باريس تعرض استضافة مؤتمر للدفع باتجاه حكومة جديدة... وتدعو عون إلى اجتماع "الدعم الدولي""التنمية والتحرير": باخرة إسرائيلية للمسح دخلت المياه اللبنانية لعدة ساعات وأجرت أبحاثاً لصالح العدو"الجماعة الإسلامية": تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة جرم يعاقب عليه قانون "التعسف في استعمال الحق"بيروت ـ"السياسة":مع اسقط مرشح السلطة لتشكيل الحكومة سمير الخطيب، بعد الفيتو الذي وضعه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، تسارعت وتيرة الاتصالات والمشاورات لإحداث خرق في الجدار المسدود، بعدما أجلت دوائر الرئاسة الأولى الاستشارات النيابية الملزمة حتى الاثنين المقبل، حيث يتوقع أن يشكل "بيت الوسط"، محور الحركة السياسية، في ضوء بقاء الرئيس سعد الحريري مرشحاً وحيداً للرئاسة الثالثة، وهو ما أثار اعتراضات، وتحديداً من جانب سنّة الثامن من آذار .في وقت غرقت بيروت وعدد كبير من أحيائها وشوارعها ومناطق كثيرة خارج العاصمة بمياه الأمطار التي حاصرت الناس على الطرقات وفي المنازل لساعات طويلة، في حين ، شهد مطار رفيق لحريري الدولي، لا سيما صالتي الدخول والمغادرة تسرّباً للمياه حيث دخلت المياه الى مكاتب الموظفين .ورأت "الجماعة الإسلامية" في بيان، أن رئيس الجمهورية ميشال عون "ما يزال مصرا على ممارسة قناعاته الخاصة في ما يتعلق بالصلاحيات الدستورية المناطة برئاسة الجمهورية، حتى ولو أدت هذه الممارسة إلى تعميق الأزمة التي يمر بها لبنان، ودفعه نحو الهاوية".واعتبرت أن "تأجيل الإستشارات النيابية الملزمة التي كان من المفترض أن تجري أمس، يندرج ضمن الجرم الذي يعاقب عليه القانون اللبناني ألا وهو "التعسف في استعمال الحق".وأشارت إلى أن "الرئيس عون بممارسته الحالية يصادر صلاحيات أعضاء مجلس النواب من خلال منعهم من الإدلاء برأيهم لتحديد الإسم الذي سيحوز الأكثرية النيابية، وجعل آرائهم مرهونة للضغوطات التي تمارس تحت وطأة استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الثالثة إن لم ينزلوا عند رغبته في المشاورات الخلفية التي يجريها هو وفريقه السياسي، كما يصادر صلاحيات الرئيس المكلف من خلال اشتمال مشاوراته الخلفية المسبقة على شكل وتفاصيل الحكومة، بحيث تصبح هذه المشاورات أقرب إلى الإبتزاز لشخص لم تتم تسميته بعد".ودعت "الرئيس المؤتمن على تطبيق الدستور، إلى العدول عن هذه الممارسات تحت أي مسمى، وإلى الإلتزام بالنصوص الدستورية حفاظا على ما تبقى من مصداقية لدى السلطة التي خرج الشعب اللبناني إلى الشوارع والساحات منذ ما يقارب الشهرين للمطالبة برحيلها".وقبل أيام من عقد اجتماع باريس لمجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان، أبدى رئيس الجمهورية ميشال عون ارتياحه لانعقاد اجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان، شاكرًا الاهتمام الذي ابدته فرنسا في المبادرة الى الدعوة بالتنسيق مع الامم المتحدة. وابلغ الرئيس عون، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي استقبله، أمس، في قصر بعبدا، ان "لبنان سيحضر الاجتماع بوفد رسمي"، متمنيًا ان "تسفر عنه نتائج تُترجم عمليا الدعم الذي تظهره الدول الاعضاء في المجموعة حيال لبنان، خصوصا في الظروف الاقتصادية الدقيقة التي تمر بها البلاد".وكان كوبيتش عرض على الرئيس عون الترتيبات المتخذة لانعقاد اجتماع مجموعة الدعم برئاسة مشتركة فرنسية واممية، والذي ستتخلله جلسات عدة لعرض الوضع في لبنان وسبل دعمه.