتلة "المستقبل" النيابية، وكتلة "اللقاء الديمقراطي"، وكتلة "الجمهورية القوية".إلى ذلك، رفض النواب: "نهاد المشنوق، محمد كبارة، فؤاد مخزومي، أسامة سعد، سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش، جهاد الصمد، بولا يعقوبيان، اسعد حردان، مروان حمادة، شامل روكز، جان عبيد، نقولا نحاس، علي درويش، نجيب ميقاتي، وميشال معوض"، حضور الجلسة، مُتضامنين مع "صرخة الشعب ومطالبه".وفي بداية جلسة مناقشة البيان الوزاري، شدد رئيس الحكومة حسان دياب، على أن "لبنان مر في السنوات الاخيرة بتحديات كبيرة حتى وصلنا الى ازمة مأساوية ما يستدعي مراجعة عميقة لاسبابها واتخاذ اجراءات بعضها مؤلمة من ضمن خطة شاملة".وتوجه الى النواب، معترفا بالواقع الراهن، وقال، "نحن وانتم نواجه اعتراضاً شعبياً ومخطئ من يعتقد انه سينجو من اي انهيار، فلنتواضع جميعأً ولنعترف ان اعادة الثقة تكون بالافعال لا بالوعود واستعادة الثقة تحتاج الى انجازات ملموسة".وأشار دياب، الى أن "بياننا الوزاري يرتكز على خطة طوارئ وبرنامج اصلاحي واجراءات اقتصادية تحفز الانتقال من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج"، لافتًا الى أن "الاصلاحات التي نلتزم بها نابعة من الاساس من مطالب اللبنانيين اضافة الى الدول الماحنة ولا سيما مؤتمر سيدر فضلاً عن التقارير في شتى القطاعات، آملين ان تشكل خطتنا دعائم الثقة للشعب اللبناني والدول الصديقة والمانحة".وكشف دياب، أن "الحكومة ستلتزم وضع خطة طوارئ قبل نهاية الشهر الحالي لمواجهة الاستحقاقات".وقال دياب، "سنعمل على خفض الدين العام بالتزام عدة تدابير مثل الاعتماد على مشاريع الشراكة في القطاعين العام والخاص".
ودعا لتنفيذ الخطة التي اقرت بالاجماع في مجلس الوزراء السابق بعد اقرار التعديلات المجدية والضرورية، وتلزيم مشروع استقدام الغاز الطبيعي، وتعيين مجلس ادارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان، مشيرا الى أن اعداد دراسة ووضع خطة بديلة سيستغرق عدة اشهر، وبالتالي سيؤدي ذلك الى المزيد من هدر الكهرباء.وأضاف، "الحكومة ستلتزم الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والشروع ببناء خطة متكاملة لتحيقق الدمج على كامل الاصعدة، وتشجيع صناعات الادوية في لبنان، وتفعيل قانون الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص،وتقديم منح دراسية للمدارس الفقيرة، والعمل على خفض فوائد القروض ومنها قروض مؤسسة الاسكان ومصرف الاسكان في اطار دعم القطاعات الانتاجية ولا سيما الزراعة والتجارة". وتابع دياب، "سنعمل على استعادة استقرار النظام المصرفي من خلال تعزيز رسملة المصارف بسيولة نقدية، استخدام المصارف احتياطاتها".من ناحيته، أشار النائب أنور الخليل خلال جلسة الثقة، الى أنّ "عجز الكهرباء بلغ 34 مليار، وإذا ما أضفنا إليها فوائد الاقتراض يصل الرقم إلى 52 مليارا، ولا ينكر أي مراقب أن عجز الكهرباء سيؤدي إلى عجز لبنان عن إتمام واجباته الدولية".ودعا، الى "اسقاط بواخر الكهرباء كليًا وتأجيل الحل المؤقت حتى انطلاق تنفيذ الحل الدائم والمباشرة بإنشاء المعامل".