الأربعاء 15 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لعبة المقاطعة الغبية!
play icon
كل الآراء

لعبة المقاطعة الغبية!

Time
الثلاثاء 14 نوفمبر 2023
View
225
sulieman

المقاطعة… المقاطعة، وما أدراك ما المقاطعة، هل نقاطع الصناعات الغربية، أو نقاطع المطاعم الاميركية، أو نقاطع بنفطنا وغازنا وتمرنا والسفر والسياحة؟
نحن فقراء، وكل ما نصنعه او نلبسه او نأكله، ان لم يكن كله من الغرب، او دول صديقة لإسرائيل، اذ ليست كل الدول عدوة للعدو ولا صديقة للعرب، وهناك مقولة قيلت، وتتجدد كلما تجددت المناسبات المؤلمة مفادها "ليس هناك عدو دائم ولا هناك صديق دائم".
مناسبات لا نملك فيها الا البكاء والولولة والدعاء على العدو، والسؤال من هم الاعداء، في السودان هناك حرب شبه أهلية أو الأصح أهلية، والبلد مهدد بالتقسيم مجددا بعد انفصال الجنوب عن الشمال، بعد حروب ومعارك زادت عن ثلاثة عقود.
انفصال الجنوب عن الشمال لم يكن بقرار من داخل السودان، ولا رغبة كامنة من السودانيين، انما هناك حرب الجنوب والشمال، وقصة مأسوية، ومؤمرات مَن الصديق القريب قبل العدو البعيد.
السودان كان العرب يرون فيه انه سلة الغذاء العالم العربي، وعجز السودانيون عن توفير الغذاء لانفسهم، وراحوا يشحتون الغذاء من الاخرين، حتى يملؤوا بطونهم، انها مأساة، حتى اذا المرء فقد الرؤية من امامه او حتى من خلفه، وهو ما نحن غارقون فيه.
السودان ليست كل مشكلة، او مأساة صنعوها بايديهم لهم او للعرب، فالاثنتين والعشرين دولة ليست الا مثل السودان، تعاني من الجوع والضنك، وتعتمد بسد جوعها على بلدان لم تكن حتى وقت قريب شيئاً مذكورا (ازمة الرز والقمح الاخيرة)، لكن صارت شيئاً مذكورا وقوة مخيفة.
العرب كانوا ولا يزالون لم يفلحوا الا بقول الشعر، والفتنة على بعضهم بعضا، والطمع ببعضهم بعضا، لا يزالون على طبع البداوة المترسخ فيهم، لذلك غزا صدام الكويت، والسوريون يرون ان لبنان جزء من سورية الكبرى -ولولا منع الرقابة وقانون المطبوعات لتطرفتُ- ويريدوننا، او يزعمون أن نصدق أن هناك حرية رأي وحرية كلمة!
المقاطعة كذبة كذبوها علينا، صدقناها، والمقاطعة كان الكويتيون اول المغفلين الذين صدقوها وطبقوها على انفسهم، فيما المحرضون لم يقاطعوا ولا اغلقوا دكاكينهم، ولا موانئهم او بنوكهم او نفطهم وغازهم.
منذ الخمسينات من القرن الماضي، ونحن نردد قاطعوا… قاطعوا، ومنذ الخمسينات، هناك مقاطعة بين العرب واسرائيل، والتزمت الكويت بها، فيما الاخرون ارتفعت ارقام تبادلهم التجاري مع اسرائيل، واميركا والغرب عموماً لما يفوق المليارات، وكانت السلع الاسرائيلية تهرب، او ترحل بعناوين مغايرة الى دول اخرى، ثم قالوا مقاطعة!
أعود، وأقول المقاطعة كذبة كبرى، يروجها اصحاب المصالح لضرب الصغار، فمقاطعة المطاعم والمخازن الاجنبية في الكويت لا يخسر منها الا المستهلك، والمقاطعة فرصة لتجار الحروب وعصابات غسيل الاموال، بينما المستهلك الغلبان.
اتركوا الناس تمارس حريتها وتختار ما تشاء، وعلى الحكومة فرض الضرائب على الانشطة الاجنبية التي تعمل في البلاد، لتقاطع تلك الدول التي تستورد من اسرائيل والغرب المليارات من الدولارات، وتقيد تصديرها الى الخارج بأضعاف مضاعفة.
صحافي كويتي

[email protected]

حسن علي كرم

آخر الأخبار