بيروت ـ "السياسة":بالدموع والحرقة الممزوجة بالأسى والحزن، لكن في الوقت نفسه بالإصرار على كشف الحقيقة ومحاسبة جميع المتورطين بعد رفع الحصانات، أحيا أهالي الضحايا ولبنان من أقصاه إلى أقصاه، أمس، الذكرى السنوية الأولى لفاجعة "زلزال" انفجار مرفأ بيروت، وسط حداد شامل عمّ مختلف المناطق اللبنانية التي شهدت إقامة الصلوات في المساجد والكنائس عن أرواح الضحايا الذين سقطوا في هذا اليوم المرعب الذي لم يشهد لبنان مثيلاً له في تاريخه. وفي ظل إجماع على ضرورة كشف كل ملابسات هذا الانفجار المزلزل، من خلال التحقيقات التي يجريها المحقق العدلي في القضية القاضي طارق البيطار الذي يلقى دعماً شعبياً واسعاً، سعياً من أجل إماطة اللثام عن هذه الجريمة ومحاكمة كل المتورطين والضالعين.وكان قد بدأ عدد من المواطنين بالتجمع في شارع الجميزة بالقرب من "مطعم بول"، رافعين الإعلام اللبنانية وصور بعض الشهداء استعدادا للانطلاق إلى المرفأ.كما بدأ أهالي شهداء فوج اطفاء بيروت بالتوافد منذ الصباح الى ثكنة الفوج في الكرنتينا استعداداً للمسيرة.ومن طرابلس، انطلقت عشرات الباصات باكرا باتجاه العاصمة بيروت للمشاركة في احياء الذكرى الأليمة.وشهد قلب العاصمة ومرفأ بيروت، منذ الصباح الباكر مقابلات اعلامية تحدثت عن قصص ابطال من انفجار المرفأ.كذلك انطلقت مسيرة راجلة لقوى الأمن الداخلي تكريما لأرواح الشهداء، باتجاه مرفأ بيروت.وتم وضع 214 وردةً على النصب التذكاري لشهداء المرفأ تكريماً لأرواحهم على وقع موسيقى.وبعد ساعات من إنطلاق التظاهرات، بدأت حالات من "الهرج والمرج" ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية أمام مداخل مجلس النواب، حيث عمد بعض المحتجون على قطع الأسلاك الشائكة ورمي الحجارة.وقامت القوى الأمنية برمي قنابل المسيلة للدموع لوقف الاحتجاجات.وحصلت مناوشات وتدافع بين المتظاهرين والجيش في محيط مرفأ بيروت. كما أفادت أنباء بسماع دوي إطلاق رصاص في بيروت. وشهد محيط مجلس النواب قبيل بدء القداس الإلهي عن أرواح ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت، اشتباكات وتوترا، بعدما عمد عدد من المحتجين إلى رشق مجلس النواب بالحجارة.وافيد بأن مجموعات من المحتجين رشقت بالحجارة مدخل مجلس النواب في شارع بلدية بيروت.وقام عدد من الشبان بتسلق البوابة محاولين إنتزاع الاسلاك الشائكة، مطالبين بـ "رفع الحصانة وبتحقيق العدالة".وافادت "الوكالة الوطنية للاعلام" بأن عددا من المحتجين قاموا برمي الحجارة على البوابة المقابلة قرب وزارة الاتصالات في شارع المصارف، محاولين اقتحام البرلمان من جهات عدة.
وحاولت مجموعة من الشبان التقدم باتجاه بوابة شارع باب إدريس في مجلس النواب وهي مزودة بعصي وحجارة وقاطعة أسلاك شائكة، فيما القت القوى الأمنية القنابل المسيّلة للدموع باتجاه المتظاهرين في محيط المجلس لتفريقهم.وتصاعدت لاحقا حدة المواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية عند جريدة النهار، وازدادت أعداد المتظاهرين.وافادت "الوكالة الوطنية للاعلام" بأن المحتجين أحدثوا ثغرة عند مدخل البرلمان الملاصق لفندق لوغراي، ويضرمون النيران عند البوابة، وسط تصاعد حدة المواجهات.بدوره، أعلن الصليب الأحمر اللبناني أنه نقل 8 جرحى من وسط بيروت و 3 جرحى تم نقلهم من الجميزة و 45 مصاباً تم إسعافهم في المكان حتى الساعة.وفيما افيد عن اشكال في الجميزة، عمد بعض مدعي الثورة الى مهاجمة مركز القوات في الجميزة.والى ذلك، نفت قوى الأمن نفياً قاطعاً ما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام عن استخدامها للرصاص المطاطي أو أي رصاص من نوع آخر لتفريق المتظاهرين.وعلمت وكالة "أخبار اليوم" أنّ مجموعات من المجتمع المدني والثوار تتجه الى تنفيذ اعتصام مفتوح في ساحة الشهداء للمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون.وفي سياق متصل، أقدم عدد من الناشطين الذين كانوا متوجهين إلى بيروت للمشاركة في الذكرى على إقفال المسلك الغربي لأوتوستراد زوق مصبح، قبالة كنيسة مار شربل لبعض الوقت، إحتجاجا على توقيف مخابرات الجيش على حاجز في المكان أحد الناشطين، بعد العثور في سيارته على مواد ممنوعة، لكن وحدات الجيش المنتشرة أعادت فتح المسلك أمام حركة السيارات.من جهتها، نفت حركة أمل ما تم تداوله حول صورة لأسلحة مصادرة كانت في طريقها الى احتفال المرفأ. وأكدت الحركة حرصها على احترام تدابير الجيش والاجهزة الامنية، مطالبة باتخاذ كل الاجراءات المناسبة لحفظ الأمن والاستقرار وضبط اي مخالفة لتدابيرها.

اشتباكات بين بعض المتظاهرين وقوى الأمن

شهداء المرفأ في القلب

لافتة للتذكير بمصير لبنان