لبنان: واشنطن ترفض تدخل حزب الله بـ"الترسيم"

بيروت ـ"السياسة ـ خاص":

بات الوضع الاستشفائي في لبنان على درجة عالية من الخطورة، مع النقص الحاد في أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة، على نحو غير مسبوق، توازياً مع استفحال أزمة الرغيف، والارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات، ومخاوف من تعرض المرضى إلى الموت، في حال عدم حصولهم على الأدوية.
وقد أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أن "الوضع خطير جداً وهذا ما كنا نبهنا منه وقد وصلنا إلى ما هو أسوأ".
وقال، "بموضوع أمراض القلب هناك مشكلة بالأدوية التي يحتاجها لمريض بشكل دائم وهناك مشكلة في أدوية السرطان المقطوعة، وهذا خطر مباشر على المرضى"، لافتاً إلى ان "الاتجاه هو نحو رفع الدعم عن أدوية غسيل الكلى ما سيتسبب بأزمة مادية لدى المرضى".
وفي هذا الإطار، تعاني الصيدليات في مدينة النبطية ومنطقتها فقدان الأدوية لمرضى السرطان. كذلك هناك نقص كبير في أدوية مرضى القلب لان الشركات المستوردة للأدوية لا تسلم الا علبة واحدة لكل صيدلية في المنطقة، كأدوية السكري والضغط التي ارتفعت اسعارها بنسبة 30 في المئة.
وسط هذه الصورة الحياتية القاتمة في لبنان، ينتظر المسؤولون اللبنانيون الذي يعيشون تخبطاً وإرباكاً غير مسبوقين في طريقة مقاربتهم لملف ترسيم الحدود البحرية، عودة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت، بعد غد، حيث سيلتقي على الفور، نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، على أن تكون له لقاءات موسعة مع كبار المسؤولين اللبنانيين، للاستماع إلى وجهة نظرهم من هذا الملف.
وعلمت "السياسة" من مصادر موثوقة، أن الأميركيين يرفضون أي تدخل من جانب "حزب الله" في موضوع الترسيم، بما من شأنه تهميش دور الدولة اللبنانية في هذه المفاوضات. وهذا أمر لا يمكن أن تقبل به واشنطن، تحت أي ظرف من الظروف. وأشارت المعلومات، إلى أن هناك خشية حقيقية من أن يكون دخول "حزب الله" على خط مفاوضات الترسيم، مقدمة لأخذ الأمور إلى مكان آخر.
وقد أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، ان "معالجة ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، تنطلق من المحافظة على مصلحة لبنان، وعلى حقوقه في مياهه وأرضه"، مشدداً على أن "هذا الملف الذي يندرج في اطار المفاوضات الدولية هو من صلب مسؤوليات رئيس الجمهورية استنادا الى المادة 52 من الدستور".
وهو ما رأت فيه أوساط متابعة على أنه بمثابة رد على إعلان "حزب الله" إنشاء لجنة خاصة لمتابعة هذا الملف.
وشدد الرئيس عون أمام وفد من سفراء دول الشمال المعتمدين في لبنان، على انه "سوف يواصل جهوده للوصول إلى نتائج إيجابية في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
ودعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى "حسم قضية ترسيم الحدود البحرية اللبنانية، وأن تجرى المفاوضات بجدية، وعلى أسس واضحة المعالم".
وفي وقت أوضح رئيس الجمهورية ميشال عون، ان "المسار الديموقراطي سوف يستمر في الأيام المقبلة من خلال الاستشارات النيابية لتكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة"، إلا أن تجميده لغاية الآن الدعوة لإجراء استشارات نيابية ملزمة، لتسمية رئيس حكومة مكلف، بذريعة قيامه بمشاورات سياسية غير ملزمة، تسبب بأجواء من الغضب لدى قيادات الطائفة السنية، السياسية والروحية، كما علمت "السياسة"، رفضاً لانتقاص الرئاسة الأولى من صلاحيات الرئاسة الثالثة، وعدم المسارعة إلى تحديد موعد للاستشارات الملزمة، تقيداً بنصوص الدستور . وقالت مصادر نيابية لـ"السياسة"، إن "رئيس الجمهورية يتحمل مسؤولية التأخير في الدعوة للاستشارات الملزمة، وما قد ينجم عنها من مخالفات دستورية وقانونية"، مشددة على أن "الطائفة السنية لن تقبل بهذا الاستهتار بحقها، فهي مكون أساسي في هذا البلد، ولا بد من احترام موقع رئاسة الحكومة، والتعامل معه على هذا الأساس".
وفي عمان، التقى رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، أمس، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مقر رئاسة الحكومة.
ووفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة الأردنية، فقد أكد الرئيسان "الحرص على العلاقات المتميزة بين البلدين وعلى تعزيز التعاون الثنائي المشترك في المجالات كافة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين".