الجمعة 20 سبتمبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لغة غير مفهومة!
play icon
الأخيرة

لغة غير مفهومة!

Time
الأربعاء 18 أكتوبر 2023
View
85
السياسة

زين وشين

لغة وزارة خارجيتنا ابدلنا الله بمسؤوليها خيرا منهم، فنحن نستحق الافضل! للاسف، غير مفهومة، فهي تدعو من يريد السفر إلى لبنان إلى التأني، وتدعو من هو في لبنان إلى مغادرة لبنان!
وهنا نحن نحتاج إلى مترجما لكي نفهم هذه اللغة الجديدة علينا، فماذا يعنون بالتأني لمن ينوي السفر، بينما يطلبون ممن هو في لبنان ان يغادر؟
فاذا كان هناك شيء يعرفونه، ونحن لا نعرفه، فعليهم ان تكون لغتهم اكثر حسما وجدية ووضوحا، كأن يقولون لنا "لا تسافروا إلى لبنان، ومن كان في لبنان عليه ان يغادر فورا، ومن يخالف يتحمل مسؤولية نفسه".
اما اللف والدوران حول النقطة التي يريدون توصيلها للمواطنين فهو أسلوب مرفوض، ولا يتناسب مع نضوج الشارع الكويتي الذي يعي ما يدور حوله، ويستطيع قراءة الاحداث قراءة جيدة!
سلامة المواطنين امر لا يقبل التسويف، والأساليب التي يقال عنها انها ديبلوماسية، وهي بالاساس عنوان للخوف والتردد باتخاذ القرار، وسوف تكون كلفة العالقين هناك، إذا حصل مكروه عالية جدا على الدولة، وخطرة ايضا على المواطن الذي يخالف التعليمات!
قد يسيء بعض المواطنين تقدير الموقف، ويساعده على عدم تفهم حساسية الظرف لغة وزارة الخارجية الضعيفة، او الخالية من التحذير الواضح، الذي يوخذ على محمل الجد، اذ لا بد من قطع الشك باليقين، بدلا من التسويف.
فتجارب الدولة مع إخلاء المواطنين السابقة من بعض المناطق الخطرة التي يصعب التعامل معها، ويصعب ايضا إجلاء الرعايا، وآخرها تجربة "كورونا"، وتداعياتها التي جرت في الأمس القريب، كل هذا يفرض على الجميع اتباع التعليمات التي يجب ان تكون حاسمة واضحة اللغة، لكي لا نعيد التجربة المريرة نفسها.
فقد لا يكون الإجلاء متاحا حين تشتعل تلك المنطقة، التي من المتوقع لها ان تدخل طرفا في الحرب الدائرة حاليا، ولا اعتقد ان هذا الاستنتاج يحتاج إلى ذكاء او محلل سياسي، فالأمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فلبنان قابل للاشتعال بسبب اختلاف أهله، ووجود اكثر من حكومة، ووجود اكثر من رئيس، بينما الرئيس الشرعي غائب!
مهم جدا ان يعرف مسؤولو خارجيتنا ان التحذير الحاسم المباشر للمواطنين لا ينقص من قدر ديبلوماسية الخارجية، بل يوفر عليهم جهدا كبيرا قادما… زين.

طلال السعيد

آخر الأخبار