الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

لتركيا والكويت مصالح متشابكة كثيرة... ولكن!

Time
الأحد 23 يوليو 2023
View
14
السياسة
حسن علي كرم

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يزور الخليج في جولة على كل من السعودية والامارات وقطر، ونعترف ونرفع الراية بكونها دول شابة ونشيطة وفاعلة، ناهيك عن اقتصاد ناجح.
الرئيس التركي اخر زيارة له للكويت كان للتعزية بوفاة الامير الراحل الشيخ صباح الاحمد، الذي ربطته باردوغان ما يشبه العلاقة الشخصية، وخلال عهد الشيخ صباح حصلت تركيا على مليارات من الدولارات من الكويت مقابل بناء مطارات وجسور، وكانت العلاقات خلال تلك الفترة اشبه بشهر عسل بين البلدين.
الكويت دولة صغيرة، لكنها لا تقل فاعلية عن دول خليجية اقتصاداً واعماراً، فركائز الاعمار شاهدة اين تمر فيها، وهي تضخ مليارات الدنانير والدولارات في جيوب شركات المقاولات، محلية او عالمية، وبينها تركية التي اصبح وجودها في الكويت اشبه باقامة دائمة.
واذا تحدثنا عن شركات المقاولات التركية التي ليست بالمقارنة بافضل اتقاناً من الشركات الصينية او الكورية، فالكويت تستورد مليارات الدولارات من المنتجات ذات الصناعات التركية، ناهيك عن المواد الغذائية والمنتجات الزراعية والالبان، والملابس والاحذية والحقائب، واخر صفقة حكومية كويتية مع الحكومة التركية شراء طائرات "دورنز"، والحبل على الجرار.
ام بالنسبة للكويتيين، فلا بد ان يعرجوا على تركيا اولاً في طريقهم الى اوروبا، او دول اسيا الوسطى، لقد باتت للكويتيين " شقحة عصا" ففي السنة طوال 12 شهراً تضخ الطائرات المحلية والتركية مسافرين من الى كويت تركيا وبالعكس "فل". تصور معي اخي القارئ حجم الاموال التي تضخ في الاقتصاد التركي، السواح الكويتيون ومعظمهم عوائل لا يعودون من المدن التركية الى الكويت "خالين الوفاض"، انما يغادرون من الكويت بشنطة واحدة ويعودون بعشرين، كأن عليهم "فكر" او تخلو اسواق الكويت ومولاتها من البضائع ذاتها، او افضل منها وبسعر ارخص من الاسواق التركية التي تكويها نار الضريبة المفروضة، والتي يدفعها السائح بقلب بارد وان عاد الى الكويت رفع عقيرته يا حكومة زيدي معاشاتنا، احنا نشتغل وننزل اموال من جيوبنا وجيوب الحكومة لانعاش اقتصادات دول لا تستحق منحها فلساً احمراً. بالمناسبة ان الدول باتت تعتمد على السائح الكويتي ولهذا باتت السفارات تقدم كل التسهيلات للمسافرين - كويتيين او مقيمين - ليس حباً بالكويت، لكن حباً بالدينار، الذي ينعش اسواقهم وفنادقهم، ومطاعمهم ومقاهيهم واماكن الترفيه والترويح بها، وكل هذا بذريعة الطقس والخضرة والحدائق الغناء والوجه الجميل. السيد اردوغان الذي ربما لن يعود الى الترشح لانتخابات رئاسية مقبلة بعد ثلاث دورات كاملة، كان بطل تركيا بلا منازع، في اثناء حملته الانتخابية الاخيرة، اذ رفض ترحيل المقيمين السوريين الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين، والذين وفق قول السيد اردوغان ان السوريين وجودهم ينعش الاقتصاد التركي.
اليوم يعلن ترحيل هؤلاء المقيمين الى اوطانهم، اما المليون بيت التي اعلن عن بنائها على الحدود السورية للاجئين طارت مع احلام اليقظة بالنسبة للسوريين، ويا فرحة ما تمت.
اختلفتُ مع صديق كاتب واقتصادي وسياسي عن شخصية اردوغان التي وصفها صديقي بالرجعية، فيما قلت انه يلعب سياسة، وهي حقيقة، فالرجل يرفع شعار الاسلام، وذلك لا يعني انه حاكم، متشدد فالحرية الشخصية مطلقة، وفي مقابل المحجبات، هناك الاكثرية الانثوية التركية سافرات، ويتمتعن بحرية في اختيار ملابسهن والزواج المدني، هذا ناهيك عن الملاهي والمراقص ودور البغاء والمثليين.
اردوغان ادرك تماما ماذا يريد الاتراك وقدم لكل فئة حاجتها، هل هذا ذكاء ام سياسة ام انتهازية الثلاثة معاً، صداقتنا مع الاتراك ليست مرتبطة بمن يقود تركيا، على ان اعتبار سياسة الكويت مرسومة منذ الاستقلال، فالكويت تبقى صديقة للجميع، فمن كان يصدق ان تعود العلاقة بين الكويت والعراق بعد غزو همجي طال الانسان والارض والثروة؟
الكويت تبقى يدها ممدودة للجميع، وعليه يخطئ من ينظر للكويت بصغر مساحتها وقلة سكانها، ان هؤلاء لا يفهمون من السياسة، فالكويت وجودها في هذه الارض وجود حتمي ويشكل ستاراً او حاجزاً عند الضرورة، والكويت عمود خيمة الخليج، هذا ما اوجد وضعاً استثنائياً لها.
جولة السيد اردوغان الاخيرة الى ثلاث دول خليجية فاعلة والاقوى اقتصاداً، هذا لا يعني ان تركيا اعطت ظهرها للدول الثلاث الباقية، فالكويت علاقتها مع الدول تقوم على اساس الصداقة الدائمة والمصالح المشتركة، ولتركيا والكويت كثير من المصالح المتشابكة والتي مازالت تنتظر تفعيلها.
لذا يبقى في الختام الكويت تترقب زيارة السيد اردوغان في أي ساعة.

صحافي كويتي


[email protected]
آخر الأخبار