* بهبهاني: لا حقائق علمية تثبت ارتباط اللقاحات بالعزيمة الجنسية لدى الرجال أو النساء* اليوسف: فحولة الرجال بخير... وتأثيرات اللقاح قد تصيب كبار السن ومرضى الحساسية * سلامة: القلق والاكتئاب والضغوط المادية الناتجة عن الجائحة أثرت على الرغبة الجنسية
كتب - ناجح بلال:نفى أطباء المزاعم المتعلقة بتأثير اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" على الصحة الجنسية سواء للرجال أو النساء، وأكدوا لـ "السياسة" براءة اللقاحات من تهمة التسبب في الضعف الجنسي بين الرجال، أو ضعف الخصوبة أو العقم أو فقدان الرغبة لدى النساء، الأمر الذي شاطرهم فيه اختصاصيون في علم النفس.وقال هؤلاء في تحقيق لـ "السياسة"، إن حالات العجز أو الضعف الجنسي، إنْ وُجدت، فقد تكون نتيجة للحالة النفسية السلبية التي أصابت البعض نتيجة الهلع والتوترات النفسية والضغوطات المادية التي عانى منها كثيرون منذ بدء تفشي الفيروس قبل عامين وحتى الآن، ونصحوا بضرورة عدم الانصياع للاشاعات التي تروج لها حسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشددين على أن بث أجواء الإحباطات النفسية يمكن أن تنعكس بالسلب على العلاقة الزوجية.التفاصيل في ما يلي: اعتبر مواطنون ومقيمون، ان تلقيهم اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" لم يؤثر على حياتهم الجنسية، لكنهم لفتوا الى أن الضغوط النفسية والاقتصادية الناجمة عن الفيروس قد تكون أثرت نوعا ما على ذلك.وقال سيد صلاح إنه تلقى اللقاح ولم يشعر بأي تراجع في رغبته الجنسية، منوها بأن فترة ما قبل تلقيه اللقاح كانت لها تراجع ما في تلك الرغبة نتيجة الملل والاكتئاب، لكن بعد تحصينه باللقاح ما عاد يعاني.ويرى أشرف إمام أن الحالة النفسية العامة وتراجع مدخوله المادي في تجارته للمواد الغذائية وتراكم إيجار مسكنه ومتجره خلال أزمة "كورونا" أدت لعدم الرغبة في الكثير من متع الحياة، نافيا أن يكون تلقيه اللقاح وراء ذلك، خصوصا أنه لم يعاني من أي ضعف في العلاقة الجنسية. كسل وهموم ورفض طبيب الصحة الوقائية د. عبدالله بهبهاني، وجود أي علاقة بين تلقي لقاحات كورونا والضعف الجنسي للرجال أو النساء، مؤكدا أن كل ما ينشر عبر وسائل التواصل حول هذا الموضوع لا يمت للحقائق العلمية بصلة على الإطلاق.من جانبه قال استشاري المسالك البولية د. حمد اليوسف، إن فترة الجائحة شهدت، فعليا، تراجعا في الأداء الجنسي لدى الذكور، لكن ذلك يرتبط بلقاحات "كورونا"، فاللقاحات بريئة من هذه التهمة.ولفت اليوسف إلى أن فترات الحظر في البيوت وتوقف النوادي الصحية لأشهر عديدة وتخوف الناس من المشي في الهواء الطلق في الممشى أو على الشواطئ، ساهمت في حالات من الكسل وتراخي عضلات الرجال الجسمانية بشكل عام، وهذا ما أدى للضعف الجنسي لدى بعضهم وليس الكل، مشيرا الى أن اللقاحات وإن كانت قوية وشديدة المفعول فإن تأثيرها السلبي قد يؤثر على كبار السن أو ممن يعانون من أمراض الحساسية وبعض الأمراض الأخرى، لكن لم يثبت علميا أنها أثرت على فحولة الرجال. وطالب اليوسف من أصيبوا بالفيروس في أوقات سابقة، اجراء تحليلات وفحوصات لمعالجة أي التهابات في الأجهزة التناسلية، مشيرا إلى أن ظهور أي علامات بيضاء على العضو الذكري ولو بسيطة جدا تستلزم زيارة الطبيب المتخصص فورا، حيث إن السكوت عليها يمكن أن يؤدي لانتشارها، ومع ذلك ليس هناك علاقة بين الالتهابات التناسيلية وبين لقاحات