لنمنع الكارثة

اتجاه الصميم

تعلمنا الحياة والتجارب الكثير من الأمور، لهذا دائما تكون لدى المرء حصيلة خبرات، لا تحصي ولا تعد، غير ان ذلك يعني ألا تتوقع حدوث بعض الاحداث الغريبة، وهي تكون تجربة جديدة يستطيع المرء أن يتعلم منها ولو بالحد الأدنى.
جمعينا نستفيد من تجارب الغير وتجارب من سبقونا بما ننفع به انفسنا والآخرين.
ولعل الكويت مرت بتجارب لا يمكن محوها من الذاكرة، واقسى ما فيها ذاكرة الغزو العراقي الغاشم، فهي راسخ على مدار التاريخ، وكذلك حادثة حريق "خيمة الأفراح" قبل سنوات، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيدة.
هنا نتساءل: هل استطعنا التعلم من تلك الحادثة الأليمة هذه،
اذ رغم مرور سنوات على حدوثها، هل فكرنا، وأنجزنا ما هو البديل الذي نستطيع أن نمنع مثل تلك الكوارث؟
لعل ما جرنا الى الحديث عن هذا الموضوع، هو ما شاهدنها قبل أيام في الحادث الأليم الذي وقع في قاعة أحد الأفراح في العراق، وراح ضحيته المئات، من كبار السن والنساء والأطفال، في حادث مأسوي تقشعر له الأبدان.
فهل تلك القاعات الكبيرة التي تنتشر في أنحاء الكويت في مختلف المناطق مؤمنة بالقدر الكبير من الناحية الأمنية والسلامة، في حال حدوث أي طارئ لا سمح الله، سواء أكان حريقاً أو حالة طارئة غير متوقعة؟
فهل تأكدنا من سلامة المواد الداخلة في تركيب تلك القاعات الكبيرة، ومن مخارج الطوارئ، التي يجب أن تكون كبيرة وسهلة الاستخدام؟
وهل تلك الخيام تتوافر فيها معدات اطفاء جاهزة في حالة نشوب حريق، لا سمح الله، وهل تم التأكد من التمديدات الكهربائية، التي يجب أن تكون بطريقة صحيحة وآمنة، خصوصاً إننا مقبلون على موسم الأمطار، وما يسببه في حالات كثيرة في الماس الكهربائي، الذي تنتج عنه الكثير من الحرائق المأسوية؟
هنا لا بد من العمل بطريقة منهجية، أن نكون حذرين، وان نأخذ الاحتياطات اللازمة أكثر وأكثر، حتى لو كانت مكلفة مادية.
لا يجب أن ننتظر حدوث كارثة مأسوية، نفقد فيها أعز ما نملك من أرواح بشرية، حتى ننهض ونتحرك، لذا
لابد من تفادي تلك الأخطاء قبل وقوعهما التي نحن نصنعها بأيدينا.
فالكويت قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولذا
لابد من التفكير بإيجاد بدائل صحيحة وواقعية، وعلى أصولها في تلك القاعات، وما يجب أن نتوقف عنده بالسؤال: إلى متى تستمر هذه الحال؟
"اللهم احفظ الكويت"

محام وكاتب كويتي

نافع حوري الظفيري

[email protected]