الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"لوسي والعجوز" إبهار فني وتربوي... عالمي

Time
السبت 06 يوليو 2019
السياسة
كتب - فالح العنزي:


عندما تكون الفكرة واضحة والسيناريو مكتوب باحترافية ومخرج مقتدر يعي أبعاد النص الذي بين يديه وممثلون يدركون المهام الملقاة على عاتق كل منهم، فالنتيجة حتما ان لم تكن ممتازة فلن تكون سيئة، هذه حال مسرحية "لوسي والعجوز" من تأليف واخراج هاني عبدالصمد، التي مثلت فرقة المسرح الكويتي ضمن فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل بنسخته السابعة.
بمجرد أن رفعت الستارة وتشكلت صورة السينوغرافيا فوق خشبة المسرح أدركنا أننا أمام عمل مسرحي ذي قيمة فنية، فغالبا يستحوذ الشكل العام على تركيز المتلقي، فالصورة تلعب دورا مهما في لفت الانتباه ثم يمكن التركيز في التفاصيل الأخرى، المؤلف والمخرج هاني عبدالصمد في "لوسي والعجوز" منح أبطال مسرحيته صفة العالمية من خلال اللعب على وتر النصوص العالمية، خصوصا في اختيار الأسماء كعادة العروض الأجنبية، وربما هو يريد اضفاء هذه الصبغة على عمله إيمانا بأن ما قدم فوق خشبة مسرح الدسمة يستحق أن يحمل هذه الصفة.
في "لوسي والعجوز" اعتمد المخرج هاني عبدالصمد على جهود الممثلين بالدرجة الأولى والسينوغرافيا بالدرجة الثانية وتحملت الطفلة ملك أبو زيد مسؤولية ربما تكبر عمرها بسنوات لكنها أثبتت فعليا بأن الموهبة لا غيرها هي من تفرض نفسها فوق الخشبة وأن القدرة على تجسيد الكراكتر بالشكل المستحق تأتي في مقدمة التقييم بغض النظر إذا كان الممثل هاو، محترف، أكاديمي أو صاحب خبرة، وجميع ذلك لم يتوافر في الممثلة الطفلة ملك لأن سنوات عمرها لن تصنفها كهاوية، ولا تحمل في رصيدها اعمالا فنية كثيرة، ولا تحمل شهادة مسرحية انما فقط تحمل "موهبة" وهذه "تكفي وتوفي"... "لوسي" الصغيرة مثلت بتلقائية، بعفوية جميلة، بابتسامة حقيقية، رقصت، غنت، فعلت كل شيء، حتى المفردات والعبر كانت رسائل معبرة، عن الحب والخير والتعليم والسلام والابتسامة والضحك وحب الآخر والصدق، الشخصيات التي رسمها المؤلف هاني عبدالصمد كانت أدوات ارتبطت بشكل مباشر في الحدث فوق الخشبة وحسن اختياره للأسماء مثل العجوز، الببغاء، العالم، حكيم النمل والمثقف، هناك دلالات واضحة ربطت بين اسم الشخصية ودورها وفعلها المسرحي، خصوصا الممثل فهد الخياط، الذي قام بأداء أكثر من كراكتر وكان ملازما للصغيرة لوسي طوال العرض المسرحي سواء من خلال شخصية العجوز أو شخصية العالم "دومبورتون" والكيمياء التي خلقت فوق الخشبة في المشاهد المشتركة، أيضا شخصية "الببغاء اندروز" التي جسدها الشاب خالد الثويني لم تقل في تأثيرها عن أدوار باقي الممثلين أمثال كفاح الرجيب بدور "الأم" وناصر حبيب بشخصية "حكيم النمل" وأمير مطر"المثقف لويس"، الرجيب ظهرت بشكل رائع ومهم ذي قيمة تربوية ونجح الحبيب ومطر في مهمتهما.. "لوسي والعجوز" عمل استعراضي غنائي يحسب للفنان عبدالله سالم صياغة كلمات الأغاني بشكل راق ولحن بسيط.
يذكر أن المسرحية شهدت مشاركات عناصر أخرى ساهمت في نجاحها أمثال الممثلات لولوة بدور، فاطمة، لوسي الصغير، مصمم الاستعراض سليمان اليحيوح، فريق الاستعراض عذبي المرزوق، محمد بن بحر، عبدالله اليوسفي، حسين اليوسفي، علي الشعيبي، عبدالرزاق الشعيبي، ديكور حسين الحسن، أزياء زينب، اضاءة فاضل النصار، ماكياج هديل بدر، الأغنيات عبدالله سالم، التدقيق اللغوي خالد المفيدي الذي كانت لمساته واضحة قياسا مع مستوى الممثلين الهواة.
آخر الأخبار