كورونا، لاسيما أن بعض التقارير الصحية التي أشارت إلى وجود علاقة بين تلقي اللقاح وبين العجز الجنسي مشكوك في مصداقيتها ما لم يثبت العكس على المدى البعيد. تداعيات نفسيةمن جانبه، يرى أستاذ علم النفس د. أحمد سلامة أن التداعيات النفسية السلبية العديدة التي أصابت البعض بسبب الالتزام بالاجراءات الاحترازية كالبقاء في المنزل لفترات طويلة والإحساس بالفراغ الدائم والبعد عن العمل اليومي، أثرت على الحالات المزاجية العامة لكل البشر، وزادت من الاصابة بأمراض نفسية لعبت دورا سلبيا لا يستهان به على الناحية الجنسية للرجال.واضاف سلامة ان الفيروس لم يكن معديا فقط بل اشاع أجواء من التوتر والقلق والاكتئاب بين الناس، ومن ثم كان لكل تلك العوامل التأثير السلبي على العلاقات الحميمة، ولهذا قلت الرغبة الجنسية بشكل كبير بين بعض الازواج وأدت إلى البرود لدى بعض النساء. وذكر أن الدراسات العلمية كشفت أن تخوف الناس من المستقبل أدى لزيادة حالات الهلع والتخوف النفسي، مما أفقد البعض الرغبة في الرومانسية بشكل عام. ويقول أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د. عويد المشعان، إن الإشاعات المغرضة التي أشارت إلى أن اللقاحات المضادة لـ "كورونا" يمكن أن تسبب العجز الجنسي في المستقبل لدى الرجال أو عدم الرغبة الجنسية للمرأة، كفيلة بإدخال الذعر في النفوس، وبالتالي ستؤثر على الناحية الجنسية للذكر والأنثى، خصوصا أن إشاعة الأجواء المحبطة يخلق نوعا من التغيرات المزاجية التي قد تفقد الرجل القدرة على العلاقة الجنسية، على الرغم من عدم توافر دراسات علمية تؤكد تسبب اللقاحات في العجز الجنسي. وبين المشعان أن الضعف الجنسي أو تلاشي الرغبة لدى بعض الأزواج والزوجات، يأتي بسبب الاضطرابات النفسية الناتجة عن الضغوطات والأزمات المادية التي زادت بحدة خلال الجائحة، وبالتالي زادت معدلات الطلاق بصورة أكبر لما بعد "كورونا" نتيجة لارتفاع حدة المشاكل الأسرية التي يمكن أن تؤثر بالطبع على الحياة الزوجية برمتها، بما فيها الجوانب الجنسية، ناهيك عن أن اجواء "كورونا" المحبطة رفعت من منسوب العدوانية بين البعض نتيجة التوتر والخوف من المستقبل. وذكر أن من يرفض تلقي اللقاح يسعى لتدمير نفسيات من تلقوه، عبر بث الرعب النفسي والإدعاء بأن اللقاحات تسبب الأمراض، ومنها العجز الجنسي.
الأمراض المزمنة والسمنة ...في دائرة الاتهام بين استشاري المسالك البولية د. حمد اليوسف أن العجز أو الضعف الجنسي للرجال وعدم الرغبة للنساء يرتبطان بزيادة معدلات الأمراض المزمنة كالسكري أو التهاب الكبد وبعض الأمراض الأخرى، محذرا من تناول بعض الأدوية، لاسيما المضادات الحيوية والمسكنات القوية، التي تسبب الضعف الجنسي الموقت، فضلا عن أن السمنة المفرطة وزيادة الدهون في منطقة البطن قد تؤدي أيضا للضعف الجنسي.
وسائل التواصل تبث الشائعات أعرب طبيب الصحة الوقائية د. عبدالله بهبهاني، عن رفضه الربط بين تلقي لقاحات "كورونا" والضعف الجنسي لدى الرجال أو النساء، مؤكدا أن كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع "لا يمت للحقائق العلمية بصلة، على الإطلاق".
راحة نفسية بعد تلقي اللقاحأكد جميل حامد انه لم يشعر بأي عجز أو ضعف جنسي منذ تلقيه اللقاح المضاد لـ "كورونا"، محذرا مما يثار على وسائل التواصل من أباطيل، مشددا على أن تلقيه اللقاح زاده راحة نفسية وحببه في العيش في الحياة بإيجابية كبيرة.