الأحد 29 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

لبنان: طائرتان مُسيّرتان تستهدفان معقل "حزب الله" وسقوط جرحى

Time
الأحد 25 أغسطس 2019
View
5
السياسة
بيروت ـ"السياسة":


تصدر المشهد الأمني بقوة، واجهة الأحداث والتطورات الداخلية في لبنان الذي يعيش ظروفاً سياسية واقتصادية بالغة الصعوبة، بعد الرسالة الإسرائيلية المباشرة ل"حزب الله"، والمتمثلة بالخرق الجوي الخطير الذي حصل في الساعات الأولى من فجر أمس، في عمق معقل الحزب بالضاحية الجنوبية، وهو الأخطر منذ حرب "تموز" يوليو 2006، بسقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة معوض، وانفجار طائرة ثانية في الأجواء، مخلفة أضراراً مادية، في حين شهدت سماء الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.
وكشفت أوساط سياسية بارزة، أن "استهداف إسرائيل لعمق الضاحية الجنوبية، أقوى رسالة ل"حزب الله"، بعد حرب تموز 2006، وهي تخفي في طياتها تهديدات مباشرة بأن المعادلة ستتغير بعد الآن، وهو مؤشر جدي على اقتراب المواجهة، إذا أخذ حزب الله قراره بالرد على الخرق الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن "الأمور تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات، في حال قررت إيران تكليف الحزب الرد على إسرائيل من جنوب لبنان"، داعية الحكومة اللبنانية إلى "البدء بحملة دبلوماسية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي والتصدي له".
وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان، "أثناء خرق طائرتي استطلاع تابعتين للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض، حي ماضي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضاً وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار إقتصرت على الماديات".
وعلى الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الاجراءات اللازمة، كما تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص.
وتفقد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس مكان سقوط الطائرتين الاسرائيليتين في الضاحية الجنوبية.
وشدد جرمانوس على "اننا الدولة... ونحن من يكشف على كل شيء"، كاشفاً عن أن "العدو الاسرائيلي لم يتوقف عن خرق السيادة اللبنانية، وان الدولة ستكشف على الطائرة التي بحوزة حزب الله".
وعلم أن 3 اشخاص أصيبوا بجروح طفيفة داخل المركز الاعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية بعد اصابتهم بشظايا جراء انفجار الطائرة الاسرائيلية.
واشارت مصادر الى أن طائرة الاستطلاع الاسرائيلية التي سقطت في الضاحية الجنوبية وسيطر عليها "حزب الله" هي من نوع ماتريس 600 (Matrice 600).
وقال الناطق الإعلامي باسم "حزب الله" محمد عفيف، أن "الحزب لم يسقط اي طائرة"، مشيرا الى ان "الطائرة الاولى سقطت من دون ان تحدث اضرارا، في حين ان الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الاعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية".
ووصف ما حصل بـ "الانفجار الحقيقي"، موضحاً ان "طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر هي الان في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها".
وفي الجنوب، كثف الجيش الاسرائيلي حركة دورياته المدرعة والراجلة على طول الخط الحدودي الممتد من مرتفعات الوزاني وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا.
وشوهدت اليات نوع هامر في محور العباسية وعند الطرف الشرقي لبلدة الغجر المحتلة. كما لوحظت حركة دوريات غير عادية عند بركة النقار وجبل سدانة في ظل تحليق مكثف لطائرات استطلاع دون طيار في اجواء قرى العرقوب وفوق مرتفعات جبل الشيخ.
ونفذت مجموعة من الاعلاميين وقفة تضامنية، امام مبنى العلاقات الاعلانية في حزب الله المستهدف في حي معوض بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وفيما أجمعت المواقف على استنكار العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، دان رئيس الجمهورية ميشال عون الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية.
وقال: "عدوان سافر على سيادة لبنان وسلامة اراضيه وفصل من فصول الانتهاكات المستمرة لقرار مجلس الامن، ودليل اضافي على نوايا اسرائيل العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة".
من جهته، وصف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سقوط طائرتي استطلاع اسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، بأنه "اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701".
وقال تعليقاً على الاعتداء انه "سيبقى على تشاور مع رئيسي الجمهورية ورئيس مجلس النواب لتحديد الخطوات المقبلة، ولاسيما ان العدوان الجديد الذي ترافق مع تحليق كثيف لطيران العدو فوق بيروت والضواحي، يشكل تهديداً للاستقرار الاقليمي ومحاولة لدفع االاوضاع نحو مزيد من التوتر".
وفي السياق، أشارت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان الى أن "الاعتداء يشكل خرقاً جسيماً للسيادة الوطنية وتهديداً جدياً للاستقرار في المنطقة".
ولفتت الى أن " وزير الخارجية جبران باسيل أعطى تعليماته للمندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك للتقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة هذا الخرق الخطير للسيادة اللبنانية".
من جهته، أشار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الى ان "ان افضل طريقة لمواجهة العدوان الاسرائيلي، هو في الوحدة الوطنية".
وشجب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، وأكد أن "ما يقوم به العدو الإسرائيلي من خرق للسيادة اللبنانية".
وقال النائب السابق فارس سعيد: "على أمل ان يكتفي "حزب الله" بالإختباء خلف الحكومة، لان العكس يلغي الحكومة ويفتح ابواب الجحيم".
ورأى منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو أن "حزب الله يستدرج المخاطر على لبنان وأن السلاح الإيراني عاجز عن حماية نفسه".
آخر الأخبار