لبنان يغرق بالعتمة الشاملة.. وميقاتي: وصلنا إلى مرحلة صعبة جداً

واشنطن تعاقب "حزب الله".. والمعارضة و"العوني" يطيّران نصاب جلسة البرلمان

بيروت ـ من عمر البردان

فيما غرق لبنان في العتمة الشاملة أمس، رفضت قوى المعارضة حضور نوابها الجلسة النيابية التي كانت مقررة أمس، التزاماً منها بمواجهة مشروع "حزب الله" الهادف إلى وضع اليد على لبنان، عبر تعطيله جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما أدى إلى إلغائها لعدم توافر النصاب، حيث حضر 37 نائبا فقط من أصل 128 نائباً في مشهد أثار امتعاض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي أشار إلى أن لبنان وصل إلى مرحلة صعبة جدا، وبات اقتصاده يتحول إلى اقتصاد نقدي، ما سيعرضه للكثير من المخاطر في حال عدم اقرار قانون إعادة هيكلة المصارف. وفيما أكدت مصادر نيابية معارضة لـ"السياسة" أنه لا جلسات تشريعية ستعقد بعد الآن، قائلة إن الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرة إلى أن حدة المواجهة مع الحزب سترتفع حتى يغير من أسلوبه، وعدم أخذ البلد رهينة لأهوائه ومصالحه، استغرب ميقاتي في تصريحات بعد لقاء عقده مع رئيس مجلس النواب نبيه بري القول إن البنود لا تشكل ضرورة ملحة، معتبراً أنه مرّت نحو 4 سنوات على مشروع الكابيتال كونترول من دون التوصل لمناقشته في الجلسة العامة أو إقراره رغم أهميته. مشددا على أنه من الضروري إعادة الحياة المصرفية بطريقة طبيعية لكي يتمكن لبنان من الخروج من هذه الازمة، وإلا فإن البلد سيدخل في سلسلة أزمات وسيكون الوضع أكثر صعوبة، لافتا إلى أنه إذا لم نصل إلى حل فليتحمل كل واحد مسؤوليته.
وقد اعتبر الرئيس ميشال سليمان، أن المجلس النيابي سيّد نفسه وهذا يتطلّب من النواب الحفاظ على هذه السيادة، كما يتطلّب من الشعب الذي هو مصدر كل السلطات منع أي كان من التفريط بهذه الاستقلالية. في المقابل، أوضح عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري عمل على إيجاد حد مقبول من القوانين المطروحة في الجلسة ولم يتم التجاوب معه، وهذا مرتبط بمنطق التعطيل، لافتاً إلى أنّ التعطيل الذي حصل شبيه بتعطيل الحوار من أجل انتخاب رئيس للجمهورية.وفي سياق غير بعيد، نفى المكتب الإعلامي لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أن يكون الأخير قد التقى النائب السابق سليمان فرنجية. ولفت إلى أنّ كل ما يصدر في الإعلام والأجواء والمواقف عن موافقة باسيل على تأييد فرنجية هو غير صحيح اطلاقاً ويجافي الحقيقة والوقائع، وهو لا زال مؤيدًا وملتزماً بالكامل للتفاهم القائم مع القوى المعارضة وللتقاطع على ترشيح وتأييد جهاد أزعور.
ونفذت روابط وجمعيات المودعين وناشطين حقوقيين واقتصاديين اعتصاماً بالتزامن مع توقيت الجلسة رفضاً لانعقادها، ولتمرير مشروع الكابيتال كونترول، الذي يشكل عفواً عاماً عن المصارف ويعمّق مأساة المودعين، ورفعوا لافتات تطالب بـاسترجاع حقوقهم المشروعة والمحقة من المصارف الفاسدة.
وعبّر المعتصمون الذين انضمت اليهم النائب نجاة عون صليبا عن رفضهم تحميل الخسائر التي نتجت عن السياسات الاقتصادية والمالية التي سادت لسنوات طويلة، كما رفض تشريع وتحايل المصارف وتنصّلها من كل الالتزامات المالية والمصرفية تجاه المودعين.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات على جمعية "أخضر بلا حدود" اللبنانية ومديرها زهير نحلة لدعمهما حزب الله. وقالت الوزارة، إن الجمعية التي تعمل علناً تحت ستار النشاط البيئي، قدمت الدعم والغطاء لعمليات الحزب في جنوب لبنان على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وذلك على مدى العقد الماضي.
ومع غرق لبنان بالعتمة الشاملة، أعلنت شركة "برايم ساوث" اعتذارها عن انقطاع التيار الكهربائي، وأشارت في بيان إلى أنّها في الأسابيع الأخيرة، تفاجأت بأن الأمور عادت الى ما كانت عليه قبل 3 سنوات حيث لم تتوفر أي خطة لأي دفعات ولم يتم دفع أي مستحقات منذ تلك الفترة والذي أثّر سلباً على قدرتنا على دفع المستحقات المالية المترتبة علينا مما جعلنا عاجزين عن الاستمرار في تأدية عملنا".