الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لقاء وزير خارجية إسرائيل يُشعل ثورة الليبيين ويطيح المنقوش
play icon
متظاهرون ليبيون أمام مقر وزارة الخارجية بطرابلس احتجاجا على لقاء المنقوش وإيلي كوهين (وكالات)
الدولية

لقاء وزير خارجية إسرائيل يُشعل ثورة الليبيين ويطيح المنقوش

Time
الاثنين 28 أغسطس 2023
View
73
السياسة

فرار وزيرة الخارجية إلى تركيا.. والأمن الداخلي ينفي تسهيل عبورها.. ومطالبات بإقالة حكومة الدبيبة

طرابلس، عواصم - وكالات: ككرة الثلج تضخمت تداعيات اللقاء الذي جمع بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي، حيث دفعت التظاهرات وحالة السخط الشعبي والسياسي التي شهدتها البلاد، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أمس إلى التضحية بالمنقوش وإقالتها من منصبها بشكل نهائي، في حين أدرج جهاز الأمن الداخلي اسم المنقوش في قائمة الممنوعين من السفر لحين امتثالها للتحقيقات.
وفيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن هروب المنقوش على متن طائرة حكومية إلى مدينة اسطنبول التركية بمساعدة جهاز الأمن الداخلي الليبي، نفى الجهاز في بيان السماح أو تسهيل سفر المنقوش، مشيراً إلى أنها لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياق المتعارف عليه، مؤكدا أن جهاز الأمن الداخلي رئاسةً وأعضاء يقفون صفا واحدا مع تطلعات الشعب الليبي واحترام مشاعره تجاه القضايا كافة، وخاصةً القضية الفلسطينية، مستنكراً ما قامت به وزيرة الخارجية بالجلوس مع أحد أفراد الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنه أدرج اسم المنقوش في قائمة الممنوعين من السفر لحين امتثالها للتحقيقات.
في الأثناء، كشف اثنان من كبار المسؤولين في حكومة الدبيبة أن رئيس الوزراء كان على علم بالمحادثات بين وزيرة خارجيته ووزير خارجية الاحتلال، وقال أحد المسؤولين إن الدبيبة أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الشهر الماضي عندما كان في زيارة لروما، وإن مكتبه رتب اللقاء بالتنسيق مع المنقوش، كما ذكر المسؤول الثاني أن الاجتماع استمر نحو ساعتين وأطلعت نجلاء رئيس الوزراء على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.
كذلك أوضح أن الاجتماع جاء تتويجا لجهود توسطت فيها الولايات المتحدة الأميركية لدفع ليبيا إلى الانضمام إلى سلسلة الدول العربية التي أقامت علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، مضيفا أن تطبيع العلاقات بين طرابلس وتل أبيب جرت مناقشته للمرة الأولى في اجتماع بين الدبيبة ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، الذي زار العاصمة الليبية في يناير الماضي، كما أشار المسؤول إلى أن الدبيبة أعطى موافقة مبدئية على الانضمام لاتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لكنه كان قلقا بشأن رد الفعل الشعبي.
وكان الكشف عن لقاء المنقوش وكوهين أثار موجة احتجاجات واسعة في طرابلس وغيرها من المدن الليبية، حيث أضرم محتجون النيران أمام مبنى رئاسة مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في العاصمة طرابلس تنديدا بلقاء المنقوش مع وزير خارجية الاحتلال، وردد المحتجون هتافات داعمة للقضية الفلسطينية ورافضة لأي تواصل ليبي مع حكومة الاحتلال، كما اقتحم متظاهرون في العاصمة طرابلس مقر وزارة الخارجية دون احتكاك مع الأجهزة الأمنية وطالب المتظاهرون بمحاسبة المنقوش.
وخرجت تظاهرات في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، وبث ناشطون ليبيون صوراً قالوا إنها لتظاهرة في المدينة تنديدا بلقاء المنقوش مع الوزير الإسرائيلي وللمطالبة بعدم التطبيع مع الاحتلال، كما خرجت تظاهرات في منطقة تاجوراء ومدينة زليتن شرق طرابلس ومدينة مصراتة شمال غرب ليبيا للتنديد باللقاء وللمطالبة بمحاسبة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.
بدورها، استنكرت الأحزاب الليبية لقاء المنقوش بوزير خارجية الاحتلال، واعتبرت الخطوة المسيئة لمشاعر جميع الليبيين تقتضي إيضاحا وافيا ونشر ذلك في وسائل الإعلام، مؤكدة أن الخطوة الخطيرة التي جرت تمثل خطا أحمر يجب عدم المساس به، قائلة إن دفاع الشعب الفلسطيني عن أرضه وحقوقه وكفاحه ضد الاحتلال حق دولي وثابت وطني تتبناه كل الاتجاهات السياسية الليبية.
وشددت الاحزاب الليبية في بيانات منفصلة على أن ما تم من لقاء استخفاف بمشاعر الشعب الليبي وخرق للقوانين الليبية وتعريض الأمن القومي الليبي لمخاطر جسيمة، محملة المسؤولية الكاملة لحكومة الوحدة الوطنية عن الخطوة الشنيعة في حق الشعب الليبي، داعية الفاعلين السياسيين والمدنيين والاجتماعيين لإعلان رفض التطور الخطير والضغط من أجل موقف حاسم.
وكانت الخارجية الإسرائيلية كشفت ليل أول أمس، عن أول اجتماع بين وزيرها مع المنقوش في إيطاليا الأسبوع الماضي، بهدف دراسة إمكانات التعاون وبناء علاقات بين البلدين والحفاظ على التراث اليهودي الليبي. وقال كوهين في بيان إن اللقاء الخطوة الأولى في إقامة علاقات رسمية، مضيفا أن حجم ليبيا وموقعها الستراتيجي يمنحان العلاقات معها أهمية عظيمة وإمكانات هائلة لبلاده، موضحا أن اللقاء شهد مناقشة العلاقات التاريخية بين البلدين وسبل التعاون والمساعدات الإسرائيلية في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه وغيرها، كما بحث اللقاء إمكانات التعاون المشترك بين إسرائيل وليبيا، والحفاظ على التراث اليهودي الليبي الذي يشمل ترميم كنس ومقابر يهودية في ليبيا.

آخر الأخبار