السبت 21 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لم ننسَ… نلقاكم اليوم على خير
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

لم ننسَ… نلقاكم اليوم على خير

Time
الأحد 08 أكتوبر 2023
View
87
السياسة

هي ليست مجرد أيام يعود بعدها الغائب، إنما هي جمر تتقد في كل ساعة من اليوم، تحرق الأحشاء، وتلهب الذاكرة بمزيد من التفاصيل الصغيرة، التي كانت يوما عادية، إلا أنها أصبحت عمراً آخر، تعيشه الأسرة، ويمكن بات هو القوت الذي نتغذى عليه.
مساعد لا يغيب، نتذكره دائما، أمه وأنا، وإن شغلنا أمر عنه، عاد إلى ذاكرة شقيقاته… آه… آه… كم هو حارق وموجع في آن واحد ذاك الغياب.
نعم، لله ما أعطى ولله ما أخذ، ولا راد لقضاء الله وقدره، لكن فلذة الكبد غالية، والنظر أمل بغد مشرق، لكن غياب تلك النظرة لا تعوض.
كلما توغلت في رحلة الأيام زاد الاشتياق، فقد نكذب على بعضنا بعضا أن الرجال لا يتألمون، ولا يبكون، ومن يقول ذلك لم يجرب فَقْدَ الولد، والحرمان من الابوة، ومن تكابر في هذا لم تجرب فَقْدَ الأمومة، ومن تقول إن الأيام تنسي، لم تجرب معنى الأخوة.
لهذا حين نضحك، فإننا نجامل، بل ربما نضحك من شدة الوجع، لكننا يجب أن نعض على الجرح؛ لأنَّ عدم الرضا والتسليم بقضاء الله يوصل إلى الكفر، ونحن مؤمنون بالله تعالى، لذلك نصبر على ما كتبه الله علينا، ونواسي أنفسنا أن مساعد في جنات الخلد.
ولأن لكل له من اسمه نصيباً، فالفتى صاحب عزيمة على مساعدة الغير، لا بد أن تكون له دعوات المحبين والأصدقاء، وهذا ما يواسينا في العائلة.
لا أستطيع أن أسطر كل ما يدور في خلدي، فالدمع يمحي الحبر، فهل يمكن أن تستوعب هذه الأسطر القليلة العمر كله؟
كما أسلفت الفراق يزيد من الشوق، لكن لأنه القدر، عليَّ أن أمضي في رحلة الحياة، لهذا نعود إلى ممارسة حياتنا، رغم الألم والحسرة.
غبت عنكم كثيرا، واشتقت لكم كثيرا، لأن همي كان كبيرا، وإن شاء الله عند رؤياكم يخف الألم.
أيها الأحبة، الأصدقاء، المعارف، وكل من تعاطف معنا في فقدان فلذة كبدي مساعد، نجدد شكرنا على تعاطفكم، وغيابي عنكم كان لا بد منه، واليوم أعود إليكم، كما عهدتموني صابراً محتسباً، إلى استقبالكم في ديوان العائلة في الشامية اليوم، على أمل أن ألقاكم على خير، فأنتم الذخر والبسلم.
وفي الختام أذكر نفسي وأسلّيها بذكر حديث أبي موسى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك، واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه: بيت الحمد". (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).
والحمد لله حمداً كثيراً على ما يكتبه الله لنا.

م. عادل الجارالله الخرافي

آخر الأخبار