الأحد 25 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

لبنان يدين الإساءة للرموز الدينية والاعتداءات الهمجية على خيم الثوار

Time
الثلاثاء 17 ديسمبر 2019
View
5
السياسة
بري والحريري يؤكدان عدم الانجرار للفتنة ويُشدِّدان
على الإسراع بتشكيل الحكومة

ريا الحسن ونواف سلام
وخالد قباني وفؤاد مخزومي...
على قائمة المرشحين للتكليف



بيروت ـ"السياسة":

مع اتساع الهوة بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، أصبح من الصعوبة بمكان توقع تسمية الرئيس سعد الحريري في الاستشارات المرتقبة غداً، وسط ترجيحات بإصدار الحريري في الساعات القليلة المقبلة، بياناً يعلن فيه عدم رغبته بالعودة إلى رئاسة الحكومة، وبالتالي فإنه إما يتبنى اسماً ويرشحه مكانه، وإما يترك الخيار للنواب لتسمية شخصية أخرى لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأشارت مصادر نيابية بارزة لـ"السياسة"، إلى أن الساعات المقبلة حاسمة، حيث سيتحدد مصير الاستحقاق الحكومي، بالنسبة لمواقف جميع الكتل النيابية، ومن بينها كتلة المستقبل النيابية التي وفي حال لم تسم الرئيس الحريري، وهو الأمر المرجح فإنها قد تذهب باتجاه تسمية الوزيرة ريا الحسن أو تعيد طرح السفير السابق نواف سلام أو الوزير السابق خالد قباني، بعد تراجع حزب القوات اللبنانية عن تسمية الحريري الذي تلقى ضربة موجعة من حليفه سمير جعجع لم يكن يتوقعها، وفي ضؤ إعلان تكتل "لبنان القوي" عدم تسمية الحريري، لرفضه إشراك الوزير جبران باسيل في الحكومة الجديدة، في حين أن هناك من لا يسقط إمكانية تسمية نائب بيروت فؤاد مخزومي.
وفي السياق، زار الرئيس الحريري رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، لبحث الأزمة السياسية الراهنة.
وفي بداية اللقاء، دان برّي والحريري مضمون الفيديو الذي انتشر الاثنين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد استبقى برّي الحريري على مائدة الغداء.
وأشارت المعلومات إلى أنَّ لقاء برّي - الحريري، هو للتشاور في مرحلة الغموض والوضع الصعب في البلاد، حيث بحث الرجلان في كل الإحتمالات والتي من ضمنها امكان الاتفاق على اسم بديل، إذا كان توجه الحريري نحو الاعتذار.
وفي نهاية اللقاء أصدر الرئيسَين بري والحريري بيانًا مشتركًا، شددا فيه على أنَّ "الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحة للإسراع في تشكيل الحكومة وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيدا عن التشنج السياسي، تتقدّم فيها مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح شخصية". ودعا البيان "لإفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم بحفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة".
وكان هناك تأكيدٌ على "وجوب عدم الانجرار نحو الفتنة التي يعمل البعض جاهداً لجر البلاد نحو الوقوع في أتونها".
وركّز البيان المشترك على أنَّ "الفتنة لا يمكن أن تُواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض".
ومن جانبه، أجرى الحريري، اتصالًا هاتفيًا بالنائب السابق سليمان فرنجية وعرض معه الصعوبات التي تعترض الاستشارات النيابية وتداعياتها على فرص معالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان.
وأوضح الرئيس الحريري خلال الاتصال، أنَّ كلامهُ (أول من أمس) عن غياب الكتل المسيحية الوازنة عن عملية تسمية الرئيس المكلف، لم يَقصد مِنهُ أبدًا أيَّ إنقاصٍ من إحترامهِ الكامل لتمثيل كتلة المردة أو أيٍّ من النواب المنضوين في كتلٍ اخرى أو النواب المسيحيين المستقلين. وأكد الرئيس الحريري شكره وإمتنانه لكل النواب الذين كانوا في صدد التسمية واعتباره كل الأصوات وازنة في المسار الدستوري الضامن لنظامنا الديمقراطي الفريد.
