لبنان: "حزب الله" يفتح النار على أزعور... فرنجية أو استمرار الشغور

بيروت ـ من عمر البردان:


يحط الملف اللبناني بتعقيداته وتشعباته، وتحديداً ما يتصل بالانتخابات الرئاسية والنازحين، في اللقاء الذي يجمع، اليوم، في قصر الاليزيه، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبطريرك بشارة الراعي الذي التقى في عاصمة الكثلكة، أمس، أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو يارولين، وبحث معه في تطورات الأوضاع في لبنان، وما يتصل بسبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، حيث كان تشديد فاتيكاني وفق المعلومات على ضرورة توافق اللبنانيين على الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية .
وكما كشفت "السياسة" في عددها، أمس، عن رفض "حزب الله" للمرشح جهاد أزعور الذي تقترب المعارضة و"التيار الوطني الحر" من التوافق على اسمه لرئاسة لبنان، علمت "السياسة" أن الحزب أبلغ مؤيديه والذين يدورون في فلكه، بفتح النار على ترشيح أزعور، لتشويه سمعته بعدما أصبح قريباً من الحصول على 65 صوتاً نيابيا. وما يشكله ذلك من مخاطر جدية على رئيس "المردة" سليمان فرنجية الذي يحظى بدعم "الثنائي الشيعي".
وقد أشارت المعلومات، إلى أن "حزب الله" وحلفاءه استشاطوا غضباً، لاقتراب المعارضة من التوافق مع النائب جبران باسيل على المرشح أزعور، فقرر الفريق الأول القيام بحملة مضادة ضد هذا التوافق، يخشى أن تكون من أولى نتائجها، دفع باسيل إلى التراجع عما التزم به، ما يؤكد بوضوح أن الحزب ماض في مخططه الذي رسمه بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، وهو إما فرنجية رئيساً أو استمرار الشغور.في الأثناء أشار نائب "الكتائب" الياس حنكش، الى ان هناك عدة مقاربات للملف الرئاسي، مضيفًا أن الكتائب مع التوافق ولكن هذا لا يمنع اجراء العملية الديمقراطية في مجلس النواب، إذ ان التوافقات السابقة اوصلت البلاد الى وضعه اليوم. وقال، إنه لا يمكن لحزب الله ان يتخطى الارادة المسيحية في الموقع المسيحي الاول، لذلك يجب ان تتغير المقاربة خاصة في ظل الانهيارات التي يشهدها البلد. في غضون ذلك شدد "لقاء سيدة الجبل"، على أنّ "خياره هو خوض معركة السيادة والاستقلال ورفع الاحتلال الإيراني عن لبنان من خلال التأكيد على ضرورة جمع الوطنيين داخل كل طائفة لإعادة تكوين الوحدة الوطنية في مواجهة هذا الاحتلال الذي حاول تكريسه كلام النائب محمد رعد عارضاً على اللبنانيين خيارين إمّا الفراغ وإما إنتخاب مُرشّح الاحتلال الإيراني.
إلى ذلك، تعقد حكومة تصريف الأعمال جلسة، غداً، على جدول أعمالها بند وحيد يتعلق بالاتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية، وذلك للتباحث والنقاش مع الوزراء حول هذه المسألة ليقرر مجلس الوزراء في ضوء النقاشات ما يراه مناسبا.
وفي حين علم أن وزير العدل، سيعقد مؤتمراً صحافياً، اليوم، للكشف بالاسماء والمستندات عن معرقلي الحفاظ على حقوق الدولة في قضية سلامة، حذر المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان من خطورة عدم إمكانية استعادة الأموال المنهوبة، وتساءل المرصد عن سبب تباطؤ حكومة تصريف الأعمال في تعيين محام في فرنسا يعاون هيئة القضايا، من أجل استعادة هذه الاموال، معتبرا أنّ المضي في هذا المسار سيؤدي إلى فقدان تلك المليارات التي هي حق للبنانيين وسيتم حرمانهم منها .
وفي ظل الجمود التام فيما يخص التحقيق بملف انفجار المرفأ يتّجه الأهالي إلى التصعيد ومحاولة عودة التحقيق لكن من خلال البوابة الدولية، أعد أهالى الضحايا عريضة وقّع عليها حتّى الساعة أكثر من 40 نائبًا، للمطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية، وقال الناطق باسم الأهالي وليام نون، إنّ هناك محاولات لإنشاء محاكمات في فرنسا كما في بريطانيا، أما على الصعيد اللبناني فالتحقيق سيكمل مهامه".