الدولية
ليبيا: الهدوء الحذر يعود إلى طرابلس بعد سقوط 32 قتيلاً و159 جريحاً
الأحد 28 أغسطس 2022
5
السياسة
طرابلس، عواصم - وكالات: وسط دعوات عربية ودولية لوقف العنف، يخيم الهدوء الحذر على العاصمة الليبية طرابلس، إثر الاشتباكات التي اندلعت في محيطها، بينما أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بقيادة عبدالحميد الدبيبة، ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات التي شهدتها العاصمة إلى 191 شخصا ما بين قتيل وجريح.وحسب حصيلة جديدة، تسببت الاشتباكات في وقوع 32 قتيلا و159 جريحا، وفق بيان أصدرته الوزارة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك".ويخيم الهدوء الحذر على العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات بين قوة من الأمن العام بقيادة عماد الطرابلسي مع "اللواء 777 قتال" بقيادة هيثم التاجوري، قرب شارع الزاوية وباب بن غشير، بينما أعلنت رئاسة جامعة طرابلس استئناف الدراسة والامتحانات بكليات الجامعة والعمل الإداري، بعد أن تم إغلاق الجامعة بسبب الاشتباكات.من جانبها، أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي أن المطار مفتوح أمام حركة الملاحة الجوية، وأن العمل جار على إعادة التشغيل بصورة طبيعية وفق جداول الرحلات المعتمدة.ووسط استغاثات المواطنين العالقين بوسط طرابلس، قال مركز طب الطوارئ والدعم بالعاصمة الليبية، إن فريق الإخلاء التابع له نجح في توفير ممرات آمنة لبعض العائلات العالقة في أماكن الاشتباكات، بعد تلقيه نداءات استغاثة عدة، مشيراً إلى أن وحدة الإسعاف التابعة له نصبت تمركزات لسيارات الإسعاف بالقرب من أماكن الاشتباكات لإجلاء العالقين.بدورها، انسحبت قوات مسلحة تابعة لرئيس الحكومة المعينة من قبل البرلمان فتحي باشاغا من معسكر 7 أبريل ومنطقة بوابة جبس، جنوب طرابلس، بينما سيطرت قوات داعمة لحكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة على المعسكر والمنطقة المذكورين، وفقا لما أفاد التلفزيون الرسمي الليبي، وذلك بعد انسحاب القائد العسكري أسامة الجويلي الموالي لباشاغا، إلى منطقة العزيزية.من جهته، ألمح رئيس الهيئة العليا لقوى التحالف الوطنية توفيق الشهيبي، إلى احتمال بدء تفاوض غير مباشر محتمل بين باشاغا والدبيبة، بينما أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، تشكيل غرفة عمليات عسكرية للدفاع عن طرابلس.في غضون ذلك تواصلت الإدانات العربية والدولية، حيث دانت دول خليجية وعربية أحداث العنف التي شهدتها طرابلس، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في تغريدة على "تويتر": "أستشعر قلقا كبيرا إزاء الأوضاع في طرابلس، وأطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم".ودعت مصر جميع الأطراف والقوى الوطنية والمكونات الاجتماعية الليبية، إلى "وقف التصعيد وتغليب لغة الحوار وتجنب العنف وضبط النفس حقنا للدماء".كما دانت الإمارات أعمال العنف المسلحة في ليبيا ودعت الأطراف كافة إلى وقف العمليات العسكرية بشكل فوري، والحفاظ على سلامة المدنيين والمقرات الحكومية والممتلكات.وفي السياق ذاته، عبرت تونس عن "عميق القلق وبالغ الانشغال للتطورات الخطيرة في ليبيا"، كما أعلنت الجزائر أنها "تتابع بقلق بالغ" تطورات الأوضاع في طرابلس، إثر تجدد المواجهات المسلحة، داعية جميع الأطراف الليبية إلى السعي الفوري من أجل إيقاف العنف والاحتكام إلى لغة الحوار.من جانبه، دعا البرلمان العربي في بيان جميع الأطراف والقوى الوطنية والمكونات الاجتماعية الليبية الى وقف العنف وموجات التصعيد وضبط النفس، حقنا للدماء والعودة للحوار والحفاظ على مقدرات الشعب الليبي والتوصل الى حل "ليبي ليبي" يحقق الاستقرار في ليبيا.كما حضت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الأطراف الليبية كافة على وقف العنف، وحماية المدنيين وتجنب التصعيد، داعية إلى التهدئة واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها ليبيا لتجنيب شعبها ويلات العنف والمزيد من المخاطر.ودانت الولايات المتحدة "تصاعد العنف" في طرابلس، داعية إلى "وقف فوري" لإطلاق النار، وبالمثل كان موقف بريطانيا وإيطاليا، حيث دعا كل منهما إلى استعادة الاستقرار بالعاصمة، وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها العميق من ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين".