منوعات
"لون الغد"... يستشرف رؤى المثقفين العرب لمستقبل العالم بعد جائحة "كورونا"
الأحد 12 ديسمبر 2021
5
السياسة
كتب ـ جمال بخيت:أصدر الأديب الروائي والقاص الكويتي طالب الرفاعي كتابا جديدا بعنوان "لون الغد... رؤية المثقف العربي لـ"ما بعد كورونا" عن دار "ذات السلاسل" في 350 صفحة من القطع المتوسط.يمثل الكتاب دراسة استشرافية معمقة لآراء ثمانية وثمانين مثقفا من تسع عشرة دولة عربية حول ما سيكون عليه مستقبل العالَم ما بعد جائحة كورونا.ويعرض المؤلف أبرز خلاصات كتابه الذي يجمع بين صفحاته آراء 88 من المثقفين والكتاب العرب من 19 دولة.وقال الكاتب الروائي المعروف أمين معلوف في تقديمه للكتاب، "إننا في عالم قويه هزيل، وعظيمه ضئيل، وثوابته زائفة عالم عليل تائه".ويعتبر الرفاعي "الإنسان هو الآن محلي بقدر ما هو عالمي"، ويصفه بـ"المحعالمي"،لافتا إلى أن المشاركين في الدراسة يتخوفون مما هو آت على صعيد الفكر والثقافة، لاسيما لجهة تراجع الميزانيات المخصصة للثقافة في العالم العربي، وانخفاض سقف الحرية نظرا لاستغلال أزمة كورونا من الأنظمة السلطوية بهدف تكريس الشمولية وآليات القمع.يقول الرفاعي عن الكتاب "أوضحت جائحة كورونا، إمكانية أن تجتمع أطياف البشر على اختلاف أشكالهم وانتماءاتهم الجغرافية والفكرية والدينية على التواصل والتفاعل والتعاون بعضهم مع بعض، خصوصاً في مجال الطب، وتحديداً في أنموذج إيجاد دواء ناجع أو لقاح فعّال لمرض "كوفيد-19"، دون النظر إلى أيٍّ من الفوارق أو الخصوصيات الراهنة بين الناس. وتابع، من المُستحسن كما أظن أن يتكرر هذا الأنموذج لتطبيقه على الشأن الفكري والثقافي والإبداعي والفني، وأن يكون قبول الآخر والتقرب منه بعد كورونا أفضل مما كان قبله، عَبْرَ تنقية النفس البشرية من الأنانية وحب الذات وتسليحها بوعي كوني وجودي أصيل، مضيفا في الأسرة الواحدة توجد اختلافات بين الأخ وأخيه والأخت والأخرى، وفي المجتمع الواحد هناك اختلاف بين جماعة وثانية، لذا فمن المسلَّم به أن الشخصية الأوروبيةـ الأميركية هي غير الشخصية العربية، التي تختلف عن الأولى تماماً. الفرق جدّ شاسع وكبير، بين فتاة أو شاب ولِد وتربّى وعاش في نيويورك أو في أي مدينة أوروبية، وفتاة أو شاب ولِد وتربى وعاش في الكويت أو في أي مدينة عربية، قد يبدو للوهلة الأولى أن الفوارق كبيرة بين أفراد الشريحتين، وأن لا شيء البتّة يجمع بينهما. لكن، وقفة تأمل صغيرة تُظهر بشكل جلي أن الفكر والعلم والعواطف البشرية ومعايشة حدثٍ واحدٍ في اللحظة ذاتها، تجمع كثيراً بين الفرد من هناك والفرد من هنا، ولذا من باب أولى أن يتقاربا ويتصادقا، ويتبادلا الفكر والرأي والمشورة والاحترام، بدلاً من أن يتخاصما ويتقاتلا ويفني بعضهما بعضا.