* الكويت نموذج جيد للتعايش بين الأديان والجاليات* زيارات لمسؤولين فرنسيين للكويت بسبتمبر وأكتوبر* بيلوك: 300 مسجد ومركز ديني في فرنسا* عباس: علاقة باريس مع الإسلام بعيدة عن الصراعكتب -شوقي محمود:اعربت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر عن ارتياحها للتعايش الديني في الكويت، ووصفته بالجيد جدا، مضيفة: ارى ان الكويت لديها تقليد جيد في التعايش ما بين الأديان بين مختلف الجاليات والاديان وهو يشكل نموذجا جيدا.واشارت في تصريح على هامش محاضرة عن الاسلام في فرنسا اول من امس، الى ان سبب عقد مثل هذا اللقاء، هو ارسال رسالة للمجتمع الكويتي، بان هناك سوء فهم حول هذا الموضوع، مؤكدة ان الإسلام في فرنسا يحترم جدا وللمسلمين وضعهم وهم مقدرون جيدا ولديهم الإمكانية لممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية دون أي مضايقات أو محاذير.وأضافت: البعض في الكويت يعتقدون ان المسلمين في فرنسا لا يعيشون بحرية وأنهم مضطهدون وهذا غير صحيح ولا يمت للواقع باي صلة.وجددت لوفليشر التاكيد على ان العلاقات بين البلدين جيدة جيدا، لافتة إلى أن فرقاطة فرنسية وصلت إلى الكويت، أمس، في اطار التعاون في المجال العسكري والدفاعي، وتعد فرصة مهمة جدا لبلدينا.وحول ما اذا كانت هناك زيارات رسمية لمسؤولين فرنسيين في المستقبل القريب، أجابت ليس هناك زيارات في الاسابيع القليلة المقبلة لكن اعتقد ان هناك زيارات مرتقبة مستقبلا خصوصا وان لدينا انتخابات برلمانية على الأبواب وهذا ما لايسمح بزيارات خارجية للمسؤولين لكن اعتبارا من شهري سبتمبر واكتوبر المقبلين سيكون هناك زيارات مهمة.وحول جاهزية السفارة لإجراء الانتخابات البرلمانية، قالت لدينا مكتب انتخابي على مستوى السفارة ونحن جاهزون للانتخابات خصوصا انه تم اجراء انتخابات رئاسية مؤخرا، ونحن الان في إطار التحضيرات للانتخابات التشريعية في دورتها الأولى التي ستعقد في 5 يونيو المقبل.من جانبه، استعرض الباحث في جامعة فرنسا د.سيدريك بيلوك تاريخ العلاقة بين فرنسا والاسلام مبينا أن 8% من سكان فرنسا الحاليين من المسلمين، مستدركا انه لا توجد إحصائيات دقيقة لعددهم في فرنسا.وأشار الى وجود 300 مسجد ومركز ديني في فرنسا، فضلا عن عدد كبير من العلماء المسلمين العرب الذين أقاموا في فرنسا وانشأوا مجلات ودوريات إسلامية. واوضح أن الإسلام في فرنسا له جذور تعود الى زمن طويل خصوصا ممن مروا من خلال اراضيها إلى اسبانيا وهذا ما اكدته المقابر التي تم اكتشافها في جنوب فرنسا والتي تؤكدها طريقة الدفن للجثث باتجاه القبلة.من جهته، اوضح مدير المركز الفرنسي للابحاث في شبه الجزيرة العربية مكرم عباس، ان المحاضرة التي قدمها د.بيلوك تناولت الإسلام في فرنسا وجميع الإشكالية التي طرحت مؤخرا في إطار هذه العلاقة التي هي بالفعل تاريخية وقديمه ولكن بالفعل قد تتراءى كعلاقة معقدة أو حاملة لبعض الاشكالات فيما يخص قضايا مثل الحجاب والنقاب والمايو الإسلامي والإرهاب والتطرف والحركات الجرادية و هي موجودة في المجتمع الفرنسي كما نجدها في المجتمعات الأخرى. وحول التهم التي وجهت إلى فرنسا وسياساتها تجاه الإسلام قال ما برزه د.بيلوك ان هناك علاقة تاريخية عريقة بين فرنسا والاسلام وهي ليست مبنية على الكره والحقد أو الصراع أو النزاع وإنما هي علاقة سلمية أو حتى انها علاقة افتتان بالحضارة الاسلامية القديمة. وابرز عباس ان الإشكالية التي طرحت فيما يخص المظاهر الاسلامية مثل الحجاب أو النقاب أو لباس السباحة الذي يعرف بالبوركيني كلها استمرت سياسيا واديولوجيا من طرف حركات متطرفة من قبل اليمين المتطرف في فرنسا الذين بنوا على تلك الظواهر الموجودة في المجتمع وأضاف أن المحاضرة تناولت هذه المواضيع من الناحية الاجتماعية والإنسانية، مبينا ان هذا الاستثمار الاديولوجي ليس له محل في المجتمع.وحول سبب إقامة مثل هذه المحاضرة في الكويت في هذا التوقيت والرسالة التي يراد ايصالها قال الأمر جاء محض الصدفة لان المركز اعتاد على تنظيم ندوات أسبوعية ولكننا توقفنا عن تنظيم اي فعالية خلال شهر رمضان وبتواجد الدكتور بيلوك في المملكة العربية السعودية لايضاح العلاقة بين فرنسا والاسلام تمت دعوته من قبل السفارة الفرنسية لالقاء هذه المحاضرة في الكويت. ونفى ان يكون سبب وجود بيلوك في الكويت في هذا التوقيت اي أهداف خفية وإنما هو للتعريف بهذه العلاقة الوثيقة والقديمة، لافتا إلى أن المركز الفرنسي للابحاث في الكويت يغطي جميع دول الخليج العربي وطرح مواضيع تتعلق بالاسلام والفكر الإسلامي الحديث، وعن تطوره وفق النصوص الدينية، مشيرا لوجود دراسات مهمــة جديدة في هذا الإطار ويشارك فيه عدد من الباحثين الكويتيين ومن دول الخليج الأخرى.

الباحث د. سيدريك بيلوك وعريف المحاضرة