لبنان: هوة الخلافات تتسع حول الملف الرئاسي و"القوات" تنتقد الراعي

جنبلاط عن انتخاب قائد الجيش: بديش ياه

بيروت ـ من عمر البردان

قبل أيام من عودة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، بدا واضحاً أن هوة الخلافات بشأن الحوار الرئاسي لإنهاء أزمة الشغور القائم، آخذة في الاتساع بين المكونات السياسية، بعد الفيتو الذي رفعته المعارضة ضد مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الشأن، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن مدى قدرة باريس على إحداث خرق يبدو بعيداً في الجدار الرئاسي. ولا يظهر حتى الآن أن الأجواء الداخلية باتت مهيأة لتجاوز العراقيل أمام الولادة الرئاسية المتعثرة، نتيجة لتمسك كل طرف بشروطه. وإن كانت المؤشرات رفعت في الآونة الأخيرة من حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون، للوصول إلى قصر بعبدا، رغم الاعتراضات التي تواجه انتخابه، وآخرها للنائب السابق وليد جنبلاط، بعد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.
وفي حين أيد البطريرك بشارة الراعي الدعوة إلى الحوار، بقوله إن الحوار المدعو اليه نواب الامة اذا حصل على الرغم من التجاذبات انما يقتضي ايضا المجيء اليه دون احكام مسبقة ودون فرض الافكار والمشاريع، ويقتضي ايضا روح التجرد من المصالح الشخصية والمذهبية واعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه، كما يقتضي الصراحة والاقرار بالاخطاء الشخصية والبحث عن الحقيقة الموضوعية التي تحرر وتوحد، فإنه لفت الى ان المجتمع اصبح يعيش في هيكلية من الخطايا التي لا يتوب عنها احد وكأنها اصبحت خطايا من دون مرتكبين، فيتكلمون عن الفساد ولا يعلم احد من هم المفسدون، معتبرا انه لا مجال لبناء حياة جديدة من دون ارادة ايمانية وقرار بالتغيير في نمط التفكير والتصرف.
وقد انتقد حزب "القوات اللبنانية" تأييد الراعي للحوار، فكتب عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب غياث يزبك عبر منصة "اكس"، "عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم الى تلبية الحوار، لأننا عززنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة والتي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس".
وفي المقابل، رأى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، أن المطلوب تلبية نداء الرئيس نبيه بري للحوار دون شروط مسبقة، موضحا أن البلد مُلْك الميثاقية لا ملك النّزعات الانقسامية، ولا تسوية رئاسية دون حوار، ولا محل للاستسلام السياسي، ووحدة لبنان خط أحمر، وصبرنا لا نهاية له، ولبنان المنيع منيع للأبد. ولأن الأمور مكشوفة فإنني أحذر بشدة ممن يعمل بإخلاص لصالح واشنطن على حساب مصالح لبنان وشعبه، والطائفية ساتر خطير لهذه الوظيفة القذرة، والترويج لنزعة الانفصال وتقسيم الجغرافيا اللبنانية أمر خطير جداً وهو بمثابة فتيل حرب، والمطلوب إنقاذ لبنان، لكن لا صبر لنا على خراب لبنان".
وكان المرجع الروحي في طائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، استقبل في دارته في الجاهلية، النائب السابق جنبلاط ، بحضور رئيس حزب التوحيد العربي" وئام وهاب وعدد كبير من رجال الدين. وخلال اللقاء، تطرّق جنبلاط إلى الأزمة السياسية في لبنان ، وقال: "شكلها مطولة". ورداً على سؤال عن فرصة قائد الجيش العماد جوزيف عون بالوصول إلى سُدة الرئاسة، أجاب جنبلاط: "جبران باسيل بدوش ياه… أنا بديش ياه؟".
إلى ذلك، ومع تصاعد استياء "حزب الله" من مضمون قرار التجديد لـ"يونيفيل" سنة إضافية، لفت وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بو حبيب، إلى ان الصيغة النهائية للقرار يضمن إلى حدّ بعيد عدم الاحتكاك بين قوات اليونيفيل والأهالي، إلا انه شدد على ضرورة تثبيت الحدود البريّة مع إسرائيل لمنع هذا الاحتكاك كلياً، مشيرا إلى أن تحدث مع هوكشتاين في هذا الأمر ووعد بحثه مع الجانب الاسرائيلي.