الدولية
لبنان: دعاة التطبيع مع الأسد يضغطون لضم الغريب لوفد بروكسيل
الاثنين 11 مارس 2019
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة": يبدو واضحاً أن هناك من يعمل جدياً على اختلاق الأزمات أمام الرئيس سعد الحريري، لإضعاف حكومته منذ أول الطريق، وهذا ما ظهر من خلال الحملة التي استهدفته بشأن عدم اصطحابه وزير النازحين صالح الغريب في عداد الوفد اللبناني الذي سيشارك في مؤتمر بروكسيل 3 للاجئين، الأمر الذي دفع الحريري تحت تأثير الضغوطات التي تعرض لها حتى من جانب قيادات رسمية، إلى البحث بإمكانية ضم الوزير الغريب إلى عضوية الوفد، رغم إشارته إلى أن الاتحاد الأوروبي هو المسؤول عن توجيه الدعوات، بالتوازي مع توجه بعض الوزراء لكسر رغبة الحريري بعدم التواصل مع النظام السوري، حيث يتوقع أن يقوم وزير الزراعة حسن اللقيس بزيارة دمشق، مدعوماً من قوى "الثامن من آذار"، التي تضغط لإعادة تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد . وعلمت "السياسة"، أن عدداً من الوزراء اللبنانيين يتحضرون لزيارة دمشق، في سياق محاصرة الحريري وشد الخناق عليه، من أجل إرغامه على إعادة النظر بقراره عدم التواصل مع النظام السوري، باعتبار أن رئيس الجمهورية ميشال عون الذي سيصطحب معه الوزير الغريب إلى القمة العربية بتونس، ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادات سياسية أخرى تؤيد فتح قنوات الحوار مع دمشق، من بوابة إعادة اللاجئين. وشدد اللقيس على أن زيارته المرتقبة إلى سورية تندرج في إطار تسهيل عملية تصدير المحاصيل اللبنانية الى الداخل السوري ومن خلال معبر نصيب الى الدول العربية، داعياً إلى عدم تسييس هذه الزيارة والنظر اليها كمسألة تقنية محض تخدم مصلحة اللبنانيين موضحاً ألا حاجة إلى موافقة مجلس الوزراء على هكذا زيارات تقنية.وتعليقاً على عدم ضم وزير الدولة لشؤون النازحين إلى الوفد اللبناني إلى بروكسيل، اعتبر أنه كان حرياً أن يشارك الوزير الغريب، مشيراً إلى أن لبنان يعاني من وجود نحو 1.5 مليون سوري، وعلى الجميع التكاتف لإعادتهم الى بلادهم ولا يجب المزايدة في هذا الموضوع.بدوره، قال وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد إن "ما سمعناه من المسؤولين السوريين بشأن نيتهم تسهيل عبور الصادرات اللبنانية إلى البلاد العربية عبر سورية يعيد الأمل بانتعاش الإقتصاد اللبناني"، معتبراً أنه "من مصلحة لبنان التعاون والتواصل والتآخي مع سورية وشعبها، ولا مفر من ذلك، عاجلاً أم آجلاً"، قائلاًَ، "فليكن عاجلاً لنتجنب المزيد من الدمار الاقتصادي".إلى ذلك، طلبت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن من المحافظين التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية قبل المباشرة باتخاذ أي تدبير يتعلق بتنفيذ إخلاء أو تمركز لمخيمات اللاجئين السوريين.من ناحية ثانية، أكد الرئيس فؤاد السنيورة بعد استقباله الرئيس تمام سلام، في رده على حملة "حزب الله" عليه، أن "هذه معركة مقصود منها حرف انتباه الناس عن الإصلاح الحقيقي، وعن توجيه بوصلة الدولة وهي محاولة من البعض من أجل أن يكتسبوا ثقة لا يتمتعون بها بسبب ما يقومون به من ممارسات وأنهم سيخوضون معركة النزاهة ومحاربة الفساد وغيرها، وهم لا ينتمون إلى هذا العمل، لأنهم إذا أرادوا فالباب مفتوح لكي يقوموا بهذا العمل، وطبيعي من المهم أن يصار إلى أن تبرهن الدولة اللبنانية من خلال أدائها على أنها حيادية بالتعامل مع الفرقاء كافة في لبنان، لا أن تكون الدولة مطية للبعض من أجل أن يستغلوها من أجل النيل من الآخرين، هذا هو الطريق الصحيح للإصلاح هو في العودة إلى إثبات حيادية الدولة في التعامل مع الفرقاء كافة".بدوره، اعتبر "لقاء سيدة الجبل" أن "معركة السيادة لا تزال قائمة، بعد ما تأكد أن سلطة الوصاية الإيرانية حلت مكان الوصاية السورية من خلال إمساك حزب الله بمفاصل الدولة اللبنانية".ودعا الجميع "للعودة إلى الأساس إلى المطالبة برفع وصاية إيران عن لبنان من خلال تطبيق الدستور وقرارات الشرعية العربية والدولية".