لبنان: لقاء الديمان التشاوري يدعو إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية

بري يحذر من الظلام.. وجعجع: التحالف الشيطاني مسؤول عن المأساة.. والراعي لاختيار أحد المرَشَحَين

بيروت ـ من عمر البردان

خرق اللقاء التشاوري الوزاري الذي عقد في الديمان،أمس، بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء، وبغياب وزراء "التيار الوطني الحر"، بضيافة البطريرك بشارة الراعي وعدد من المطارنة الموارنة، رتابة المشهد السياسي، في ظل سعي رسمي لاتخاذ المزيد من الإجراءات لطمأنة الدول الخليجية بعد البيانات التحذيرية لسفاراتها في لبنان، وتوازياً مع جهود فلسطينية لبنانية لتعزيز الاستقرار الأمني في مخيم عين الحلوة.
وقد أكد اللقاء، على وجوب الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يقودعملية الإنقاذ والتعافي، إذ لا مجال لانتظام أي عمل بغياب رأس الدولة، مشدداً على دعوة القوى السياسية كافة إلى التشبث باتفاق الطائف وبميثاق العيش المشترك، والتخلي عن كلِّ ما قد يؤدي إلى المساس بالصيغة اللبنانية الفريدة، داعيا كذلك جميع السلطات والمؤسسات التربوية والإعلامية الخاصة والرسمية وقوى المجتمع المدني، والشعب اللبناني بانتماءاتِه كافةً، إلى التشبث بالهوية الوطنية وآدابها العامةوأخلاقياتها المتوارَثة جيلًا بعد جيل، إلى مواجهة الأفكار التي تخالف النظام والمبادئ التي يجمع عليها اللبنانيون. واكد اللقاء على أهمية التعاون الصادق بين كل المكونات اللبنانية لبلورة موقف موحّد من ازمة النزوح السوري والتعاون مع الدولة السورية والمجتمع الدولي لحل هذه المسألة بما يحفظ وحدة لبنان وهويته.
وقد ثمن البطريرك الراعي، جهود رئيس الحكومة والوزراء كافة في تمرير هذه المرحلة الصعبة مع المحافظة على مندرجات الدستور.فيما جدد المجتمعون تعويلهم على البطريرك، وسائر القيادات الروحية في المساعدة على انجاح سعي الحكومة الى حفظ التنوع ومبدأ العيش معا والى حماية القيم الاخلاقية والايمانية التي تشكل حجر الزاوية في الكيان اللبناني.
وفي مستهل اللقاء التشاوري، كشف البطريرك الراعي، أنه قال للموفد الفرنسي جان إيف لودريان "ما تسمعه من هنا وهناك زوبعة في فنجان، وهناك مرّشحان فلندخل الى المجلس ولننتخب أحدهما"، مشدداً على أنّ اللقاء بعيدٌ عن كل ما اسمه رسميّات، ولا من أمر مخفيّ هنا، ولا يجب أن يقرأ البعض بين السطور.
ومن جهته، شدّد الرئيس ميقاتي، على أنّ الاجتماع الوزاري هو ابن ساعته، وهناك أمور كثيرة تجمع اللبنانيين وهي احترام الصيغة والتنوّع والوحدة اللبنانية وهي ثروة للبنان، معربا عن خشيته خشيتنا أن تتعرّض القيم للتهديد، معتبراً أن أصعب أمر هو تفهيم واقناع من لا يريد أن يقتنع. وقال ميقاتي، "سنسعى الى أن نسدّ ثغرة صغيرة ولو ببيان أو اجتماع أو كلمة واحدة في ظل كلّ المناكفات، مُستعدون للذهاب أينما كان، ولا جدول أعمال اليوم، وسنبحث في أمرين الصيغة اللبنانية والقيم الأخلاقية والأسرة الروحية هي ركنٌ أساسي". وأسف، "لتخلّف البعض عن الحضور بحجة السياسة، ونحن هنا للتأكيد أننا قلب واحد".
وفي المواقف، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري ان حوار ايلول فرصة لبلوغ اتفاق ينهي الأزمة الرئاسية، ينبغي استثمارها ولا يجوز تفويتها، قائلا "إن توافقنا فرئيس الجمهورية سيُنتخب حتماً، وينتقل لبنان من واقع مهترئ ويسلك سبل الانتعاش، وإن لم نتوافق فسندخل في دهليز مظلم ويدفع لبنان اثماناً اضافية باهظة".
ورأى رئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع، أنّ "المسؤول عن الوضع المأساوي الّذي نحن فيه، هو التّحالف الشيطاني بين محور الممانعة و"التيار الوطني الحر"، اللّذين كانا متحكّمَين خلال السّنوات الـ10 الأخيرة بالحكم، بشكل أو بآخر". وفي مؤتمر صحافي في معراب، لفت إلى أنّه يجب تسمية الأشخاص بأسمائهم، والابتعاد عن التّحدّث بشكلٍ مبهم وتجهيل الفاعل، مشددا على أنّه لا يمكن لدولة أن تستقيم من دون انتظام عمل المؤسّسات.
إلى ذلك، أكد النائب أشرف ريفي، ريفي أن التوترات التي تشهدها الساعة اللبنانية قد تطيل أمد الاستحقاق الرئاسي لكن لن يكون باتجاه مرشح "حزب الله"، مشيرا إلى ان الحزب لم يعد له القدرة لايصال من يريد أو فرض شروطه.