كل الآراء
لغتنا العربية تحتضر
الجمعة 07 ديسمبر 2018
5
السياسة
سعود عبد العزيز العطارلا شك أن اللغات تعكس ثقافات الشعوب، واللغة العربية تعتبر من أجمل تلك اللغات وأغناها في العالم على الإطلاق، ويكفيها فخراً واعتزازاً وشرفاً أنها لغة القرآن الكريم، خص المولى عز وجل بها هذه الأمة وشرفها إذ قال عز وجل: "وهذا لسانٌ عربيٌ مبين" وقال سبحانه "إنا أنزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون " صدق الله العظيم. ولكن للأسف الشديد أصبحت هذه اللغة تقبع بغرفة العناية المركزة،تحتضر، تتألم، تنتظر من ينعشها ويعيد لها مجدها لما تعرضت له من تشويه بسبب الابتعاد عن قراءة القرآن الكريم وعدم التشجيع على قراءة الكتب، والتحدث بالفصحى بدل اللهجة العامية، ناهيك بضعف إعداد القائمين على تعليم اللغة العربية،وما تبثه وسائل الإعلام با ستخدام اللهجة العامية بدل الفصحى، وفرض اللغة الأجنبية كشرط أساسي في القبول والتعيينات في كل الجهات ما جعل مستوى الطلبة في الحضيض في اللغة العربية بجميع المراحل الدراسية. إن اللغة العربية تحتاج منا للنهوض بها احتراماً وتقديراً لمكانتها لأنها لغة قرآننا الكريم، فبالقراءة والكتابة تحيا هذه اللغة لأن القراءة سياحة العقل ومتعة النفس وغذاء الروح، ولا ننسى أن أول سورة أنزلت في القرآن الكريم كانت تحث على القراءة لقوله تعالى: " اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم " صدق الله العظيم. وصدق الشاعر اللبناني حلمي داموس حين قال:لغـة إذا وقعت على أكبــادناكانت لنـــا بردًا علــى الأكبادوتظـــــل رابطة تؤلف بيننافهي الرجـــاء لناطق بالضادلنعمل في الختام على انتشال هذه اللغة العريقة من الهاوية ولنحافظ عليها لأنها هي الباقية كما أراد لها المولى عز وجل وحفظها في كتابه الكريم المجيد.آخر كلام:ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الاحتياجات الهامة والضرورية في حياتنا اليومية لايمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال، وذلك بفضل ا جتياح تقنية ثورة في عالم الاتصالات والتي بفضلها حولت العالم إلى قرية صغيرة واختصرت المسافات وفتحت آفاق الاتصال مع العالم الخارجي بكل سهولة ويسر، وتوفير الجهد والوقت والمال ومع كل هذه الإيجابيات بلا شك هناك آثار سلبية ومضار كثيرة وخطيرة لتلك المواقع التي غزت العالم بأسره بلا استئذان ومن دون رحمة، وتناقل الأفلام والمقاطع والصور الإباحية ونشر الأكاذيب والشائعات والتضليل والتحريض والهوس والتقليد بالمشاركات وانتحال البعض لشخصيات وهمية مزيفة وأسماء مستعارة غير حقيقية، ناهيك بما تسببه من الخلل والمشكلات من خلق فجوة القطيعة والعزلة وضعف الترابط والتفكك الأسري والانتهاك والتعدي الصارخ على الخصوصية الشخصية، وخطورته المأساوية بالانشغال بها أثناء القيادة وما تسببه من الحوادث المميتة القاتلة.والله خير الحافظين.كاتب كويتي