واعتبر ان "الاجتماع سيكون بمثابة اشارة قوية لالتزام دول المجموعة العمل مع لبنان".إلى ذلك، غرد عون عبر "تويتر"، قائلاً: "في اليوم الدولي لمكافحة الفساد، سنظل نعمل بكل ما اوتينا من جهد وطاقة، للقضاء على جرثومة الفساد الخبيثة التي نخرت عافية الوطن ومؤسساته وذهنيات الكثيرين وممارساتهم في مختلف الشرائح والمواقع والطبقات... نريد للنزاهة أن تصبح نهجاً وثقافة للصغار والكبار، وطريقة حياة".وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسيّة، أنّ "باريس ستستضيف مؤتمرًا دوليًا بشأن لبنان في 11 كانون الاول". وأشارت، الى أنّ "هدف المؤتمر هو الدفع باتجاه حكومة جديدة تتّخذ القرارات اللازمة لتحسين الوضع الاقتصادي".واعتبر وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال حسن مراد ، أنّه "من المحزن أن يتحوَّلَ مقام مفتي الجمهورية من مرجعيّةٍ لكلّ البيوت اللبنانيّة إلى مرجعيّةٍ مذهبيّةٍ لبيتٍ واحدٍ ولو كان في الوسط".وأضاف، "حرصًا على الدار وأهلها راجعوا حساباتكم قبل أن يُعيدَ تاريخ ليس ببعيدٍ نفسه وقبل فواتِ الأوان".وأكدت كتلة التنمية والتحرير بعد اجتماعها في عين التينة، ان انشغال اللبنانيين بعناوين وقضايا على اهميتها يجب ان لا يحجب الرؤية عن العدوانية الاسرائيلية المتمادية بحق سيادة لبنان، خاصة في المنطقة الاقتصادية الخالصة جنوبا، وآخرها ما حصل بتاريخ 26 نوفمبر الماضي، حيث ظهرت في بقعة العمليات البحرية التابعة لقوات الامم المتحدة باخرة للمسح الهيدروغرافي تحمل اسم ميد سيرفايور وترفع علم "بنما" قادمة من مرفأ حيفا التابع للعدو الاسرائيلي.وتابع بيان الكتلة: "في اليوم التالي، الساعة الواحدة وتسعة عشر دقيقة دخلت الباخرة الى المياه الاقتصادية الخالصة التابعة للدولة اللبنانية على مسافة خمسة اميال بحرية وبقيت بداخلها لغاية الساعة الثامنة وسبع وثلاثون دقيقة، وبذلك تكون قد تواجدت داخل المياه الاقتصادية الخالصة للبنان (البلوك رقم 9) لمدة سبع ساعات وثمانية عشر دقيقة".واضاف: " ان دخول هذه الباخرة في المياه الاقتصادية الخالصة التابعة للدولة اللبنانية للقيام بأبحاث علمية لصالح العدو الاسرائيلي يعتبر مخالفة للمادتين 56 و 60 من اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار". في المقابل، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: "إننا لم نعتبر للحظة أن الأمور ستسير بشكل جيد وأن سمير الخطيب هو سيتكلف وسيشكل حكومة"، مضيفًا :"بأحسن الحالات كانوا سيسمحون له أن يتكلف ثم يتعذر التأليف فيعتذر فيأتي سعد الحريري".وأضاف رعد: "بتقديري سنجد حلًا لموضوع الحكومة في النهاية، حتى ولو طالت المشكلة شهر أو شهرين"، معتبرًا أن المشكلة ليست في تشكيل الحكومة وعدمها بل الوضع الإقتصادي المرير. وأشار الى "أن الدولة هي التي يجب أن تتصدى لمعالجة الوضع الإقتصادي بكل ممثليها عن المكونات اللبنانية كلها، وعلى كل الممثلين لهذا الشعب أن يتحدوا ويتعاونوا حتى يعملوا تشريعات ومبادرات للتخفيف من معاناة الناس". ميدانياً، قام أحد المعتصمين على الأوتوستراد عند نقطة جسر "البالما" بلفّ أطفاله بـ"أكفان"، وذلك احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والإقتصادية الصعبة التي يمرّ بها.وأكد أنه لن يفتح الطريق إلا على "جثث أولاده".

مواطن يستخدم قارباً في الشارع (أب)