كتب ـ جمال بخيت:صدر حديثا كتاب "لكل زمان نهضة وإنسان – مريم عبدالملك الصالح المبيض أول معلّمة في تاريخ الكويت"، يلقي الضوء على حياة مريم الصالح ومسيرتها التربوية الزاخرة بالعطاء والمعرفة باعتبارها أحد النماذج الإنسانية والوطنية والتربوية والثقافية واول معلمة في تاريخ الكويت.الكتاب من إصدارات مكتبة الكويت الوطنية ويقع في 414 صفحة من القطع المتوسط، من تأليف الباحثة والمؤرخة المختصة في شؤون المرأة الكويتية، عضو رابطة الأدباء الكويتية أبرار أحمد ملك، ويتألف من ثمانية أبواب تناولت الكثير من الموضوعات المهمة في حياة مريم الصالح، ومن أبرزها مقدمة عن السيرة الذاتية لمريم وعملها في وزارة التربية، ومؤلفاتها التربوية إلى جانب مطالباتها الدائمة بمنح المرأة الكويتية حقوقها السياسية.تقول المؤلفة في مقدمة الكتاب "من قلب أحبكم جميعاً، الى الأم الكويت، هذا الوطن المعطاء الذي سيبقى يجود علينا بالكثير والكثير، ومهما قدمنا له لن نفيه حقه، هذا الوطن الذي به نكون كل شيء، ومن دونه لا نكون شيئا.وتضيف: الى المرأة العظيمة التي منحتني تلك المكانة الرفيعة التي لم ولن تمنحني إياها امراة أخرى، الى أول معلمة في تاريخ الكويت الأستاذة مريم عبدالملك الصالح.والى الشيخة أمل صباح السالم الصباح التي كثيراً ما طلبت مني مواصلة العمل وعدم الاكتفاء بالقدر القليل من الأعمال الأدبية والتارخية، فلمن نترك هذا التاريخ؟ ونحن أبناؤه والمسؤولون والمؤتمنون عليه، فالكويت وتاريخها وأهلها امانة في أعناقنا، وكانت الداعم المعنوي لي في عملي.
وتشير إلى أن العمل يهدي ذاته بذاته، الى تلك الانسانة النبيلة التي طلبت مني اعداد هذا الكتاب، غير مكتفية بطلبها هذا، بل تكفلت بطباعته، وذلك تكريماً وتقديراً للدور الرائد الذي قامت به الاستاذة المبجلة مريم عبد الملك الصالح، مؤكدة بأن هذا أقل مايقدم لها.ولا انسى ان ارفع هذا الاهداء الى أول معلمة في حياتي، الى من علمتني بلا حدود في طفولتي، وفي بداية حياتي العلمية، فدرستني، ثقفتني، وربتني، ومن ثم قدمتني لهذا الوطن المعطاء وزملاء المهنة ليكملن مشوار تعليمي، الأستاذة سعاد علي خلف الطواش، وكيف لي أن انسى؟ من أكملت مشوار تعليمي وتثقيفي ورأت ما حصدته من ثمار جهدها وتعبها لسنوات مضت من عمرها وعطائها في غربتها عن الوطن الأم مصر.يستعرض الكتاب حياة ومسيرة أول معلمة في تاريخ الكويت، تلك الطالبة التي هُيئت من قِبل والديها للدراسة لدى المطوعة، ومن ثم مواصلة مشوارها التعليمي في المدرسة، لكي يأخذها القدر بعد ذلك إلى ما هو أكبر مما جاءت إليه فتدرس، وتكلف بمسؤولية كبيرة هي المساهمة في إعداد جيل الغد ليخرجن مشاركات في الحياة العملية وخدمة وطنهن.ويتضمن الكتاب محطات من حياة الصالح منذ ولادتها في الكويت أكتوبر 1926، مبينا أنها الرابعة بين أشقائها الأحد عشر، حيث تزوجت وأنجبت من الأبناء ستة، ثلاث بنات وثلاثة أولاد، وتلقت تعليمها لدى المطوعة والملاية ثم نالت شهادة دبلوم التربية النسوية عام 1945.وتعتبر مريم الصالح من أعلام النهضة التعليمية في الكويت إذ كانت أول معلمة منذ عام 1937 وحتى عام 1946 ثم أصبحت ناظرة لمدرسة الزهراء حتى عام 1951 لتعود مجدداً للتدريس منذ العام 1952 حتى العام 1961 إذ عملت لمدة خمسة وعشرين عاماً بمهنة التدريس، وخمسة عشر عاماً عملت في وزارة التربية فكان عملها في المجال التربوي 40 عاماً.وتلقي المؤلفة الضوء على جانب من حياة أسرتها بدءاً من جدها لوالدتها الغيص عبدالعزيز المنيع، وجدها لوالدها الشيخ صالح المبيض أحد علماء الزبير المعروفين، فهو شيخ علم واشتهر بالنزاهة في الحكم والتبحر بأحكام الشريعة بالإضافة إلى والدها عبدالملك الصالح المبيض، فهي ابنة لعائلة علم وثقافة وتربية.ويحفل الكتاب بالكثير من الآراء التي أشادت بشخصية الصالح ومن أولئك الشيخة الدكتورة سعاد الصباح والشيخة فادية السعد.