الدولية
لبنان يطلب عودة المفاوض الأميركي لكبح التصعيد مع إسرائيل
الاثنين 06 يونيو 2022
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة ـ خاص":مع تقدم ملف الترسيم البحري إلى واجهة التطورات في لبنان، استنفر المسؤولون اللبنانيون قواهم ولو متأخرين، خشية خروج الأمور عن السيطرة، لمواكبة مجريات التحركات البحرية، بعد دخول سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي قبالة المنطقة المتنازع عليها، وهو أمر ينذر بعواقب وخيمة في حال أقدمت إسرائيل على بدء التنقيب من حقل "كاريش". واستناداً إلى ما ذكرته "السياسة" في عددها أمس، فإن لبنان طلب على عجل عودة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين إلى المنطقة من أجل نزع التوتر، قبل تفاقم الوضع، وحدوث ما ليس في الحسبان، في ظل تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله". وكشفت معلومات "السياسة" في هذا الإطار، أن "حزب الله" أعلن الاستنفار في مناطق جنوب لبنان، وأنه لن يتردد في تنفيذ تهديداته بقصف سفينة التنقيب، في حال بدأت مهمتها من حقل "كاريش"، ما قد يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية شاملة بين إسرائيل ولبنان، وعلى مختلف الجبهات. وقد استدعت التطورات الجنوبية، صدور بيان عن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، أشار إلى أنه، "في اطار متابعة تطورات التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسيل "إينرجيان باور" قبالة المنطقة البحرية المتنازع عليها في جنوب لبنان، بحث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي صباح اليوم في الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة محاولات العدو الاسرائيلي توتير الأوضاع على الحدود البحرية الجنوبية". وقال البيان، "كما تقرر القيام بسلسلة اتصالات ديبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان".وقد اعتبر وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم أن "التحركات التي تقوم بها اسرائيل في المنطقة المتنازع عليها في الجنوب اللبناني، تشكل تحديا واستفزازا للبنان وخرقا فاضحا للاستقرار الذي تنعم به المنطقة الجنوبية من لبنان".وفي الإطار، عقد نواب قوى التغيير مؤتمراً صحافياً حول الخط 29 والأمور المستجدة. وقال النائب ملحم خلف، إن "العدو الاسرائيلي استهل التنقيب عن النفط في بعض الحقول ومنها المتاخمة للحدود اللبنانية مما شكّل اعتداءً على حقوق لبنان ومن ضمنها الخط 29".وطالب بـ "باتخاذ موقف رسميّ وطني واضح يتناول الحفاظ على حقوق لبنان من خلال الطلب من السلطة التنفيذية فورا تعديل المرسوم 6433 وفق مقترحات قيادة الجيش واعتماد الخط 29 بدلا من الخط 23 المحدد اعتباطا ومن دون أي سند قانوني".وفي السياق، لفت رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية، العميد الركن بسام ياسين، "أن تمسك لبنان بالخط 29 بدل الخط 23 يضمن حقوقه في حقل كاريش النفطي الذي أعلنه لبنان رسميًا حقلًا متنازعاً عليه".وحمل "لقاء سيدة الجبل"، رئيس الجمهوريّة، "المسؤولية لكونه وحده المسؤول عن إبرام الاتفاقات الدوليّة، بحسب المادة 53 من الدستور"، داعياً إلى "مراسلة الأمم المتحدّة لمطالبة اسرائيل بوقف الاعمال تجنباً لأي استفزاز" .ومن جهته، رأى "التيار الوطني الحر"، أن "الخط 29 اعتمده الفريق اللبناني كخط تفاوض، ولا يمكن لرئيس الجمهورية أو غيره اعتباره خطاً رسمياً للبنان من دون اعتماده بقرار ومرسوم من الحكومة اللبنانية". وقال، إن "اصحاب حملة المزايدات يجب أن يعرفوا أن تثبيت أي معادلة توازن بالخطوط أو الحقول يستوجب الاتكال على معادلة القوة مع اسرائيل والتي فرضتها المقاومة".وقال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، "كفوا عن الرّهان على الأجنبيّ الطّامع في ثرواتنا والسّمسار الذي يروّج للصفقات في بلدنا على حساب مصالحنا ، تعالوا لنستخرج النّفط والغاز كما نشاء ومع من نشاء ووفق إرادتنا وتقديرنا لمصلحة البلد"، فيما اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، هاشم صفي الدين، أنّ "لبنان يمتلك القدرة والفعالية في استخراج غازه ونفطه وأن يكون مستقلاً عن كلّ وسائل الضغط، التي يخشاها بعض اللبنانيين في الداخل".