لبنان يتمسَّك بـ"23" ويعتبر قانا خطاً أحمر ويطلب استئناف التفاوض

بيروت- "السياسة ـ خاص":

شكَّل، أمس، يوماً ماراثونياً في بيروت، للوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أموس هوكشتاين، الذي التقى كبار المسؤولين اللبنانيين، حيث تسلم من رئيس الجمهورية ميشال عون رداً شفهياً، على اقتراحه الذي تقدم به عبر السفيرة الأميركية في مارس الماضي وتضمن الرد اقتراحاً جديداً من لبنان.
وشدد الرئيس عون خلال اللقاء على "حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية، على أن ينقل هوكشتاين الموقف اللبناني الى الجانب الاسرائيلي خلال الايام القليلة المقبلة"، بحسب رئاسة الجمهورية".
ولفتت رئاسة الجمهورية الى أن "الرئيس عون تمنى على السيد هوكشتاين العودة سريعاً الى لبنان ومعه الجواب من الجانب الإسرائيلي".
وفي المعلومات المتوافرة لـ"السياسة"، فإنَّ الموقف اللبناني الموحّد الذي تبلّغه هوكشتاين شفهياً، يتمثّل بتمسك لبنان بالخط 23 وليس 29، وباعتبار حقل قانا خطاً أحمر غير قابل للتفاوض، وبضرورة استئناف المفاوضات التقنية غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي.
وأشارت المعلومات، إلى أن الجانب الأميركي أبلغ المسؤولين اللبنانيين، أن واشنطن تبذل جهوداً من أجل إيجاد صيغة توافقية بشأن موضوع الترسيم في أقرب وقت.
وقد شكر الوسيط الأميركي، الرئيس عون على جوابه على مقترحه. وقال انه سينقل المقترح اللبناني الجديد الى الجانب الاخر خلال الايام القليلة المقبلة.
وفي وقت لاحق، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هوكشتاين، وحضر اللقاء نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والسفيرة الأميركية دوروثي شيا.
وفي خلال الاجتماع تبلّغ الموفد الأميركي الموقف اللبناني الموّحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الأميركية.
وكان قائد الجيش العماد جوزاف عون، استقبل، هوكشتاين بحضور السفيرة الأميركية، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية.
كذلك زار المبعوث الأميركي وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصيف الأعمال عبدالله بوحبيب.
وعشية لقائه هوكشتاين، طمأن بوحبيب اللبنانيين إلى عدم وجوب القلق من اندلاع حرب. وقال، "ليست هناك مؤشرات جدية من جانب إسرائيل و"حزب الله" لوقوع حرب رغم التهديدات المتبادلة بين الطرفين، وهذا المعطى مبني على معلومات دقيقة من دوائر معنية".
وأكد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ان "البعض يستخدم ملف ترسيم الحدود البحرية، لتحسين شروط التفاوض مع الخارج"، مشيراً إلى أن "لبنان لم يقم حتى الآن بعمليات تنقيب حقيقية عن الغاز".
في المقابل، انتقد عضو المكتب السياسي في حزب "الكتائب" الان حكيم، التفاوض حول ترسيم الحدود، وقال: أولا: "لا بد من حصرية التفاوض وهذا غير موجود والبرهان هو الاجتماعات المتتالية بين أمنيين وسياسيين وأفرقاء"، ثانيًا: "يجب أن يكون المحاور واحدًا وليس جوقة مفاوضين كما يحصل الآن"، ثالثًا: "وجوب احترام الدستور الذي ينص على أن العلاقات الخارجية عامة وكل مواضيع التفاوض مع الخارج تتم عبر فخامة رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس الحكومة".
إلى ذلك، ترأس وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، وهو أيضا رئيس اللجنة الوزارية للأمن الغذائي، بدعوة من وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، وفد لبنان في اجتماع وزراء التجارة للدول العربية التحضيري للمؤتمر الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية برعاية المملكة العربية السعودية.
وعقد سلام خلال المؤتمر، اجتماعات عدة مع وزير التجارة السعودي الدكتور القصبي، ووزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زيد بن راشد الزياني، ووزير التجارة الكويتي فهد بن مطلق الشريان، ووزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني هوسودا كينيتشي، ووزير التجارة التركي محمد موش. وتم خلال اللقاءات بحث في سبل تطوير العلاقات وتعزيز التعاون الاقتصادي بين لبنان وهذه الدول.
وبعد اللقاءات التي عقدها الوسيط الاميركي اموس هوكستاين بشأن ترسيم الحدود البحرية، شوهد، أمس، وهو يتجول في منطقة الجميزة في بيروت، مع وفده المرافق، وبرفقة السفيرة الأميركية دوروثي شيا.