بيروت ـ من عمر البردان:تصدرت المذكرة التوقيف التي أصدرها القضاء الفرنسي بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة واجهة الأحداث الداخلية في لبنان، وباتت تتدحرج، ككرة ثلج، لتطول رؤوساً كبيرة، في وقت تزايدت الدعوات من جانب أوساط سياسية مطالبة سلامة بالاستقالة، وتقديمه للمحاكمة والمحاسبة، باعتبار أنه لا يمكنه البقاء في منصبه، بعدما أصبح ملاحقاً دولياً، مع ما يشكله ذلك من إساءة لسمعة لبنان، إضافة إلى ما يمكن أن يتركه من انعكاسات سلبية مالية ومصرفية.وفي السياق نفسه لم يمثل حاكم "المركزي" وشقيقه رجا وماريان الحويك، أمس، أمام قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا لاستجوابهم في ادعاء النيابة العامة الاستئنافية ضدهم. وقد رد ابو سمرا الدفاع الشكلية المقدمة وأبدى وكلاء الدفاع الرغبة بعدم استئناف القرار ووافقوا على دخول الدولة ممثلة بهيئة القضايا كمدعية في الملف. وفي حين علم أن الحاكم سلامة، رفض دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومةتصريف الأعمال نجيب ميقاتي له بالاستقالة، شدد الرئيس ميشال عون على أن تغيّب سلامة عن الحضور يشكّل مخالفة كبيرة وهروباً من التحقيق، مشيرا إلى ان الحل يكون بإصدار مذكرة توقيف وتبليغها للانتربول الذي يقوم بتوقيفه في أي مكان في العالم.وفي السياق عينه، اعتبرت أحزاب وقوى المعارضة والتغيير، أن اصدار مذكرة توقيف دولية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة محطّة مفصلية في مسار محاسبة الطبقة السياسية والمالية الحاكمة، والتي تعوّدت على العفو العام والافلات من العقاب رغم جرائمها الكثيرة بحق الشعب اللبناني، قتلاً، واغتيالات، وتفجيرات، وسرقة للمال العام، كما أنّه يذكّر بفداحة الانهيار المؤسساتي الذي وصل اليه لبنان والذي تتحمّل مسؤوليته الأولى هذه المنظومة، جرّاء هدمِها الممنهج للمؤسسات ولدولة القانون". فيما طالب عدد من النواب بعزله ومحاسبته.
بدورها أكدت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، أنه لم يعد بالإمكان انتظار انتهاء ولاية سلامة من أجل تعيين حاكم جديد، قائلة إنه بعد صدور مذكرة دوليّة بحقه أصبح لِزامًا استقالته، مشيرة إلى أن الهيئات الدولية لن تتعامل معه من الآن فصاعدًا، الأمر الذي يفاقم الأزمة الماليّة ويؤدي إلى تعقيدها وتطويرها.إلى ذلك، ووسط ترقب لما سيصدر عن القمة العربية المقررة، اليوم، في مدينة جدة السعودية، من قرارات تتعلق بلبنان وبضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، شارك وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية، وعقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع وزراء خارجية الاردن، سوريا، عمان، الامارات العربية، الكويت، والجزائر اضافة الى المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط.وبحسب بيان لوزارة الخارجية اللبنانية، فقد تباحث بوحبيب مع نظرائه العرب في العلاقات الثنائية، إضافة الى تنسيق الجهود من اجل تفعيل العمل العربي المشترك في ظل عودة سورية الى جامعة الدول العربية وضرورة نجاح عمل اللجنة الوزارية العربية المخوّلة التحاور مع سورية واتخاذ خطوات مشتركة من اجل التوصل الى الحلول اللازمة في سورية".وبانتظار توافق المعارضة على تسمية مرشحها للانتخابات الرئاسية، كشف النائب أشرف ريفي أنّ المعارضة اللبنانية اتفقت مع التيار الوطني الحر على اسم جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، لكنّ النائب جبران باسيل تراجع عن ذلك، مشدداً على أنّ المعارضة لن تقبل ولن تسهّل وصول رئيس غير إنقاذي مفروض من قبل حزب الله.وكشفت أوساط المعارضة لـ"السياسة"، أن باسيل يراوغ ولا يريد التفاهم على مرشح للرئاسة، مشيرة إلى أن تراجعه عن دعم أزعور، سببه ضغوطات مورست عليه من جانب حزب الله.على صعيد آخر، نفّذ أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت اعتصاماً أمام قصر العدل للمطالبة بتحريك ملفّ انفجار المرفأ، وأشعلوا الإطارات عند مدخل قصر العدل. وطالب وليام نون، باسم المعتصمين، بمحكمة دولية، مشيرا إلى ان بعض النواب سيوقعون على العريضة التي سيقدمها أهالي الضحايا.