كتب - فالح العنزي:"هذا درس علينا جميعنا أن نعرف حجمنا الحقيقي أمام عظمة الله"... بهذه الكلمات التي تدل على الإيمان المطلق بقدرة المولى عز وجل، تمنى المطرب التونسي الكبير لطفي بوشناق أن تكون أزمة وباء كورونا عظة للجميع ودرسا يستفاد منه، حيث تساوت عظمى الدول مع صغيراتها، وظلت كبريات الدول متفرجة لا حول لها ولا قوة أمام فيروس عجزت عن مواجهته، ليكون آية بأنه مهما بلغنا من علم وتطور وتمدن تظل البشرية لا تساوي شيئا أمام عظمة الله وأننا كبشر "جينا للدنيا ملط وسنغادرها ملط".بوشناق وضع النقاط فوق الحروف وأخرج ما في جعبته بكل شفافية للمرة الأولى من خلال وسيلة إعلامية كويتية هي قناة atv فأدلى بتصريحات مفاجئة عن مستوى الأغنية العربية والخطة الممنهجة التي إقتلعتها من جذورها، كما أبدى وجهة نظره بمخرجات برامج المواهب، وغيرها من الموضوعات:بداية تحدث بوشناق عن علاقته بالجمهور الكويتي، مؤكدا أنه يحتفظ بعلاقة كانت ولا تزال وطيدة ومتينة وذكريات أكثر من حفل غنائي ناجح، موضحا بأنه ألغى من ذاكرته مسألة الحدود ويرى في جميع البلدان العربية وطنا ثانيا بالنسبة له، وقال: "عندما يأتي يوم الحساب، الله لن يسألنا عن الجنسية وإذا ما كنت تونسيا أو كويتيا بل سيحاسبني على أعمالي، نحن بشر ولدنا وسنعيش بإذن الله سواسية متحابين لا يفرقنا لون أو جنس، وأدعو الله أن يخلصنا من هذا الوباء، حتى أعود وألتقي جمهوري الكويتي في المهرجانات الغنائية والثقافية".وانتقد الفنان الكبير مستوى الأغنية العربية قائلا: "للأسف أقولها وبداخلي حرقة وألم، من ينظر إلى القنوات الفضائية وما تعرضه سيكتشف بأن الأغنية العربية اقتلعت من جذورها شعرا وأدبا، موسيقى وثقافة ولم تعد موجودة"، متسائلا "شركات الإنتاج التي تسعى إلى تسويق هذا الهش والغثاء من يقف وراءها ومن يمولها ولماذ تفعل ذلك؟، وجهة نظري وأتحمل مسؤولية كلامي لكنها الحقيقة والواقع، نعم يوجد من يحاول جاهدا تقديم ما يمكن أن يرتقي من خلاله بالموسيقى العربية من ناحية الفكر والمضمون والثقافة لكن من رحم ربي، لذا ذكرتها وسأظل أرددها ما حييت، الحل بالثقافة، فبها ترتقي الشعوب وتكبر، بها تصلح الأمور وتتعدل".عن الانتقادات التي طالت أغنية "روحانيات " التي طرحها في العام 2016 ولاقت انتشارا جديدا في رمضان 2020 قال: "أنا لم أتفصخ أو أتعرى علما بأنني لم أحضر تصوير الكليب انما تم تنفيذه لاحقا، وعموما من انتقد الأغنية لم يتمعن فيها وبالكلمات التي تحملها، أنا على ثقة بأن المنتقدين اتبعوا الايقاع والموسيقى ولم يدركوا النص المكتوب والقيمة التي تحملها كل مفردة، روحانيات عمل متقن ومهم ومحطة نوعية في مشواري واعتبرها من الأعمال التي أتمنى أن تستمر في الانتشار عربيا وعالميا".ونفى بوشناق وهو مطرب تونس الأول أن يكون منع من الغناء في احدى دورات مهرجان قرطاج العريق وقال: "استحالة أن يتم منعي، كلام غير صحيح وشائعات وانا متواجد في كل دورة وعلى رأس القائمة" والدورة الأخيرة أبلغ دليل. ورفض الفنان بوشناق تسمية من يعجبه من أصوات الشباب الذين يتخرجون من برامج المواهب، مؤكدا بأن الساحة لا تخلو من الأصوات الجميلة، لكنها ليست أصواتا طربية يمكن تصنيفها في المقامات الأولى بل آخرها "دو ري مي فا".واعتبر بوشناق الفنان هو الذاكرة والناطق الرسمي بلسان شعبه، وهو الشاهد على الحقبة الزمنية التي يعيشها والمرآة التي تعكس الواقع من حوله، وقال "دائما أنطلق من واقعي ومحيطي وقضيتي وفلسطين هي قضيتي كإنسان وهمي كفنان".

بوشناق يتابع تسجيل احدى أغنياته