لبنانيون في الذكرى "77": واقعنا الحالي "احتلال إيراني لا استقلال"

بيروت "السياسة":

بينما مرت ذكرى عيد الاستقلال على لبنان أمس، إلا أن الواقع اللبناني الحالي هو إحتلال إيراني لا إستقلال، ولا يجسّد قناعات اللبنانيين، ولا رؤيتهم لدولتهم التي يريدونها حرّة سيّدة مستقلة وقويّة.
وفي ظل هيمنة وسيطرة مستمرة لأذرع إيران على أرض ومصير لبنان، غابت الاحتفالات بذكرى الاستقلال ال77، واقتصرت على احتفال رمزي وضع خلاله قائد الجيش العماد جوزاف عون، إكليلاً من الزهر على نصب شهداء الجيش في وزارة الدفاع، في وقت ازداد المشهد الحكومي ضبابية مع دخول تكليف الرئيس سعد الحريري شهره الثاني دون بروز معطيات جدية، تسمح بتوقع ولادة الحكومة في وقت قريب.وكانت رئاسة الجمهورية أعلنت إلغاء كافة الاحتفالات الوطنية لهذه المناسبة بسبب الأوضاع الصحية وقرار الإقفال العام للحدّ من تفشي الجائحة.
وفي عظته الأسبوعية، واصل البطريرك بشارة الراعي توجيه الانتقادات للطبقة الحاكمة عن سوء أدائها، فقال: "لقد ضاق صدر اللبنانيين جميعًا بانتظار حكومة جديدة تفرج البلاد، والكل يعلم أنّ عرقلة التأليف في العودة إلى نغمة الحصص والحقائب والثلث المعطل وتعزيز فريق وتهميش آخر، وهذا الأسلوب عزز الفساد والاستيلاء على المال العام وهدره، وأوصل الدولة إلى حالة الانهيار والإفلاس".
وسأل: "هل يدرك المعطّلون أنّ الناتج المحلّي انحدر هذه السنة من أربعة وخمسين مليار دولار إلى خمسة وعشرين، وأنّنا خسرنا سنة إصلاح لا تقدّر بثمن؟".
واعتبر البطريرك، أنه "إذا تشكّلت الحكومة على صورة سابقاتها، سينتج عنها الخراب الكامل والغريب أنّهم يرفضون المشورة والرأي والنصيحة والملاحظة، ويتصرّفون خلافًا للدستور ". وأضاف: "وما القول عن ضحايا ومنكوبي انفجار مرفأ بيروت، والصمت بشأن التحقيق العدليّ مطبق حتى الآن، وقد مرّ ما يقارب الأربعة أشهر؟ ".
ومن جانبه، قال مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة في ذكرى الاستقلال: "منذ سنوات لبنانُ يعاني، وقد تدهورتْ أوضاعُه إلى مكانٍ يصعبُ الرجوعُ منه، أنقذْ ما تبقّى من عهدِك وقُمْ بخطوةٍ شُجاعةٍ يذكرُها لك التاريخ"، مضيفاً: "اللبنانيون يعرفونك ويعرفون أنّ طموحَك كان كبيراً، وقد وضعوا آمالَهم فيكَ فلا تخيّبِ الآمال. لبنانُ أمانةٌ في عنقِك وقد أقسمتَ على المحافظةِ عليه، لذا أناشدُك باسمِ هذا الشعبِ الطيبِ المرهَق أن أَنقِذْ لبنان. هو بحاجةٍ إلى حكمتِك وصلابتِك إلى وقفةٍ شجاعةٍ تتخلّى بها عن كلِّ ما ومَنْ يعيقُ انتشالَ لبنانَ من حضيضِه. إنّ قلبكَ ينزفُ كما قلبُ بيروتَ وساكنيها وجميعِ اللبنانيين، لكنهم عاجزون ووحدَك قادرٌ على اتخاذِ القرارِ الجريء".
من جهته، رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان أن "مناسبة ذكرى الاستقلال "تأتي هذا العام والوطن يعاني من انهيار لا مثيل له بغياب الدولة وعمل مؤسساتها الجاد".
وقال: "لبنان في حال ضياع وعدم إيجاد حلول للازمات المتراكمة على الصعد كافة، ونخشى من الأعظم والأسوأ إلا اذا تشكلت حكومة إنقاذ وطني تكتسب ثقة الناس والمجتمع العربي والدولي وإلا على لبنان السلام".وغرد الوزير والنائب السابق بطرس حرب، على "تويتر" قائلاً: "الاستقلال الحقيقي بيتحقّق يوم بتحرر إرادة الشعوب من التبعية والعبودية والتحجر والنكايات والأحقاد والمصالح الخاصة، كنا مراهنين إنا استقلينا بعد تحرير أرض الجنوب من العدو والانتهاء من الوصاية السورية، لكن يا محلاهم حد المجرمين اللي حكمونا واستعبدوا شعبنا وذَلّوه".