الاثنين 28 يوليو 2025
44°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

لحمة ضب

Time
الأحد 20 مارس 2022
السياسة
طلال السعيد

قبل كل شيء النزول الى الشارع مرفوض لانه باختصار شديد ليس من شيم اهل الكويت، فلدينا من القنوات ما يكفينا عن النزول، كذلك كل مواطن مخلص حريص على امن الكويت، وسلامتها واستقرارها، لا يقبل النزول الى الشارع، حتى لو كان في ذلك ايصال رسالة سامية الى الحكومة، تعبر عن الهم الشعبي، فلا احد يضمن كم مندسا سوف يدخل بين المخلصين، ويحول مجرى الاحتجاج الى ما لا تحمد عقباه، وكم من خلية نائمة تنتظر مثل هذه الفرصة على احر من الجمر، لتعبث بالامن وتزعزع استقرار البلد الذي يعاني بالاساس من غياب القرار، وسوف تكون تلك فرصتهم، فقرارهم السياسي جاهز وسريع، وخططهم سبق وأن جهزت في سراديبهم، على عكس الحكومة التي دورتها دورة مركب او سفينة لا فرق!
نحن ضد النزول الى الشارع، وكذلك نحن ضد غياب القرار الحكومي الحاسم، ولا يعجبنا الوضع المقلوب الذي نعيشه حاليا رغم ارتفاع سعر البترول، ما يعني وفرة مالية يجب ان توجه الى خدمة هذا الشعب، الذي لم يعد يعرف اين يتوجه، فالتيارات السياسية تتجاذبه من كل صوب، وكل يريد ان يمتد على الارض الكويتية على حساب غياب الحكومة عن التواجد في الشارع الكويتي!
حكومة لم تستطع تمرير مشروع مكافأة المتقاعدين عبر المجلس، وتركت الامر معلقا بصورة مخيبة للامال، متصورة ان الناس سوف تغضب على الاعضاء، والذي حصل هو العكس، فقد اصبح الغضب الشعبي على الحكومة التي اطاعت مستشاريها واضاعت الطريق، فبدلا من غضب الشارع على الاعضاء تحول الغضب على الحكومة التي لم تكن جادة بتوزيع مكافآت المتقاعدين، وكأن القرار فرض عليها فرضا.
ولكي نكون صادقين هناك غضب من الشارع الكويتي على الاعضاء، لكن الغضب الاكبر على الحكومة التي يتصور الجميع انها تلعب سياسة على حساب المتقاعدين!
هذا ما يتحدث به الناس بصوت خافت حاليا، قد لا تسمعه الحكومة، او لا يصلها بشكل واضح وصريح، لكن هذا الصوت لن يستمر خافتا الى ما لا نهاية، فهناك نقمة شعبية عارمة على الحكومة، وسمو رئيسها بالذات، خصوصا بعد خيبة الامل جراء العبث واللا مبالاة الحكومية في موضوع المتقاعدين الذي ساعة يربط بالعجز الاكتواري بـ"التأمينات"، واخرى يربط بعدم اقرار القانون من قبل المجلس!
وكل هذه الاعذار حسب اتفاق الجميع لا تعني شيئا للمتقاعدين الذين كان حلمهم اكبر بكثير مما اتفق عليه بين المجلس والحكومة، ثم تراجع الطرفان بعد ان وضعت الحكومة "لحمة ضب" في القانون، واضافت مواد اخرى ترى ان الفرصة مناسبة لاقرارها على اساس ان الناس سوف تفرح بالمكافأة وتنسى تعديل سن التقاعد المرفوض من الاساس!
للحقيقة والتاريخ نؤكد بعد التشخيص ان حكومتنا الحالية تعاني من ضعف السمع، بعد ان اصبحت تسمع بواسطة مستشاريها، وتعاني من قصر النظر، فلم تعد ترى الا من هو امامها، والطامة الكبرى انها تعاني من غياب القرار، والله المستعان... زين.

[email protected]
آخر الأخبار