بيروت ـ من عمر البردان والوكالات:قبل يوم من الإنتخابات البرلمانية في لبنان، أعلن محمد حمية، مرشح منطقة بعلبك الهرمل عن المقعد الشيعي ضمن لائحة الكرامة والإنماء المدعومة من حزب "القوات اللبنانية" (الذي يرأسه سمير جعجع) و"تيار المستقبل" (بزعامة سعد الحريري) في بيان له انسحابه من الانتخابات.وأوضح بيان الانسحاب الصادر أول من أمس، أن القرار جاء على خلفية الضغوط التي وصفها بغير المسبوقة، واتهامه بمحاولة شق الصف (الشيعي)، مشيراً إلى أن انسحابه جاء حرصاً على سلامة أهله وعائلته، ما قد يشي بتهديدات جسدية ومعنوية قد يكون تعرض لها أفراد من عائلته، من قبل الحزب المسيطر في المنطقة ألا وهو "حزب الله".وكانت خطابات حزب الله التعبوية خلال الحملات الانتخابية تركزت لا سيما في تلك المنطقة، حول ضرورة التصويت للحزب، وشيطنة الخصم المنافس، الذي اتهم بجميع الاتهامات من العمالة لإسرائيل إلى الارتباط بالتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم "داعش".وللمرة الأولى منذ العام 2009، آخر انتخابات نيابية جرت على أساس قانون الدوحة السابق، ووفق قانون النسبية الجديد الذي تم التوافق عليه، تفتح صناديق الاقتراع، اليوم، أمام مايقارب ثلاثة ملايين و 746 ألفاً و483 ناخباً، يشكل المسلمون منهم نسبة 64 بالمئة، والمسيحيون 36 في المئة، يحق لهم الاقتراع في الانتخابات النيابية، حيث يتوقع أن يقترع نصفهم، في واحدة من أشرس الدورات الانتخابية التي يشهدها لبنان، وأكثرها إثارة للجدل، بالنظر إلى أن نحو نصف الحكومة مرشح لهذه الانتخابات، إضافة إلى العيوب الكثيرة التي شابت التحضيرات للاستحقاق، وأبرزها عامل المال الانتخابي الذي استخدمه الكثير من المرشحين في العديد من الدوائر الانتخابية، إلى حملات التجييش الطائفي التي استعملت من جانب القوى المتنافسة، في إطار سعيها لاستمالة الناخبين الذين سيقررون شكل البرلمان الجديد الذي تترقب معالمه القوى الإقليمية والدولية، انطلاقاً من الحسابات الخاصة بها، في وقت أحوج ما يكون لبنان لدعم الدول العربية والأجنبية الشقيقة والصديقة. وبدأت منذ ساعات صباح أمس، عملية توزيع صناديق الاقتراع البالغ عددها 6793 على 13586 رئيس قلم ومساعد، بإشراف المحافظين، وتم بعدها نقلها إلى مراكز الاقتراع الـ"7000" في المناطق اللبنانية. وذكر المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية والبلديات في بيان، أن الوزارة وضعت الخطّ الساخن، بتصرّف غرفة العمليات المركزية الخاصّة بالانتخابات النيابية العامة، لتلقّي الإتصالات والشكاوى والاستفسارات من المواطنين والمرشّحين بكلّ ما يتعلّق بالعملية الانتخابية.وأعلنت الجمعية "اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" في بيان، إنه "في اطار المتابعة الميدانية التي تقوم بها، فإن نحو 100 مراقب سيتوزعون فرقا ثابتة وجوالة في مختلف قرى وبلدات محافظة عكار، لمراقبة العملية الانتخابية بكل شفافية وحيادية".وأضافت إن كل المخالفات التي ترد المراقبين أو يسجلونها هم، سترسل إلى المكتب الرئيسي ببيروت الذي سيصدر بدوره تقارير خلال اليوم الانتخابي.ودعت هيئة الإشراف، على الانتخابات "جميع وسائل الإعلام إلى التقيد بالصمت الإنتخابي تحت طائلة إتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين".وانتشر الجيش اللبناني في محيط مراكز الاقتراع، جميع المناطق، عشية الانتخابات النيابية، وبالتالي، باتت الخطة الأمنية جاهزة، والتطبيق انطلق قبل ساعات من فتح صناديق الإقتراع.وعشية الاستحقاق، انفجر الخلاف مجدداً وبعنف، بين "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل"، حيث رد وزير المالية علي حسن خليل على كلام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بحقه في برنامج "آخر كلام" على شاشة "الأو تي في" في تغريدة على "تويتر" بالقول "وزير الطاقة الأصيل والمكلف بالخارجية، كنت أتمنى أن أسمع رده عندما وصّفته على حقيقته داخل مجلس الوزراء بأنه لصٌ محترفٌ ومزورٌ محترف؛ ساعتها لم يجب، وإذا كان يعتقد أنه باستمرار ترداد كذبته سيغير قناعات الناس، فهو مخطىء".وأضاف "تعابير لص العهد تشبهه تماماً هو الذي (يهوش) ولا يعود مدركاً حدوده، وأقزام السياسة وتجار الطائفية لم يعودوا يستطيعون أن يغرروا بالرأي العام، ومرة أخرى يصيب عهد رئيسه قبل أن يصيب الآخرين".وشدد على أنه "أصبح لزاماً على رئيس الجمهورية إذا كان يريد لعهده أن يبقى قوياً كما يقول، أن يحجر على هذا الموتور".وكان باسيل قال خلال الحلقة أن "أكبر شهادة لي بان يقوم أحد مثل الوزير علي حسن الخليل باتهامي بأنني لص فهذا يؤكد برائتي وخصوصاً بعد قرار مجلس الوزارء الأخير".وغرّد وزير العدل سليم جريصاتي على "تويتر" بالقول "إلى من يزال لا يعرف جبران: القوة في السياسة أن تكون مقاتلًا ومصارحًا، لا قاتلًا السمعة ومشوهًا ومظللاً وفاسدًا في آن. الخيار حتمي لنا في هذه المعادلة: كلنا جبران"