طلال السعيدأصبحت حكومتنا مثل الأب الذي لا يقدر إلا على الأم، في كل يوم يضربها أمام أولادها ضربا مبرحا، أما إذا خرج الى الشارع فهو يخاف من الناس حتى أصبح مثلا يضرب "أبوي ما يقدر إلا على أمي".الحكومة كلما كان الحديث عن تخفيض الميزانية أدارت وجهها ناحية الشعب المغلوب على أمره لتضيق عليه الخناق، وآخرها اقتراح تخفيض حصص التموين في "العيش" والسكر، إذا كان صحيحا، وكأن هذا التخفيض هو الذي سوف يسكر عجز الميزانية، يعني محاربة المواطن في زاده اليومي ومعيشته، فما هي قيمة كيلو "عيش" عند عجز الميزانية؟ولا يستبعد أن الكمية التي يخفضونها من حصة المواطن يتبرعون بها إلى مشردي بلاد الواق واق وفي الوقت نفسه العطايا والهبات والقروض توزع ذات اليمين وذات الشمال، وتخفض عن الآخرين الفوائد، وتعاد جدولة الديون بشكل مريح جدا للدول المدينة، ونحن ترفع علينا الإيجارات وتخفض حصصنا بالتموين!ليت الحكومة ترصد الاستياء الشعبي من تلك القرارات التي تنوي اتخاذها لتعرف كم يتضايق المواطن البسيط من محاربته في رزقه، خصوصا أن الراتب لا يكاد يغطي الالتزامات الشهرية بعد خصم الأقساط، وإيجار البيت، فلا يبقى إلا النزر البسيط الذي لا يكاد يغطي الأيام العشرة الاولى من الشهر، حتى أصبح نصف الشعب يعاني، إن لم يكن أكثر!يشتكون من شح الميزانية ويزيدون الرواتب، ويوزعون المكافآت والأعمال الممتازة، هذا بخلاف المعونات، والهبات الخارجية، والقروض الميسرة التي تعاد جدولتها، كلما حان سدادها، والكويتي المسكين يضيق عليه في حصة التموين!ما يجب أن يعرفه الجميع أن المسألة لن تتوقف عند حصة التموين، بل سوف تشمل كل ما كان مدعوما في السابق، لكن على فترات، وليس لنا من يدافع عنا، فالأعضاء لا يزالون مشغولين بالعفو، ولعبة الكراسي، وإزاحة الرئيسين، وكل هذا لن يحصل، أما الشعب الكويتي فلم يعد أمامه إلا أن يغني مع محمد عبدو "لنا الله"...زين.
[email protected]