الاثنين 09 يونيو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

لبنان: كبا "جواد" الحل فصارت حكومة "قاب القوسين" أثراً بعد عين!

Time
السبت 22 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
* مدير رئاسة مجلس النواب علي حمد أحد خيارات "التشاوري" بديلاً لعدرا
* بري التقى الحريري... و"الشرعي الأعلى" يُحذِّر من "ابتزاز في تبادل الحقائب"


بيروت- "السياسة":

... وعلى "قاب القوسين" إيّاهما، كبا "جواد" الحَلّ. جَفَّلَهُ شيطان التفاصيل المتواري في عربة "التشاوري"؛ فقفز مذعوراً إلى خارج الركب. لكنَّ خيَّال "لبنان القوي"، المعنيَّ بـ"جبران الخواطر"، أمسك بعنانه، مُحاولاً جرَّهُ إلى عربة "الثلث المُعطِّل"... حركة "التشاطُر" هذه، أغضبت "حزب الله" وحلفاءه الداعمين لـ"السُّنَّة المستقلين"، فأطلقوا شياطينهم تعيث "تعقيداً" في "حبكة" تأليف الحكومة، وعلى منوالهم نَسَجَ فرقاء آخرون، مُستحضرين "عُقداً" قديمة حُلَّت منذ أشهر، تتعلق بتوزيع الحقائب طائفياً ومناطقياً... وبذا تعطلت أمس، لغة تأليف الحكومة، وعاد السياسيون اللبنانيون إلى التخاطب بلغة "العُقد".
وفيما بدا أن أجواء التشاؤم ستخيّم طويلاً على حراك تشكيل الحكومة، إلا إذا نجحت مساعٍ جديدة، بدأها أمس المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في تجاوز العقد المستجدة؛ اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنها "سابقة في تاريخ حكومات لبنان، أن يُختار شخص (في إشارة إلى جواد عدرا) لتمثيل فريق سياسي، ثم ينضمَّ إلى فريق آخر.
من جانبه، تابع رئيس الجمهورية ميشال عون مشاوراته لتشكيل الحكومة، حيث التقى أمس الوزير جبران باسيل واللواء إبراهيم، كما عُقد لقاء بعيدٌ من الإعلام بين الرئيس بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، بهدف العمل على إزالة العقبات المستجدة التي حالت دون الإعلان عن ولادة الحكومة.
وأعلن عضو "اللقاء التشاوري" النائب عبدالرحيم مراد أن "جواد عدرا لم يعد يمثل اللقاء التشاوري، لأنه استمهل لإجراء مشاورات". وقال مراد: "نحن نعتبر أن جواد عدرا سيكون من حصّة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وبالتالي هو لا يمثل اللقاء التشاوري". وعقب اجتماعه في دارة النائب مراد، أصدر اللقاء بياناً تلاه النائب جهاد الصمد، جاء فيه: "جواد عدرا لم يعتبر نفسه ممثلاً للقاء التشاوري، لذا قررنا سحب ترشيحه".
وفيما أعاد استبعاد عدرا مشاورات التأليف الحكومي إلى النقطة الصفر، نقلت قناة "أم تي في" مساءً عن مصادر مطلعة، أن "اسم المدير العام لشؤون الرئاسة في مجلس النواب علي حمد هو أحد الخيارات المتاحة"، مشيرة إلى أن "اسم حمد قدّمه سابقاً النائب قاسم هاشم، إضافة إلى اسم جواد عدرا". وردّاً على سؤال، أجاب النائب هاشم أن "الخيارات مفتوحة، وعملية العودة إلى اسم علي حمد قد تكون مطروحة على طاولة اللقاء التشاوري".
وفي حديث لـ"إذاعة لبنان الحر"، قال هاشم إن "اللقاء التشاوري لا يفتعل مشكلة مع أحد، والواضح للجميع أن هناك إقراراً بحق اللقاء بأن يكون له ممثل في الحكومة المنتظرة (...) لم نقل إننا نستهدف الحصول على حقنا مقابل انتزاع حقٍّ آخر لأي كان، سواء لرئيس الجمهورية أو لغيره، إنما عندما أقر الجميع بحقنا ان نتمثل كلقاء تشاوري، فمن حقنا ألا نتمثل من حصّة أيٍّ كان، وهذا الممثل يجب ان يكون ممثلاً حقيقياً للقاء وفق ما يتم التفاهم عليه".
وعن العرقلة التي حصلت في الساعات الماضية، قال هاشم: "فليُسأل المعنيون، لسنا معنيين بهذا الأمر، والدليل ما حصل بالأمس (...) في موضوع عقدة الحقائب". وعمّا إذا كان يغمز من قناة الوزير جبران باسيل، قال هاشم: "الأمر واضح. هناك حقائب كان متفقاً عليها مع الرئيس المكلف، ولأمر ما، لم نعلم ما هي الدوافع والأسباب، وفي وقت كان ينتظر فيه اللبنانيون إعلان الحكومة، إذ بالعقد تُستولد واحدة تلو الأخرى".
وعن احتمال إعلان الحكومة في العطلة الأسبوعية، قال هاشم: "نحن في لبنان، بلد المفاجآت، قد تحل اليوم في خلال ساعة أو أقل، وقد تتعقد. هذا الأمر يتوقف على الاتصالات والمشاورات الجارية على أكثر من صعيد".
في السياق، رأى الرئيس فؤاد السنيورة أن هناك "ابتداعاً لمشكلات من أجل تأخير تشكيل الحكومة، والتذاكي على الناس". وقال، بعد لقائه مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان في دار الفتوى أمس: "هذه المشكلات لا تقنع أحداً، وليس لأحد مصلحة في تأخير تشكيل الحكومة واستمرار الوضع على حاله". وأضاف السنيورة، أن "اللقاء التشاوري لم يشارك بالاستشارات الملزمة، ولا بالاستشارات الحكومية، وما حصل مشاكل مختلقة".
كذلك حذر "المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى"، الذي اجتمع برئاسة المفتي دريان أمس، من "أي ابتزاز سياسي من قبل البعض، على صعيد تبادل الحقائب الوزارية، ما يشكل عقبة جديدة يتحمّل أصحابها المسؤولية"، مشدداً على أهمية "إصدار مراسيم تشكيل الحكومة اليوم، لأن أي تأخير ينعكس سلباً على مصلحة الوطن والناس". وأشار المجلس إلى أن مشاورات التشكيل، بين رئيس الحكومة المكلف والسياسيين "وصلت إلى خواتيمها"، داعياً إلى "الالتفاف حول الحريري في الجهود التي يقوم بها مع رئيس الجمهورية للخروج من الأزمة".
وبسخريته المعهودة، علق النائب السابق وليد جنبلاط على أزمة تشكيل الحكومة، إذ نشر على "تويتر" صورة تشبه السيرك، وأرفقها بتعليق: "حكومة الوحدة الوطنية". أما رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل فكتب على "تويتر" أيضاً: "أكثر من 7 أشهر من دون حكومة، كرمال وزير بالزايد ووزير بالناقص، أو حقيبة من هون وحقيبة من هونيك، في وقت الناس موجوعة والاقتصاد منهار". وأضاف: "مسلسل تشكيل الحكومة معيب ومهين لكل مواطن لبناني يحب بلده".
آخر الأخبار