وقبل انعقاد الجلسة، نقل عضو كتلة الحزب القومي النائب سليم سعادة إلى مستشفى الجامعة الاميركية بعد تعرضه للضرب وتكسير سيارته من قبل المحتجين.وأشار المكتب الإعلامي للنائب سعادة في بيان، الى أن "في تمام الساعة 10:30 صباحًا وخلال توجه النائب الأمين سليم عبدالله سعاده الى مجلس النواب لإلقاء كلمة تحمل وجع الناس، ولحجب الثقة عن هذه الحكومة، تعرضت سيارته للإعتداء من قبل بعض المخربين على الثورة الحقيقية وقد أصيب بضربة على الرأس وهو حالياً في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت حيث يتم اجراء الفحوصات الطبية اللازمة".من جهته، أكد النائب مروان حماده "انه لا حضور ولا ثقة"، وقال:"القضية ليست قضية حكومة بل عهد كساد وفساد وإنحراف، عهد موبوء يجب أن يرحل".واعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، عبر "تويتر"، أن "افتتاح جلسة الثقة دون نصاب هو أمر غير دستوري ومخالف للنظام الداخلي، هو ضرب للديمقراطية في لبنان وتحدٍّ لشباب لبنان المنتفض". وأعلن النائب شامل روكز "عدم حضوره والمشاركة في جلسة منح الثقة لحكومة الرئيس حسان دياب"كما شددت النائب بولا يعقوبيان في تغريدة، عبر "تويتر"، على أن "لا ثقة الا بالثورة". واعتبر النائب ميشال معوض، أننا "لسنا اليوم في جلسة ثقة والقصة أكبر بكثير، نحن أمام مرحلة مصيرية من تاريخ بلادنا".وأشار معوض إلى أن "هذه الحكومة عجزت عن ارضاء الشارع والدليل ما يحصل في الخارج، كما انها لم تحظَ باتفاق سياسي ميثاقي، بل على العكس تماما فانها تؤسس لخلاف سني- شيعي، وشاهدنا الجهود التي بُذلت لتتأمن لها الثقة ولو بفارق صوت واحد، ومن الواضح أنه يتم مقابلتها ببرودة عربيا ودوليا كي لا نقول اكثر".واعتبر منسق عام "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، أنّ "حزب الله قادر على فرض حكومة لكنه غير قادر مع حلفائه على تأمين الأكثرية النيابية لعقد جلسة الثقة من دون بقية شركاء التسوية!".ورأى، أنّ "الثلاثي المستقبل - الاشتراكي - القوات" غير قادر على تأمين الأكثرية لحجب الثقة! والحل بانتخابات مبكرة باشراف دولي بعيدًا عن سطوة سلاح حزب الله لاعادة انتاج السلطة".وبدورها، اعتصمت مجموعات من المحتجين من حراك حلبا أمام الدوائر الرسمية في المنطقة، وهتفوا ضد الفساد والتشكيلة الحكومية وتجاهلها لمطالب الحراك الشعبي، مشددين على حجب الثقة عنها، وطلبوا من الموظفين التوقف عن العمل.وتوجه محتجون الى المحطة الرئيسية للكهرباء في حلبا، وأجبروا الموظفين على تغذية البلدات العكارية بالكهرباء وحذروهم من قطعها.وشارك نجل الشهيد علاء أبو فخر، عمر أبو فخر مع عمه في التظاهرات التي تحصل في محيط مجلس النواب بالتوازي مع انعقاد جلسة منح حكومة الرئيس حسان دياب الثقة.وقال، في فيديو انتشر له على مواقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، "أنا جايي اخد حقّ بيّي وحقّ كل واحد من الشعب". وقال شقيق علاء أبو فخر، "نحنا خسرنا كل شي وما إلنا الّا انو ندخل لجوا ناخد حقنا".

أحد رجال المخابرات في الجيش يسحل متظاهرا لمنعه من عرقلة انعقاد جلسة البرلمان (أب)