الثلاثاء 08 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

لماذا قانون الانفصالية وعدم الاندماج الفرنسي؟

Time
الأربعاء 20 يناير 2021
View
5
السياسة
محمد الفوزان

الطبيعة الهيستيرية لمخاوف الغربيين من الإسلام بدأت منذ سنوات قليلة، عندما قرأنا في الصحف أن بعض الغربيين قد استبدلوا دينهم المسيحي بالإسلام، وأذيعت حكايات عن اعتناق قادة للفكر، وبعض النخب وصفوة من المجتمع الغربي الدين الإسلامي.
وفي هذا الشأن يتعجب عالم الاجتماع السياسي البريطاني فرانك فريدي من سبب هذه الهستيريا تجاه الإسلام، بسبب اعتناق بعض الغربيين له، ويرى أن السبب يكمن في أعماق الوجدان الغربي، الذي يشك في نفسه وقدرته بسبب فقدانه لقيم وعقائد لم تعد محل احترامه، في مقابل رسوخها بين المسلمين!
‏يقول فريدي :"الغرب عجز عن الثقة بنفسه، وغيرته من أناس لا يزالون يعتقدون في أشياء كان الغربيون يؤمنون ويلتزمون بها في الماضي، فهم لا يصدقون عيونهم حين يشاهدون المساجد أيام الجمع وقد اكتظت بالمصلين، بينما الذين يتوجهون الى الكنائس في بريطانيا كلها لا يكادون يملأون كنيسة واحدة".
‏ويضيف:" أصبح الأمر كما لو أن الغربيين ينظرون إلى المسلمين ولسان حالهم: انظر إليهم أنهم لا يزالون يتمسكون بعقيدتهم، وتقاليدهم التي تحركهم وتميزهم عن سواهم وحولها يجتمعون، فلماذا لا نقلدهم ونحذو حذوهم، وهكذا فإن الخوف من الإسلام يرتبط أساساً بفقدان الثقة بالنفس لدى الغربيين أنفسهم".
‏ويقول ايضا :"لدى النوع الجديد من الليبرالية الغربية: فإن أفضل المعتقدات ألا تكون لديك أي معتقدات على الإطلاق، وهكذا فإنك كمسلم تتميز بمعتقدات عميقة الجذور، تعتبر عدوًا جديدًا لهذا النوع، فالغرب يحاول أن يدفع الناس بشكل غير مباشر إلى ما يمكن اعتباره لا مبالاة إزاء أي معتقدات". (انتهى الاقتباس)
سُنت في بعض البلاد قوانين خاصة تستهدف المسلمين الملتزمين، تتهمهم بالانفصالية عن المجتمع وعدم الاندماج، كما تم إغلاق كثير من المساجد وفقا لما أعلنه وزير فرنسي بدعوى الانفصالية وعدم الاندماج، وهم بذلك يريدون دفع المسلمين بالضغط عليهم الى أن يتعاملوا مع معتقداتهم بلا مبالاة، وألا يدعوا الى الالتزام والتطهّر.
لقد حدث مثل هذا الأمر قديماً قبل التاريخ عندما تم اتهام آل لوط بالانفصالية وعدم الاندماج "قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" (سورة النمل 56) "أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهم أُنَاسٌ يَتَطَهَّرون"(الأعراف:82).
قال قتادة :"عابوهم بغير عيب"...عابوهم لأنهم يتطهرون من أعمال السوء، يتنزهون عن الرذائل التي يفعلها المترفون...أصبح التطهر والاستقامة عيبا مجرّماً.
فقد عاشروهم، ورأوا سيرتهم، ولم يستطيعوا أن يثنوهم عن طهارتهم كما حاولوا مع لوط وأهله، ولا أدري إلى أين سيصلون في مضايقتهم للمتطهرين المسلمين.
لقد آن الأوان أن تكون للمسلمين مراجعة وتقييم لهذه الأعمال العدائية التي تستهدفهم، وما دعوى مقاطعة بضائع من ينتهك حريات المسلمين في التزامهم دينهم وممارسة طقوسهم في مساجدهم إلاّ واحدة من الأساليب المؤثرة والرادعة وكلٌ يتحمّل تبعات قراراته.


إمام وخطيب
آخر الأخبار