كتب - مفرح حجاب:نظم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ضمن فعاليات موسمه الثقافي والفني، حفلا غنائيا مميزا تحت عنوان "ليالي عدن"، شارك في ليلته الأولى كل من الفنان سلطان مفتاح، فواز المرزوق، وطلال الصيدلاني، تضمن عدد كبير من الأغنيات والألحان العائدة إلى التراث اليمني شمالا وجنوبا. حضر الاحتفالية جمهور غفير غصت به قاعة المسرح عن كاملها، وتميزت بمزيج من الإيقاعات التي تنتمي إلى كل مناطق اليمن المعروفة بعراقتها الفنية وقد سبق أن تغنى بهذه الأعمال النجوم عبدالله الرويشد، أبوبكر سالم، ماجد المهندس وغيرهم. استهل الحفل الفنان سلطان مفتاح، بأغنية "سلطان زماني"، وحرك من خلالها جنبات المسرح وأعاد الوجدان إلى الفن العدني الأصيل، وكلما قال "يعيشون" جعل القاعة كالموج من التشجيع والتصفيق، ثم "شربك" الجمهور معه وردد الأغنية ليشعل الأجواء بهجة، ليقدم طلال الصيدلاني "الناس معادن" فيزيد تفاعل الجمهور مع عزف العود والايقاعات التي أحالت القاعة، التي غصت بالجمهور، إلى ساحة من الفرح والوناسة.ثم أعاد فواز المرزوق، الهدوء إلى قاعة المسرح من خلال أغنية "كيف البشر" لدقائق معدودة ليعود ويغازل الحضور من خلال "الشربكة" التي جددت الحيوية ثانية في المسرح، بعدها غرد سلطان مفتاح مع الرومانسية بأغنية "يسعد زمان الحب" ليرفع حرارة المسرح ويزيد الأجواء شغفا مع أجواء العدنيات بعدما قام مجموعة من أعضاء الفرقة ليرقصون على الإيقاعات ويصفق معهم الجمهور بتناسق وتناغم بمصاحبة ايقاعات الفرقة الموسيقية ليزداد الأمر حماسة وبهجة. وأعاد الصيدلاني الحضور إلى أجواء الفن الحضرمي بأدائه "الحب أسرار"، ويفتح خزينة الذكريات الرومانسية لدى الجمهور ويعيد أمجاد الزمن الجميل للفن اليمني، حيث صفق الجمهور طويلا بتناسق مع الأغنية، بعدها قدم فواز المرزوق أغنية "الدار دارك" ليعيد الهدوء إلى القاعة من جديد. في الوصلة الثانية من الحفل كان الجمهور على موعد مع الشجن والإيقاعات العدنية وأغنية "يا ليالي" التي أداها سلطان مفتاح ليعيد الحيوية إلى المسرح عبر الأغنية التي سبق وقدمها من قبل الفنان العراقي ماجد المهندس، ومع "يا ليالي" استعاد الحضور لحظات الحب والشجن والرومانسية، لكن طلال الصيدلاني أشعل المسرح مجددا بأغنية "ما في أحد مرتاح" التي تغنى بها الفنان عبدالله الرويشد، حيث عاش الجمهور مع الأغنية بأحاسيسه ووجدانه و"شربك" وغنى من فرط الانسجام، وقد حاول فواز المرزوق أن يعود بالقاعة إلى الهدوء من خلال أغنية "الناس" التي استمع إليها الجمهور بتفكر فقط، لكن لم يهدأ الفنان سلطان مفتاح ولم يجعل الجمهور يستكين عندما أدى أغنية "عويشق" ليعيد الحماسة والحيوية إلى المسرح مما جعله يوقف الفرقة عن العزف ويطلب من الجمهور الغناء فأبدع في إكمال الأغنية حتى النهاية وسط حالة من الفرح سادت كل أرجاء المسرح، ثم ألهب طلال الصيدلاني حماسة الجمهور من خلال "أنا استاهل اللي صار" ليخلق حالة جديدة من الانسجام بين الفرقة الموسيقية والجمهور في المسرح، إذ ظلت تعزف طويلا والجمهور بصفق، ثم قدم فواز المرزوق أغنية "عودت عيني" ليسود الهدوء في قاعة المسرح بعد فترة حماسة طويلة، ليؤدي سلطان مفتاح أغنية "المحبة" لتظل سائدة حالة الهدوء، وأخيرا اختتم الثلاثي فرسان الليلة العدنية بأغنية "يا زين" ويسدل معها الستار في ليلة حملت لوحات غنائية متنوعة لتراث ثري بالمكونات الفنية.

"ليالي عدن" أطربت الجمهور في مركز جابر الثقافي (تصوير – سامر شقير)