بيروت - من عمر البردان:وقّع ممثلون عن كل من لبنان وإسرائيل على الاتفاق التاريخي النهائي لترسيم الحدود البحرية بينهما، بعد مفاوضات مضنية استمرت لأشهر وتمت بوساطة أميركية.وسلّم الوسيط الاميركي أموس هوكشتاين الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، الرسالة الأميركية الرسمية حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وذلك في خلال اجتماع عقده في بعبدا بحضور أعضاء الوفد اللبناني الذي شارك في المفاوضات الى جانب السفيرة الاميركية دوروثي شيا.وقال هوكشتاين إن اتفاق اليوم سيوفر الاستقرار على جانبي الحدود، وسيكون نقطة تحول للاقتصاد اللبناني وسيشعر المواطنون بتأثيرها قريباً، موضحا إنه يتوقع استمرار الاتفاق حتى في ظل تغييرات في قيادة البلدين.كما اعرب الوسيط الأميركي، في لقائين منفصليم مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري اعرب عن أمله ان يكون ما تحقق خطوة أساسية على طريق الافادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حل الازمات المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ويساعد الدولة اللبنانية على النهوض من جديد".وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد اكد أن إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي ابعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول خاصة مع اسرائيل، التي لا تزال رسمياً في حالة حرب مع بلاده.وجاءت تصريحات الرئيس اللبناني ردا على رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي اعتبر فيها أن لبنان "اعترف" ببلاده من خلال موافقته على الاتفاق، وقال إن هذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره.وقد اعتبر وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، أن اتفاقية ترسيم الحدود إنجاز تاريخي وسيمكن لبنان من أن يصبح من الدول المنتجة للغاز، وأضاف ان هناك احتمالا بأن تتنازل شركة توتال الفرنسية عن جزء من حقل قانا بعد استكمال عمليات الاستكشاف.
وشدد على أن هذا الاتفاق لا يشكل بأي شكل من الأشكال نوعا من التطبيع مشددا على أن لبنن ليس معني بأي أرقام أو معلومات ترد من الجانب الآخر حول حقل قانا، مؤكّدا أن بلاده ستحصل على حصتها كاملة من حقل قانا.وتزامناً، حلّق الطيران الإسرائيلي فوق النبطية وإقليم التفاح وعلى علو منخفض جداً، منفذاً غارات وهمية، كما حلق فوق مدينة صور والناقورة والقطاع الغربي في الجنوب وعلى علو منخفض. وفيما هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن لبنان وإسرائيل، معتبرا الاتفاق تاريخي ويمهّد الطريق لمنطقة مزدهرة ومستقرة، قائلا إن "الخطوة تقربنا من تحقيق رؤية أكثر أمانًا للشرق الأوسط"، قال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، إن "تجربة ملف ترسيم الحدود كانت غنية ومهمة جداً على مستوى لبنان والمقاومة، وتستحق التوقف عندها".واعتبر "وقائع توقيع ترسيم الحدود من ناحية الشكل تؤكد أنّ أي حديث عن التطبيع لا أساس له، والمفاوضات كانت جميعها غير مباشرة ولم يلتق الوفدان اللبناني والصهيوني تحت سقف واحد".في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الاتفاق، بانه إنجاز ديبلوماسي واقتصادي، بينما اعتبر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان الاتفاق اعتراف صريح بدولة إسرائيل، قائلا إنه "تم توقيعه بموافقة وإرادة حزب الله"، في إشارة إلى أن الحزب الذي طالما جاهر بعدم اعترافه بالكيان الصهيوني، أقر واعترف بدولة إسرائيل، مضيفا أنه سجعل بلاده من أكبر الدول المصدرة للغاز، موضحا أن استخراج الغاز من حقل كاريش ليس له علاقة بالاتفاق. في سياق أخر، أعلنت المديرية العامـة للأمن العـام عن العودة الطوعية لـ 511 نازحاً سورياً من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية.وأشارت المديرية إلى مواكبة دوريات من المديرية العامة للأمن العام النازحين الذين انطلقوا بواسطة حافلات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية وبواسطة آلياتهم الخاصة وآليات لبنانية مستأجرة من نقاط التجمع المحددة في طرابلس، والعبودية، والنبطية، وعاليه، والمصنع، وعرسال حتى الحدود اللبنانية- السورية.وجدّدت المديرية التأكيد على استمرارية استقبال المراكز الحدودية البرية السوريين الراغبين بالعودة على أن تتم تسوية أوضاعهم مباشرةً للمغادرة على المعابر وفق الآلية الصادرة والمعمّمة والمعمول بها منذ عام 2018.