لقاء تنويري

طلال السعيد

لم نعتد في الكويت على اللقاءات التنويرية التي تتم بين الأكاديميات وأولياء الأمور، خصوصًا الأكاديميات العسكرية، فالأمر يتم على طريقة خذوه فغلوه، ينجح من ينجح ويهرب من يهرب، ويمرض من يمرض.
لكن وعلى نهج الأكاديميات العالمية نظمت أكاديمية الشرطة في الكويت وللمرة الأولى في تاريخها لقاءً تنويريًا لجمع أولياء أمور الطلبة المستجدين مع عميد وهيئة الأكاديمية، تم الحديث فيه عن مستقبل الأبناء بعد التحاقهم بالكلية، وقد قدم العميد شرحًا مفصلا لأولياء الأمور عن الدراسة في الكلية، مركزًا على أهمية السنة الأولى التي تعتبر هي البداية بالنسبة للطالب، ومتى ما تجاوزها استطاع الاستمرار.
هذا اللقاء التنويري المهم جدًا، وهذا التقليد الجديد الذي جمع بين أولياء الأمور وهيئة الأكاديمية، كان له الأثر الطيب في نفوس أولياء الأمور والطلبة، في الوقت نفسه، خصوصًا أن حديث مدير الأكاديمية تطرق الى موضوع الشدة التي تتعدى المعقول، والتعسف الذي كان يحصل في السابق، وكان له آثاره السلبية حتى على نفسية الطلبة، فالأكاديمية صرح علمي محترم يعنى بتخريج ضباط على مستوى تعليمي متقدم، وفي الوقت نفسه يعنى بالتدريب العسكري والعلوم الشرطية، مع المحافظة والحرص على كرامة الطالب، وهذا مهم جدًا وهو ما طمأن أولياء الأمور، وزاد الحماسة عند الطلبة.
الحديث الذي دار، أو اللقاء التنويري جعل أولياء الأمور يتفهمون طبيعة الدراسة في الأكاديمية، ليقفوا خلف أبنائهم حتى يتخرجوا.
الجدير بالذكر أن عميد الأكاديمية فتح باب النقاش بينه وبين أولياء الأمور، وأجاب بصراحة وصدق على كل ما طرح من أسئلة قد تكون تشغل بال البعض منهم، فخرج الجميع بانطباع رائع شاكرين ومقدرين.
ما يجعلنا نثني على تلك المبادرة أهميتها القصوى وضرورتها لاستمرار التواصل بين أولياء الأمور وهذا الصرح التعليمي ذي التاريخ العريق، ويا ليت بقية الأكاديميات، أو الكليات تتبع النظام نفسه حتى الجامعات تقيم لقاءات تنويرية بينها وبين أولياء الأمور، فلهذا أثر طيب على الأداء...زين.

[email protected]