طلال السعيدفارق كبير بين الرقي والاسفاف، فهل أصبح الرقي عملة نادرة أم أن الناس تعودت على الفوضى ورفع سقف الحرية، ما يدل على إحداث شرخ في الذوق العام مع شديد الأسف، فانحدار لغة الحوار بهذا الشكل المقرف مرفوض من جميع فئات الشعب الكويتي الذي لايتمنى أن يكون انحدر الحوار بهذه الطريقة عنوانا للمرحلة المقبلة، فاطلاق المسميات غير اللائقة ومحاولات التصعيد خصوصا ممن تم شطبه من المرشحين، والشطب بالاساس له مبرراته أو بسبب قضايا هم ارتكبوها برضاهم ولم يجبروا عليها، لذلك طريقهم الصحيح الذهاب الى المحكمة الدستورية للطعن بقرار الشطب وليس الى التصعيد غير المبرر الذي قد يكون سببا في قضايا اكبر.انحدار مستوى الحوار في وسائل التواصل الاجتماعي اصبح ضرره اكبر من نفعه، فلم تعد لغة الحوار المنحدرة الى الاسفاف تثير اعجاب وتصفيق الجماهير التي وعت وأيقنت ان الحاجة الآن اصبحت الى الحوار الراقي اكثر، ولم يعد احد يحترم المرشح الذي يرفع سقف الحوار من دون مبرر ثم يقع تحت طائلة المسؤولية.المشكلة أن البعض يأخذهم الحماس فيرددون ما يقول ويقعون ايضا تحت طائلة المسؤولية وكل هذا من أجل الاستعراض على حساب مبادئنا وقيمنا بشكل يفقد الانتخابات رقيها والأدهى والأمر أن من ينجح منهم ينقل هذا الانحدار معه الى قاعة عبدالله السالم فينحدر بالديمقراطية كلها، وبالتالي يُكرّه الناس فيها فيصفقون للحل القادم الذي سوف يصحبه تعليقا للدستور!منذ فتح باب الترشح والحوارات تسير بشكل هادئ يبشر بالخير، ولكن بعد الشطب تغيرت لغة الحوار، فهل هذا يعني ان المشطوبين لا تستقيم الامور الا بهم؟ كلهم اصبحوا دعاة للديمقراطية، لكن اذا وصل الامر للشطب تحولوا بين عشية وضحاها الى معاول هدم في جدار الديمقراطية، واكثر من ذلك يجرون خلفهم من يؤثرون فيهم وحين يقع "الفاس بالراس" يتخلون عنهم ويتركونهم يواجهون مصيرهم كما حصل مع الذين من قبلهم... زين.
[email protected]