وفي الأطار، أشار القيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش، الى أنّه "من غير الممكن تأكيد احتمال اعتذار الرئيس الحريري عن التكليف".
وقال، "بصراحة نعتقد أنّ على الحريري أن يعتذر من إدراج إسمه ضمن الاحتمالات لتشكيل الحكومة".
ولفت علوش، الى أنّ "الحريري هو أوّل من طرح إسم السفير السابق نواف سلام لترؤس حكومة تكنوقراط"، معتبرًا، أنّ "الامر الاساسي الذي دفع الحريري الى طلب تأجيل الاستشارات هو ما حصل فجر الاثنين اذ لا يمكنه الدخول إلى الحكومة من دون أن يكون لديه حلفاء سواء داخل السلطة أو خارجها".
في المقابل، رأى نائب "حزب الله" حسن فضل الله، أن هناك أبعادا خارجية للأزمة الحالية، وفي مقدمتها الضغط الاميركي على لبنان من أجل منعه من إعادة النازحين ومن الاستفادة من ثرواته في النفط والغاز ومن حقوقه في أرضه ومياهه.
وقال: "اليوم أضيف إلى هذه الضغوط التهديد بوضعه تحت الوصاية المالية الدولية، والوصفَة من صندوق النقد الدولي جاهزة، وهي على النقيض من المطالبات المحقة للناس إذ تطال مباشرة الفئات الشعبية الفقيرة، من ضرائب وتحرير سعر العملة وضرب الوظيفة العامة وبيع أملاك الدولة، المخلصون جميعا في بلدنا معنيون بمنع وضع لبنان تحت هذه الوصاية وربما هناك في لبنان من ينتظر زيارة المسؤول الأميركي ديفيد هيل، ليعرف التوجهات، وليبني موقفه على أساسها، ولكن لمن ينتظر ادارة ترامب، عليه أن يدرك أنها ليست في أفضل حالاتها، لا داخليا، ولا على مستوى ما يجري في المنطقة، فلا يبني أحد آماله وأحلامه عليها".
وأضاف: "مع الأبعاد الخارجية هناك مشكلة داخلية أساسية لها علاقة بنهج مالي اقتصادي جعل البلد رهينة بيد المصارف، فأصحابها تجار، يتملكهم الطمع، وهمهم أرباحهم التي جنوها من تعب اللبنانيين، وما يقومون به من حجز أموال المودعين يجعلهم أمام المساءلة القانونية والشعبية أيضًا".
وعلى صعيد مختلف، دان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة، " أي تصرف يؤدي الى فتنة أو إساءة لأي مرجع دينيّ".
وبدورها، تابعت النائب بهية الحريري تطورات الوضع في صيدا وأدانت الإساءة للرموز الدينية والإعتداءات الهمجية على خيم الحراك.
ومن جانبه، حذر مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان، "من هذه الأيدي المدسوسة الخبيثة التي تريد الفتنة والهلاك لهذا الوطن".
وقال: "نستنكر اشد الاستنكار ما حصل في صيدا، ونضع ايدينا وقلوبنا واكتافنا الى ايدي وقلوب واكتاف كل الذين يقفون بوجه هذه الفتنة، وفي وجه هذا التصرف الذي لا يرضى عنه الحسين ولا يرضى عنه اهل البيت ولا يرضى عنه اهل السنة والجماعة".
وفي إطار وأد الفتنة التي كادت تطيح بالسلم الأهلي، بسبب الفيديو المسرب، زار عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى وامام مسجد البسطة الشيخ زياد الصاحب، منطقة الخندق الغميق، للتاكيد على وحدة الصف والموقف الاسلامي والوطني، والتقى امام مسجد خندق الغميق الشيخ كاظم عياد وفعاليات المنطقة. ووجه رسالة الى الشباب لضرورة الوعي وعدم الانفعال لمنع الفتنة، واعلن التبرؤ من صاحب شريط الفيديو الذي اهان ال بيت النبي محمد.
إلى ذلك، دعا محافظ الجنوب منصور ضو الى اجتماع طارىء لمجلس الأمن الفرعي في الجنوب، يعقد، اليوم، في سراي صيدا الحكومي، للبحث في التطورات الأمنية التي شهدتها المدينة.
وكانت الاعتداءات الهمجية على خيم الاعتصام في ساحة ايليا وعلى مرافق ومؤسسات عامة في المدينة لاقت موجة استنكار واسعة في الأوساط الصيداوية.
وقدم سامر صيداوي، اعتذاره من الطوائف كافة، بعد الفيديو الذي انتشر له، أول من أمس، مؤكدا أنه لم يكن بكامل وعيه عندما قال هذا الكلام.
