لبنان يدخل في مدار الانتخابات الرئاسية ... وميقاتي أقرب إلى "التعويم"

بيروت ـ من عمر البردان: أنهى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي استشاراته النيابية غير الملزمة، أمس، حيث من المتوقع أن يعمل في الأيام المقبلة على جوجلة الأفكار التي سمعها من النواب، ليبنى على الشيء مقتضاه. ومن المتوقع وفقاً للمعلومات، أن يضع الرئيس المكلف مسودة بشأن تشكيلة حكومية أولية، سيعرضها على الرئيس عون، علمت "السياسة"، أنها ستكون مشابهة إلى حد بعيد، إلى حكومة تصريف الأعمال الحالية، أو القيام بتعويم الأخيرة، من خلال تطعيمها بعدد من الوزراء، اختصاراً للوقت. وفي حين يبدو الرئيس المكلف مستعجلاً لإنجاز مهمته بأسرع وقت، إلا أن أوساطاً قيادية معارضة، أكدت لـ"السياسة"، أن "لبنان دخل بقوة في مدار الانتخابات الرئاسية التي باتت تستحوذ على كل الاهتمام الداخلي، وصولاً إلى بروز حرص إقليمي ودولي على إنجاز هذا الاستحقاق في موعده"، مشددة على أن "الانتخابات الرئاسية تقدمت على كل الملفات الداخلية، وحتى موضوع تشكيل الحكومة، ما يعني أنه قد لا يمكن تشكيل حكومة جديدة، في ظل هذا الواقع".
وكشفت المعلومات، أن مشاورات داخلية وخارجية تجري في الغرف المغلقة، في سياق البحث عن رسم تشبهي من حيث المواصفات المطلوبة، التي يجب أن تنطبق على الرئيس اللبناني الجديد، والتي يأتي في مقدمها، أن يكون عربي الانتماء، وحريصاً على علاقات لبنان العربية والدولية، وفي الوقت نفسه، لا يماشي "حزب الله" في سياسته العدائية للعرب وللمجتمع الدولي.
وأشارت المعلومات، إلى أن هناك إصراراً عربياً ودولياً على أن يسير الرئيس اللبناني العتيد، على هدي المبادرة الكويتية التي تحظى بدعم خليجي ودولي كامل، في إطار السعي لإعادة الثقة بين لبنان والمجتمعين العربي والدولي، وفي إطار الحرص على إخراج لبنان من النفق. وغرد النائب جميل السيد الذي تغيب عن الاستشارات النيابية غير الملزمة مع الرئيس المكلف، كاتباً: "لبعض المعلّقين الجهَلة أو المغرضين: المسرحية هي أن تجلس كنائب خمس دقائق مع رئيس حكومة مكلّف لتبدي رأيك بتشكيل الحكومة، بينما طبخة تشكيلها فعليّاً تجري في الكواليس بين آكلي البيضة والتقشيرة!" كما غرد النائب أشرف ريفي كاتبًا، "أقاطع الإستشارات غير المُلزمة لأن تشكيل الحكومة سيكون استمراراً لنهج المحاصصة وتغطية الوصاية على لبنان".
في غضون ذلك، يتوقع أن يتقدم ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سائر الملفات في المرحلة المقبلة، بعد الإيجابيات التي تحققت على هذا الصعيد.
وتأكيداً للمعلومات التي كشفت عنها "السياسة" في عددها، أول أمس، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أن بلاده ستبقى منخرطة مع الأطراف في الأيام والأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن "المحادثات التي أجراها كبير مستشاري أمن الطاقة عاموس هوكستين الأسبوع الماضي مع نظرائه الإسرائيليين، حول ترسيم الحدود البحرية مع لبنان كانت مثمرة، ودفعت قدماً هدف تضييق الخلافات بين الجانبين".
وأشارت معلومات "السياسة" على هذا الصعيد، إلى أن التطورات التي استجدت على هذا الصعيد، وبعد الإيجابيات التي سمعها الوسيط هوكشتاين في لبنان وإسرائيل، فإنه سيتابع تفاصيل الملف شخصياً، ما يرجح عودته إلى بيروت في الأيام المقبلة، حاملاً معه الرد الإسرائيلي على المقترحات اللبنانية.
على صعيد آخر، علمت "السياسة" من مصادر موثوقة أن حالة استياء واسعة تسود الأوساط السيادية والتغييرية، بفعل تداعيات زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى لبنان، وما أطلقه خلالها من مواقف تزج بلبنان أكثر فأكثر في صراع المحاور، بعد دعوة المسؤول الفلسطيني لتوحيد الساحات. وأشارت المعلومات إلى أن القوى السيادية والتغييرية تحمل "حزب الله" وحده مسؤولية الإمعان في استخدام لبنان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، وما يمكن أن يجره ذلك من ويلات ومصائب على الشعب اللبناني المنهك والمغلوب على أمره.