ليبيا تهدأ بعد اشتباكات استمرت يومين وخلّفت مئات القتلى والجرحى

وقف الاقتتال بتسليم آمر "اللواء 444" إلى طرف محايد… ومطار معيتيقة يستأنف استقبال الرحلات الجوية

طرابلس، عواصم - وكالات: شهدت العاصمة الليبية طرابلس هدوءا حذرا أمس، بعد يومين من الاشتباكات العنيفة بين جهاز الردع و"اللواء 444" قتال، خلفت 55 قتيلا ونحو 146 جريحا، وانتهت بتسليم آمر "اللواء 444" محمود حمزة إلى جهة محايدة.
وقالت مصادر محلية إن جهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي الليبي سلّم حمزة إلى قوة محايدة خارج مطار معيتيقة، وذلك بعد اجتماع عقده رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة مع قادة عسكريين، مشيرة إلى أن الدبيبة طالب وزير داخليته عماد الطرابلسي ورئيس الأركان بالتدخل لفض الاشتباكات في مناطق جنوب العاصمة.
وفي سياق متصل، نشرت وزارة الداخلية دوريات أمنية ثابتة ومتحركة في المواقع الحيوية وحول المؤسسات الحكومية بالعاصمة، وأكدت مصادر أمنية أن الانتشار يندرج ضمن خطة أمنية أعدتها الوزارة، وتشارك فيها الأجهزة الأمنية التابعة لضمان سلامة المواطنين والمقيمين وإيقاف أي خروقات أمنية.
وقد تفقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الأضرار الناتجة عن الاشتباكات في بلدية عين زارة، وأصدر تعليماته لوزارة الحكم المحلي بتنظيف آثار المواجهات وحصر المتضررين لتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم، وقال خلال جولته التفقدية إن ما حدث هو جرح نازف للعاصمة طرابلس ولسكانها ولكل الليبيين، مؤكدا أن حكومته ستسعى إلى الاستقرار والبناء وستتصدى للمفسدين وستقف لهم بالمرصاد.
وفي حصيلة نهائية، أعلن الناطق باسم مركز طب الطوارئ والدعم مالك مرسيط ارتفاع حصيلة اشتباكات طرابلس إلى 55 قتيلا و146 جريحا، فيما أجليت 234 عائلة من مناطق الاشتباكات، ولم يوضح المركز طبيعة الضحايا إن كانوا من المدنيين أم العسكريين، فيما أشار لاستخدامه نحو 60 سيارة إسعاف لنقل الجرحى والقتلى.
في الاثناء، أعلنت الخطوط الجوية الليبية، عن عودة رحلاتها من وإلى مطار معيتيقة، بدءًا من أمس ، بعد توقف الاشتباكات، ونشرت عبر صفحتها الرسمية في "فيس بوك" جدول رحلات الطيران الجديدة، وذلك بعد إعلانها أول من أمس عن نقل عدد من الرحلات إلى مطارات أخرى. وقال مدير مطار معيتيقة لطفي الطيب في تصريحات متلفزة، إن العديد من شركات الطيران نقلت طائراتها إلى مصراتة وألغت شركات أخرى رحلاتها.
وتعليقا على الأحداث، أكدت جامعة الدول العربية أهمية الإسراع بتوحيد مؤسسات الدولة الليبية وإتمام العملية الانتقالية عبر إجراء الانتخابات في أقرب وقت، وحضت جميع الأطراف على اتخاذ الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن، فيما دعت عدد من والدول الخليجية والعربية إلى خفض التصعيد واللجوء إلى الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات، وحث وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، في بيان له، على الحفاظ على سلامة المدنيين والمقرات الحكومية والممتلكات، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، للخروج من الأزمة الراهنة.
وجدد الوزير موقف الإمارات الداعي إلى حل الصراع في ليبيا، ودعمها الكامل لما يحفظ أمن واستقرار ووحدة ليبيا، وفق مخرجات خارطة الطريق، وقرارات مجلس الأمن، واتفاقية وقف إطلاق النار، لضمان نجاح الانتخابات وتطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
بدورها، أعربت قطر عن قلقها البالغ من التطورات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، داعية كافة الأطراف إلى تجنب التصعيد، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجاوز الخلافات بالحوار، وعبرت وزارة الخارجية، في بيان لها، عن دعم الدوحة الكامل لجهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بما يحقق السلام والاستقرار فيها.