الدولية
لبنان: ضغط دولي لإنجاز الانتخابات الرئاسية والحكومة
الأحد 16 أكتوبر 2022
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان:أكدت أوساط سياسية رفيعة لـ"السياسة"، أن "اتفاق الترسيم بين لبنان وإسرائيل، أفسح في المجال أمام هدنة طويلة الأمد بين البلدين تمتد لسنوات طويلة، ستترك تداعياتها الإيجابية على حدود الدولتين، وهو أمر سيعطي الفرصة للبنان من أجل الاستفادة من عملية التنقيب عن النفط والغاز، بعدما سبقته إسرائيل بأشواط على هذا الصعيد"، مشيرة إلى أن "المجتمع الدولي الذي قام بدور أساسي في استعجال اتفاق الترسيم، سيحاول الضغط مجدداً في ما يتصل بضرورة إنجاز استحقاقي الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، ضمن المهل الدستورية المحددة".وكشفت الأوساط أن "الأميركيين والفرنسيين أبلغوا المسؤولين اللبنانيين، أن إجراء الانتخابات الرئاسية وتأليف حكومة جديدة، شرطان حاسمان، لتأمين الدعم للبنان في المرحلة اللاحقة واستعادة الثقة، وإلا فإن إنجاز الترسيم لن يؤتي ثماره، إذ لم يتم تعزيزه بهذين الشرطين اللذين يساعدان لبنان بدرجة كبيرة على استعادة الثقة الخارجية به".وقال الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، "أعتقد أن اللبنانيين يستحقون دولة تعمل لمصلحة مواطنيها".وفي الإطار، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، ان "البحر لن يكون السبب في الحرب مع اسرائيل"، لافتاً الى ان "الاتفاق يضمن الربح للجميع وان نتانياهو لا يمكنه توقيفه".ومع بدء العد العكسي لانتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون آخر الجاري، كشفت معلومات لـ"السياسة"، أن "حزب الله" يضغط بقوة من أجل تأليف حكومة، بعدما حذر من حصول اهتزازات في حال لم تشكل حكومة، ولم ينتخب رئيس جديد للجمهورية. وهو لهذه الغاية حض الرئيسين عون ونجيب ميقاتي، للتوافق من أجل تعبيد الطريق أمام الولادة الحكومية قبل انتهاء العهد.وقد اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، أن "الكل يتحرك لتشكيل حكومة لا تمثل تطلعات المواطن، بل تحقق حصص المشكلين. الجميع يسعون إلى تحديد مواصفات رئيس للجمهورية، كل حسب تطلعاته وحساباته المستقبلية، متجاهلين أن البلد ومن فيه يقبعون في هاوية لا قعر لها".وقال "نحن بحاجة إلى ترسيم كافة حدود بلدنا، لتكون واضحة ومحترمة وغير مستباحة، لكننا بحاجة أيضا إلى ترسيم حدود بين السلطات، لتقوم كل منها بواجباتها".وأكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "القوات اللبنانية" لن نقبل برئيس جديد للجمهورية شو ما كان وكيف ما كان، وما من أحد يريد رئيس تحدٍ بل جلّ ما نطلبه رئيساً يمكنه البدء بعملية الانقاذ المطلوبة بعد أن وصل لبنان الى هذه الحالة السيئة، واذا كانوا يعتبرون أن هذا الرئيس هو (رئيس تحدٍ) فليكن عندها".وشدّد جعجع خلال إطلاق "دائرة البقاع الشمالي" في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" على ان "الرئيس المنتظر عليه ان يتمتّع بمشروع وطرح واضح لخوض خطة الانقاذ الفعلية والقيام بالاصلاحات المتوجّبة علينا واعادة السلطة الى الدولة".وهاجم النائب أشرف ريفي الرئيس عون، وقال عبر "تويتر"، "من يدّعي لا دستورية حكومة تصريف الأعمال، ترأّس في العام 1988 نصف حكومة عسكرية وملأ بها الفراغ الرئاسي". واعتبر أن "كل الضجيج المُثار من أجل التمسك بالكرسي، والآن فصلٌ جديد من المغامرات القاتلة".وفي انتقاد لافت لاتفاق الترسيم البحري، لفت الخبير القانوني الدكتور عصام خليفة الى أن "من استلم ملف ترسيم الحدود منذ البداية امتهن فلسفة الخسائر". أضاف: "حسب القانون الدولي كان يجب ان ينطلق الخط من رأس الناقورة ولكنهم لم ينطلقوا منه".وفي المقابل، قال نائب "حزب الله" محمد رعد، "نريد رئيسا للجمهورية يحقق مصلحة البلاد ولديه ركب، ولا يأمره الأميركي فيطيع، بل يطيع المصلحة الوطنية".في سياق آخر، أكد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب كميل شمعون، "أهمية توحد المعارضة من أجل انتخاب رئيس جمهورية سيادي وإصلاحي"، مستنكراً "تخلي المنظومة الحاكمة عن خط 29 "الذي خسر فيها لبنان 1400 كلم مربع مجانا، ومن دون مقابل"، وسأل "اذا كانت إيران من قبضت ثمن هذا التنازل بالسماح لها بتصدير البترول بكميات أكبر".ودعا شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، الرؤساء والمسؤولين الى "تجاوز الاختلافات والاصطفافات والمناكفات لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها".