الخميس 10 أكتوبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

لبنان: مواجهة القضاء والمصارف تحتدم وسط تحذيرات من تدمير القطاع

Time
الثلاثاء 21 فبراير 2023
View
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان:

تسير المواجهة القضائية المصرفية إلى مزيد من التصعيد المفتوح على كل الاحتمالات، ما سيبقي المصارف على موقفها بالاستمرار في الإضراب، لأنها تعتبر نفسها مستهدفة، مع ما لذلك من انعكاسات بالغة السلبية على وضع الليرة الآخذ في الانهيار، ما سيفسح المجال أمام الدولار الأميركي للاستمرار في الارتفاع الصاروخي، وصولاً حتى المائة ألف ليرة.
وفي جديد هذه المواجهة، إقدام عناصر من جهاز أمن الدولة، وبناء على إشارة من القاضية غادة عون، بختم أحد فروع "بنك بيروت" في المنصورية، بعد اتهامات وجهتها عون إلى عدد من المصارف بتبييض الأموال. وهو أمر تنظر إليه أوساط سياسية بارزة، كما تقول لـ"السياسة"، بأنه "مؤشر شديد الخطورة يسيء بدرجة كبيرة إلى سمعة المصارف في الخارج، ونذير حقيقي بتدمير القطاع المصرفي، وإغراق لبنان بمزيد من الفوضى المالية والمصرفية.
وفي وقت أكد البطريرك بشارة الراعي أمام وفد من "الجبهة السيادية" زاره في بكركي، أمس، المطالبة بـ"رئيس جمهورية سيادي غير منحاز، يعمل من أجل لبنان ومستقبله"، فإن أوساطاً نيابية بارزة، لا ترى مخرجاً من كل هذا التأزم المفتوح على كل الاحتمالات، إلا بالتوافق على انتخاب رئيس جديد في أسرع وقت، باعتبار أن الاستمرار على هذا النحو، سيسرع حتماً في عوامل الانهيار على الأصعدة كافة، مشددة لـ"السياسة"، على أن جلسات الانتخاب الماضية، أكدت المؤكد، وهو استحالة أن ينجح أي طرف في إيصال مرشحه إلى قصر بعبدا بعيدا إلا بتزكية شخصية توافقية، لها من الإمكانات التي تمكنها من الحصول على دعم نيابي وسياسي واسع، من أجل فتح الآفاق أمام مرحلة جديدة، تحمل معها بشائر ثقة وطمأنينة عند اللبنانيين.
وكشفت معلومات لـ"السياسة"، أن لغة سفراء دول اجتماع باريس الخماسي كانت واحدة أمام المسؤولين اللبنانيين، وهو أن لا حلول جاهزة لإخراج لبنان من النفق، طالما بقي المسؤولون على خلافاتهم، وهو أمر لا يساعد مطلقاً على تلمس الحلول المطلوبة، من أجل مساعدة الشعب اللبناني، على بلوغ طوق النجاة من هذا الواقع المؤلم.
وسط هذه الأجواء، تتسع على نحو غير مسبوق، هوة الخلافات بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، بما سيطيح عاجلاً أم آجلاً بـ"تفاهم مار مخايل"، بعدما وصلت الأمور بين الحليفين الماروني والشيعي إلى نقطة اللاعودة، بسبب افتراقهما حيال العديد من الملفات.
وقد أوضح عضو تكتل "لبنان القوي"، النائب جيمي جبور أنه لم يبق من تفاهم مار مخايل الا حفظ ظهر المقاومة ولم يعد هناك شراكة، قائلا : إن التباعد بين الجانبين حاصل والانفصال واقع"، لافتا إلى أن "جبران باسيل فضل التفاهم الوطني والمبادئ السياسية على أن يطعن بحزب الله، وقال إن حزب الله فضل فك التفاهم مع التيار واعتبر انه لم يعد هناك لزوم للعلاقة التحالفية مع التيار واتخذ القرار.
ومع انطلاق التحضيرات لموجة إضرابات عمالية ونقابية، رفضاً للواقع القائم، أوضح رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أن النفير العام الذي أَطلقه الاتحاد تحت عنوان "أنقذوا الوطن" دق لناقوس الخطر في وجه الفشل السياسي والانهيار المتنامي يوماً بعد آخر. وأشار، إلى أن هذه الصرخة ستتبعها سلسلة من الخطوات من بينها لقاء عدد من المسؤولين أوَّلُهم حاكم مصرف لبنان من أجل استيضاحه حول أوضاع السوق المالية وأسباب الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار لأن أي علاج لا يفضي إلى انخفاض سعر الصرف ليس مجدياً.
وإذ حذر الأسمر من أن الانهيار يطاول كل المؤسسات وخطرَ تحريك الشارع قائم، جدد الدعوة إلى وجوب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، جازماً بأن الحوار هو السبيل الأنجع لتحقيق ذلك لأن لبنان لا يعيش إلا بالتفاهم.
آخر الأخبار