السبت 21 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

للتخلف سر!

Time
الاثنين 05 ديسمبر 2022
View
5
السياسة
علي أحمد البغلي

عشنا طفولتنا، ومراهقتنا، وشبابنا في هذا البلد المبروك، وقضينا حياتنا في الطفولة والمراهقة في "الفرجان"، احيائنا القديمة في الشرق وقبلة، وكانت هناك الجهراء شمالاً، والمناطق البحرية جنوباً، كالفنطاس والفنيطيس وفحيحيل وغيرها.
في مدارسنا الابتدائية والمتوسطة في أحيائنا القديمة، كنا متعايشين مع أننا ابناء طوائف وقبائل مختلفة، وفي الثانوية (الشويخ) كنا نسكن في الداخلي كل عنبر 12 سريرا، ونقضي الأسبوع كله في تلك المدرسة العجيبة التي هدمتها وشوهتها أيادي الجهل المعاصر.
فقد كانت فيها بيئة بحرية، وبرية، وملاعب لكرة القدم والسلة واليد، ذات مقاييس عالية، وكانت هناك الكرة الارضية التي استقبلنا قربها المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد والرئيس التونسي بورقيبه وغيرهما من مشاهير السياسة والفن في مسرحها الشهير.
* * *
هذه الذكريات كلها عادت الى الذاكرة هذه الأيام السوداء على الكويت، وأهلها واجيالها القادمة، في الايام القديمة، حين لم نكن نذكر، أو يذكر مطلقاً قرين كل اسم منا ومن زملائنا الطلبة من مختلف المشارب والطوائف والقبائل خصوصاً اسم القبيلة، فقد كان زملاؤنا ابناء القبائل الكرام (ونحن معظمنا ابناء قبائل) لا يذكرون اسم قبائلهم مع اسمائهم، ولكننا نعرفهم مثل ما نعرف أنفسنا، يقرنون أسماءهم بأسماء عوائلهم الكريمة.
لكن اليوم، وللأسف، تغير الوضع لتنعكس مساوئ مجتمعنا التي شجعت وجودها حكوماتنا "اللا" رشيدة على أسماء افراد المجتمع، كبار السن لتنتقل بعدها إلى طلبتنا الجامعيين، لتقام على سبيل المثال انتخابات اتحادات الطلبة بعد إجراء الانتخابات الفرعية القبلية ليغدو ابناء القبيلة الأكثر عدداً ممثلين لجميع الطلبة على اختلاف أصولهم، ومشاربهم، وطوائفهم، وحتى قبائلهم التي لم تذكر في الماضي، حتى أصبحت اليوم اهم ما يرتكز عليه الطالب بين اقرانه الطلبة ومدرسيه، القبليين والاصوليين (وهذه حكاية محزنة اخرى)!
* * *
لم يقتصر الوضع على ذلك الجهل المحزن باستخدام اسم القبيلة لكل من ينتمي او ينضم الى قبيلة معينة، بل رأينا ونشهد ممارسات تقطر حماقة وجهلا في الانتخابات الأخيرة لاتحاد طلبة الكويت في جامعات الولايات المتحدة، وهي، أي الولايات المتحدة المكونة من 51 ولاية من أكبر البلدان المعاصرة تقدماً، حيث نبذت التفرقة العنصرية في معظم ولاياتها ما بين البيض ذوي الأصول الأوروبية والملونين اي اخواننا "الاميركان الافريقيين" أي الاميركان السود، وما تبقى من ابناء اهل الأرض الاصليين (الهنود الحمر).
لذلك نطالب الجماعات الليبراية الصامتة، الجماعات الأصولية الصاخبة أصحاب "وثيقة القيم" ولجنة الظواهر السلبية ومن لف لفهم الوقوف في وجه هذه الظاهرة (تزوير انتخابات الطلبة) المستجدة على مجتمعنا، فهذه الحفنة الشبابية القبلية ـ المزورة ستحكم ابناءنا وأبناءكم في المستقبل القريب بعد تخرجها من الجامعات الأميركية التي لو علم بعضها بممارسة أبنائكم المشينة لسفروهم لكم، وبضاعتكم ردت إليكم.
يا بشر اصحوا من سبات جهلكم العميق! فهذه الفئة من الطلبة من المنتسبين (للأسف) لهذا لبلد المبتلى بأمثالهم وامثال من رباهم، جعلوا مجتمعنا المتخلف خليجياً في معظم الأصعدة، لذا نقولها صريحة: "للخلف در او للخلف سر"! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وزير، نائب سابق
آخر الأخبار