الأربعاء 02 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

لبنان: مساعٍ مكثفة لوأد الفتنة بين بشري والضنية .. والجيش يوقف مشتبهاً بهم

Time
الأحد 02 يوليو 2023
View
12
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان

فيما لازالت منطقة بشري ومحيطها تحت تأثير صدمة الجريمة التي أودت بحياة عدد من أبنائها، فإن الاتصالات المكثفة لم تهدأ، لوأد الفتنة التي أطلت برأسها من الشمال اللبناني، بعد مقتل كل من هيثم طوق ومالك طوق، على أيدي أشخاص من منطقة الضنية، وسط إجماع على أن هناك من أراد من خلال هذه الجريمة، خلق فتنة طائفية، في حين أوقفت استخبارات الجيش، التي استنفرت بكثافة في المنطقة عدد من الشباب المشتبه في تورطهم بحادثة القرنة السوداء والتحقيقات جارية معهم. وسادت أجواء من الغضب العارم في بشري وبلدات الجوار، على مقتل الشابين من آل طوق، وسط دعوات إلى عدم دفن الضحيتين، قبل الأخذ بالثأر، في حين اعتبر أخرون أن ما جرى هو من تدبير ما وصفوه بـ"طابور خامس"، يريد الإيقاع بين الموارنة والسنة، لتعم الفوضى في جميع المناطق، في ظل الشغور الرئاسي القائم. وقد تلقّى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اتصالات من كل من مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، والنواب، أشرف ريفي، فؤاد مخزومي وعبد العزيز الصمد، وأبدى المتصلون استنكارهم الشديد وأسفهم لسقوط الضحايا، وشدّدوا على ضرورة أن تجرى التحقيقات بسرعة لكشف المجرمين وتقديمهم الى العدالة في أقرب وقت ممكن. كا دعا المفتي دريان خلال اتصال مماثل مع النائب فيصل كرامي إلى المساهمة في تهدئة الامور، واستخدام لغة العقل وتحكيم الوجدان الوطني تجنبان لتسعير الفتنة والاصطياد بالماء العكر. وفي السياق، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال اتصال هاتفي مع النائب ستريدا جعجع، أنه سيُتابع شخصيًا مسار التحقيقات للتوصل الى توقيف المجرمين وسوقهم إلى العدالة. بدوره، عبّر البطريرك الماروني بشارة الراعي عن ألمه لحادثة القرنة السوداء، وقال وفي عظة قداس، أمس، "نعوّل على الجيش لضبط الأمن لصالح الجميع كما على اهالي بشري ضبط النفس".
وعلى خط احتواء الفتنة في مهدها، حذر بيان مشترك صدر عن مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ورئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، من الانجرار إلى أي فتنة طائفية أو مناطقية، وشددا في الوقت ذاته على السرعة والضرورة القصوى للقبض على الفاعلين ومحاسبتهم، وأن يبذل الأهالي من المنطقتين كل جهدهم للمساعدة في كشف الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة. وبدوره، قال المطران إلياس عودة، إن بعض اللّبنانيين وبعض الزعماء يشبهون أولئك اليهود الذين اعتبروا أنفسهم أبناء الملكوت، لكنهم عملوا عكس التعليم الصحيح. ومن جهتها، اعتبرت رعية إهدن - زغرتا، الحادث، هو جرح ليس لمدينة بشري وحدها بل لإهدن والضنية ولكل لبنان وقالت، إن المطلوب هو العدالة وتسليم الجناة، لأنهم لا يمثلون دينهم ومنطقتهم بل بالأحرى يعرضون الأبرياء من هذه المناطق لأخطار عديدة ويشوهون دينهم الكريم ومنطقتهم الجميلة وشعبها الطيب، وطالبت القوى الأمنية وخصوصا الجيش والسلطات القضائية والسياسية معالجة الأمور بحكمة وحزم وشجاعة.
سياسياً، وبانتظار عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، والذي قد يتأخر نظراً لما يجري في بلاده، غادر وفد من نواب المعارضة يضم كل من فواد مخزومي، الياس حنكش، غسان حاصباني، أديب عبد المسيح، راجي السعد، بلال الحشيمي، وضاح الصادق والمستشار السياسي للنائب مخزومي كارول زوين الى العاصمة الألمانية برلين. وسيعقد الوفد اجتماعات تهدف الى محاولة شرح موقف المعارضة ومَن يمثلون مما يحصل في لبنان.
على صعيد آخر، ووسط غضب داخلي عارم على موقف لبنان الرافض، رحّبت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين بالقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتشكيل مؤسسة مستقلة مهمتها الكشف عن مصير جميع المعتقلين والمفقودين والمخفيين قسرا في سوريا، وحيت اللجنة الدول التي صوتت معه وشجبت الدول الممتنعة والرافضة، مستنكرة الموقف الرسمي اللبناني بالامتناع عن التصويت. وقالت إنه موقف معيب بحق عشرات الآلاف من الضحايا السوريين ومن بينهم لبنانيون وغيرهم.
آخر الأخبار