وكان مقطع فيديو لصيداوي قد انتشر على مختلف وسائل التواصل الإجتماعي يتناول فيه الطائفة الشيعية وآل البيت، "متعرضا بذلك للسلم الأهلي"، ما ادى الى احتجاجات في وسط بيروت، حيث أقدم العشرات من بلطجية "حزب الله" و"أمل" على إحراق خيم الثوار في وسط بيروت، كما أحرقوا عدداً من السيارات المركونة في المنطقة، واعتدوا على المتظاهرين السلميين، بالتوازي مع إقدام عناصر من "أمل" و"حزب الله" على القيام بغزوات مماثلة، ومهاجمة الخيم في صيدا والبقاع وبعلبك، وإحراقها.
وفيما تحرك القضاء بعد انتشار الفيديو حيث بدأت المباحث المركزية تحقيقاتها باشراف النيابة العامة التمييزية، أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في بيانٍ، انه "شهد ليل أول من أمس اعمال عنف في وسط بيروت، طالت اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة".
واضافت: "على الأثر، تدخل عناصر قوى الامن الداخلي للتصدي لأعمال الشغب، ومنع وصول المحتجين الى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وأدت المواجهات في خلال تنفيذ عمليات حفظ الامن والنظام الى وقوع 25 إصابة في صفوف عناصر مكافحة الشغب، وتوقيف 3 أشخاص، قائمين بالتحقيقات القضائية بإشراف القضاء المختص".
من جهتها، اعتبرت النائب ديما جمالي، عبر "تويتر"، أنّ "طرابلس مثال العيش المشترك لا يمثلها مفتن كسامر الصيداوي فنحن براء منه ومن كل من يعمل على إحداث فتنة بيننا كلبنانيين عن قصد أو عن غير قصد".
وفي الاثناء، شدد الوزير السابق أشرف ريفي، عبر "تويتر"، على أن "سماحة الإمام السيد موسى الصدر، صوت الحكمة والوعي الذي يتردد صداه في كل بيتٍ من بيوتنا".
وأكد أن "لا خوفَ من فتنةٍ مدبَّرة، ولن يكون الشيعة والسُّنة وقوداً لمخططٍ يتذرع بكلامٍ أرعن قيلَ منذ زمن واعتذرَ عنه قائله وأدانه ويدينه الجميع".
وعلم أن المباحث المركزية بدأت تحقيقاتها باشراف النيابة العامة التمييزية في شأن الفيديو المسيء للرموز الدينية والشعائر الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، على أن يصدر بلاغ بحث وتحر في حق الشخص الذي تكلم بالفيديو الشاب سامر الصيداوي وهو موجود في اليونان، وذلك في إشارة الى أنه عندما يصدر قاضي التحقيق مذكرة توقيف له سيطلب من الانتربول توقيفه.
ومن طرابلس، صدر عن آل الصيداوي في الميناء بيانٌ اعلنوا فيه بأنَّ هذا التسجيل لا يعني العائلة بأي شكلٍ من الأشكال.
وقالوا في بيان: "إنهم كانو وسيبقون مع الوحدة الوطنية واحترام الآخرين وتحت سقف القانون والجيش اللبناني والقوى الأمنية".
وعبّر آل الصيداوي عن رفضهم التعرض لأيٍّ كان، "وكل ما صدر عن الشاب لا يمثلهم، ويدعوه للعودة الى صوابه والاعتذار الفوري ممن تمت الاساءة اليهم، فالعودة الى الصواب فضيلة".
من جهتهِ، قال المفتش العام المساعد في دار الفتوى الشيخ حسن مرعب: "نقول لأهلنا في الطائفة الشيعية إن من يمس بآل البيت ليس منا ولا يمثل أهل السنة ولا يمت إليهم بصلة ولا يعبر عن رأيهم".
وتقدم المحامون محمد زياد جعفيل، ميشال فلاّح، عمر الكوش، وليد حدرج، دانيا ابو ملحم اليوم، ببلاغ أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت ضد سامر صيداوي، على اثر انتشار مقطع فيديو له على مختلف وسائل التواصل الإجتماعي يتناول فيه الطائفة الشيعية الكريمة وآل البيت عليهم السلام، مُتعرّضاً بذلك للسلم الأهلي، الذي قد يؤدي الى فتنة مذهبية وطائفية ووطنية.
وطالبوا بتوقيفه والتحقيق معه وإدانته مع كل من يظهره التحقيق مشاركا أو محرضا بجرم المادتين 317 و 474 من قانون العقوبات، وإنزال أشد العقوبات في حقه.
على صعيد متصل، نظم معتصمون في النبطية وقفة احتجاجية على خلفية تحطيم خيمتهم بالقرب من السرايا الحكومية في النبطية، مرددين الاغاني والشعارات الوطنية، مستنكرين ما حدث.
إلى ذلك، اقتحم عددٌ من الشبّان المحتجين اجتماعًا لوزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال محمد شقير في غرفة التجارة والصناعة.
وحصلت مواجهة كلامية بين الناشطين والوزير شقير والحاضرين اعتراضًا على خصخصة قطاع الخلوي.
آخر الأخبار